ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر – وعودة على بدء

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر – 22/11/2020

برعاية أزرق أبيض الذي لا يقدم بديلا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بل والسياسي فان اسرائيل مرة اخرى تندفع بعيون مغمضة الى الهوة“.

في نهاية الاسبوع الماضي تحطم السد وبدأت المعاملات التجارية بكل اشكالها في ظل الدوس الفظ على القوانين والانظمة لمكافحة الكورونا. فالمشترون نافدو الصبر تجمعوا بطوابير طويلة عند مداخل المحلات وكأنها اوروبا الشرقية في ذروة العوز الشيوعي. وفي الوسط العربي تواصلت الاعراس بينما في الوسط الاصولي احتفلوا بـ “عدوى القطيع” الكاذبة.

ولكن حذار أن ننزل باللائمة على المواطنين الذين تصرفوا على هذا النحو. فالذنب ملقى بكامله على الحكومة التي بخلاف توصيات خبراء وزارة الصحة وفي ظل التجاهل التام لدروس الماضي قررت مرة اخرى أن تختار الطريق الاكثر راحة للسياسي المتوسط. اعطت نموذجا على التسيب وشجعته. فلكل ذي عقل كان واضحا انه عندما تتم الموافقة على فتح “دكاكين الشوارع” يثور على الفور الطلب لفتح “التجمعات التجارية” في الشوارع وبعده طلب فتح “المجمعات التجارية ذات المدخل الى الشارع”  وبعده طلب فتح “الاسواق في الشوارع”، وهكذا دواليك. وبالتالي فان اسرائيل تسير – رغم الانجاز الهائل في قمع الوباء في الاسابيع الاخيرة – نحو اغلاق ثالث، وربما قبل الحانوكا ايضا.  

دور سلبي بارز في هذا التدهور أداه حزب ازرق ابيض. ظاهرا انضم الى الائتلاف كي يكون فيه عنصرا عقلانيا وليبراليا. أما عمليا، فبغياب عمود فقري قيمي، فضل وزراء أزرق أبيض الضغط للفتح السريع لمعظم التجارة وليس لمعظم جهاز التعليم، في تناقض تام مع سلم الاولويات الوطني والاجتماعي الصحيح.

كما أنه لا مغفرة لسلوك ازرق ابيض في مسائل قيمية اخرى. فوزير العدل آفي نيسنكورن، ابن ناجين من  الكارثة من بولندا لم يرفع صوت صرخة مدوية ضد نية نتنياهو  تعيين ايفي ايتام رئيسا لـ “يد واسم”، رغم أنه في مواقفه، ارائه ومؤهلاته يثبت ايتام عدم ملاءمته التامة للمنصب. تعيينه يتعارض والقيم  الاساس التي تقوم عليها الرسالة التاريخية اليهودية والمكانة الدولية لمؤسسة يد واسم. ولعل الوزير نيسنكورن كان مشغولا جدا بتشريع التعاطي بالقنب.

يصر أزرق أبيض على تحديد موعد لميزانية 2021 بدلا من ان يصر على جدول اولويات اقتصادي اجتماعيتنطوي عليه  الميزانية: كم للصحة وللتعليم وكم للامن والمطالب الفئوية. وبدلا من أن يقترح تعديلات وبنود على قانون التسويات، يحصي ازرق ابيض فقط الايام حتى رفعه الى الكنيست كي يبرر بقاء الحكومة.  وبدلا من أن يكون مشاركا في الاستعدادات لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين يبذر أزرق  ابيض ماله العام على استعدادات للجنة فحص وزارية لجوانب ادارية في قضية لغواصات. هكذا يتصرف حزب ليس لديه بوصلة فكرية ومذهب يوجهه. ازرق ابيض يمكنه أن يترك أثره على سياسة الحكومة ولكنه عمليا على يؤثر على الاطلاق، او  في الهوامش. والى أن يأتي الاغلاق، اللقاح والانتخابات، بهذا الترتيب مشكوك ان ينجح بالتأثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى