ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر – نداء أخير

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر – 17/11/2019

مشكوك أن يكون في تاريخ السياسة الاسرائيلية حزبان كبيران قريبان جدا الواحد من الاخر مثلما هما أزرق أبيض والليكود. عمليا، هذان هما حزبان شقيقان، ان لم يكونا توأمين. 

سيحتاج المراقب السياسي الى مجهر كي يميز الفوارق بينهما في المجالات الاساسية من الموقف تجاه العرب وحتى الموقف من الدين والدولة. كلاهما حزبا وسط – يمين، مرتبطان بذات الفكر وبذات الفهم لمستقبل الدولة. رؤيا أزرق أبيض يمكن تلبيسها على الليكود مع تغييرات تزيينية طفيفة، وبالعكس. 

عندما اقام ارئيل شارون حزب كديما واجتذب الناس – ومئات الاف الناخبين – من الليكود ومن العمل، أسس قائمة جديدة ذات رسالة واضحة واحدة: انسحاب سريع وشامل قدر الامكان من المناطق. غزة أولا، اجزاء واسعة من يهودا والسامرة بعد ذلك. في خطاب القاه في الجمعية العمومية للامم المتحدة قبل بضعة اشهر من بدئه تحدث شارون عن السلام مع الفلسطينيين كـ “مهمة حياته”، فيما كرر قوله الذي جاء فيه ان الاحتلال سيء لاسرائيل. 

لا شيء من الفكر السياسي الشاروني هذا نقط على أزرق أبيض: هذا بالتأكيد ليس حزب الانسحاب؛ فهو لم يكن مؤيدا لفك الارتباط عن غزة، مثلما لن يؤيد الضم. هكذا ايضا الليكود. كحركة سياسية هجر الليكود منذ وقت غير بعيد (باستثناء التصريحات الانتخابية لنتنياهو) فكرة الضم ويكتفي بتواجد يهودي استيطاني الى جانب السلطة الفلسطينية. فلا يمكن إذن ادخال جناح فراشة بين البرنامجين السياسيين، الاقتصاديين، الامنيين والاجتماعيين للحزبين. 

من هنا ينشأ السؤال: اذا كان الحزبان، أزرق أبيض والليكود مشابهين بهذا القدر فلماذا لا يقيمان حكومة مشتركة؟ ما الذي ينتظراه، المسيح؟ لا تنتظروا رجاء. فالمفتاح لمنع جولة انتخابات اخرى في ايديكم وليس في السماء. ليس المقصود حكومة وحدة وطنية تقام في ساعة طواريء وتتشكل من احزاب تتبنى ايديولوجيات مختلفة. المقصود حكومة أزرق أبيض – الليكود فقط. فلمعسكر الوسط – اليمين في الكنيست (وفي الجمهور) تمثيل حاسم، يكفي لائتلاف مستقر، بدون شركاء ومجرورين. 

مع مراعاة لائحة الاتهام المحتملة التي تحوم فوق رأس نتنياهو، فان مدة ولايته كرئيس للوزراء تبدو على أي حال محدودة مسبقا. فلا سابقة، لا في البلاد ولا في الديمقراطيات الغربية، لرئيس وزراء قائم يصل الى المحكمة كمتهم بالرشوة. في اسرائيل ايضا ظاهرة رئيس وزراء على مقعد الاتهام يبدو لم تتحقق اغلب الظن – ولا يهم ما سيكتب في الاتفاق بين أزرق أبيض وبين الليكود وبأي تعابير قضائية سيستخدمون. التبطل، الاستقالة، التلبث، الحياة ستفعل فعلها. 

بقيت ساعات قليلة حتى موعد انطلاق قطار الحكومة المشتركة من المحطة. الجمهور يستجديكما، يا غانتس ويا نتنياهو، فلا تفوتا القطار. هذا نداء اخير: لا تكونا نرجسيين جدا يضربكما العمى الشخصي. وفرا علينا حملة الانتخابات الثالثة غير المرغوب فيها، غير الضرورية والتي لن تغير شيئا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى