ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر- لا مجال للمقارنة

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر- 4/11/2019

الكثير من الاسرائيليين الذين كانوا يعيشون هنا في 1995 يتذكرون الفترة التي سبقت اغتيال رابين. وتحز الذكرى عميقا في الوعي وتصرخ حين تكثر المقارنات بين ذاك الحين واليوم. المقارنات بين الفترة التي سبقت اغتيال رابين وبين الايام الحالية. هذه مقارنات مغلوطة ومضللة.

لا ينبغي طمس الحقيقة: لقد اغتيل اسحق رابين ليس لانه القى خطابات او تطلع الى سلامة منظومة انفاذ القانون. لقد اغتيل لانه وقف على رأس حكومة توصلت الى اتفاق تاريخي مع حركة التحرر الفلسطينية على تقسيم البلاد بين الشعبين. اغتيل لانه وقف في ساحة البيت الابيض في واشنطن بجانب رئيس م.ت.ف ياسر  عرفات، صافحه ووقع معه على “اتفاق انتقالي” فهم منه استعداد اسرائيلي للانسحاب من الاراضي التي احتلت في 1967. ليس منها كلها، نعم من كلها تقريبا، في ظل اخلاء سلسلة طويلة من المستوطنات اليهودية التي اقيمت عليها.

رابين لم يكن ايديولوجيا ولم يكن خطيبا موهوبا، حتى عندما تلا النصوص الممتازة التي صاغها له ايتان هابر. ليس بسببها، كما اسلفنا، اغتيل. لقد اغتيل بسبب صنعه، بسبب افعاله. في ظروف صعبة، متعذرة، امام قيادة م.ت.ف المشلولة من الخلافات الداخلية واصل السعي الى سلام اسرائيلي – فلسطيني. واصل اللقاء مع عرفات وادارة مفاوضات معه حتى في فترة العمليات القاسية، حين أبدى عرفات عجزا تاما في مكافحة الارهاب الفلسطيني المعربد.

رابين لم يتنازل عن رؤيا انهاء النزاع؛ لو كان رفع اليدين لما اغتيل. رفع اليدين تناقض مع كل شخصيته. لدى عودته من مؤتمر قمة شرق اوسطية في عمان في تشرين الاول 1995 اعتزم وضع خطة مفصلة لتنفيذ اجزاء اخرى من اتفاقات اوسلو، رغم العمليات. قاتله – والمحرضين على القتل – عرفوا هذا. من ناحيتهم لم يكن القتل الا ادارة استهدفت منع التقدم الى التسوية والانسحاب.

وبالتالي ينبغي الحذر الشديد من المقارنات. اسحق رابين سار في طريق غير معبد الى تسوية مع الفلسطينيين مزقت الشعب. اما اليوم فليس لاي من الاحزاب الكبرى حتى ولا ظل ظلال خطة للحوار مع القيادة الفلسطينية في المناطق، رغم أن هذه معتدلة اكثر مما كانت في حينه. والفكرة في أنه على أي حال لا يوجد ما يمكن عمله ولا يوجد الى اين يمكن التقدم في هذا الموضوع المصيري تتشارك فيها قيادة الليكود وقيادة أزرق أبيض. الخلافات بينهما تتركز في مسائل تتعلق بالسلوك الشخصي لعائلة نتنياهو في سياقات اعلامية وقانونية. وهي بعيدة سنوات ضوء عن الاجواء التي سادت الشارع الاسرائيلي في الصيف والخريف قبل 24 سنة، عندما اختلط الرعب من العمليات الاجرامية بكراهية الـ “خونة” الذين يزعم انهم تسببوا بذلك.

ان الشعار الذي رفع في المهرجان الشعبي في تل ابيب والذي في ختامه قتل رابين – “نعم للسلام، لا للعنف” – عكس في حينه واقع صنع السلام الاليم والنازف في وجه عنف قومي – ديني عنيف واجرامي. ان فكرة حكومة الوحدة مع المحرضين لم تكن على الاطلاق على جدول الاعمال. يجدر بنا أن نتذكر هذا. يجدر بنا ان نتذكر ليس فقط ما كان بل واساسا لماذا كان: رابين قتل لانه يصنع السلام بلا كلل ولا ملل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى