يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر- عودة متلازمة دبي

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر– 31/1/2021
“ هذا ليس اغلاقا بالمعنى الدقيق للكلمة، وبات خرقه نمطا سلوكيا مقبولا ولم يعد ممكنا اتخاذ قرارات مهنية تحمي الناس من تفشي المرض “.
التطعيمات ضد الكورونا تنجح. نسبة المرضى الصعاب في اوساط من تلقوا حقنة التطعيم الثانية هامشية للغاية. معنى الامر ان التطعيمات منذ الان أنقذت، في حساب سنوي يستند الى معدلات الوفيات حسب العمر، حياة ما لا يقل عن 3.500 اسرائيلي. أما التأثير الايجابي للتطعيم فتشوشه الطفرات الجديدة للفيروس، ولا سيما البريطانية المنتشرة في البلاد. فهي تمس أكثر بالشباب، الذين لا يزال بعضهم لم يتطعم، وهكذا تؤخر التأثير الكابح العام للتطعيم. لقد استوردت السلالة الى البلاد من لندن – وهذا طبيعي – من دبي، وهذا غير طبيعي. لرواد الرأي من السهل ان يتهموا بذلك الجموع الذين طاروا الى هناك في اعقاب التطبيع وعادوا الى مطار مخروق. مريح أقل الندم على الخطيئة.
لم يولد بلاء دبي من العدم. ولدته موجة زيارات لمستطلعين اسرائيليين، لسياسيين وحتى رجال اعمال، من الفكاهيين وحتى الحاخامين. وعظمتها عشرات التقارير الصحفية التي روت بانفعال روائع الامارة كموقع سياحي مرغوب فيه. راشدون، شبان واطفال اكتظوا في طوابير طويلة للتسجيل للطيران الى الامارات وكأنها ألدورادو الجديدة. ورأت شركات اقتصادية من واجبها أن تعقد “مؤتمرات دبي وابو ظبي” عديدة المشاركين وعديمة الاهتمام.
كل هذا حصل بينما كان في اسرائيل ما يسمى عندنا “اغلاق”. في المقارنة الدولية تبين مؤخرا انه منذ بداية الوباء العالمي سجل في اسرائيل اكبر عدد من ايام الاغلاق. النتيجة مدحوضة لان الاقتصاد الاسرائيلي عمل حتى في ايام الاغلاق المعلنة في 85 – 90 في المئة من عمله العادي، باستثناء فترة زمنية قصيرة في اذار الماضي (حسب معطيات بنك اسرائيل). في “الاغلاق” الحالي ينخفض مستوى النشاط الاقتصادي بنسبة صغيرة فقط عن النشاط الطبيعي في الشتاء. ليس صحيحا أن يسمى وضع كهذا اغلاق. هذه قيود على فروع تجارية وخدمات للجمهور الغفير بدون حظر تجول ليلي ومع انفاذ للقانون بالحد الادنى. وبشكل كامل ليس مغلقا الا التعليم غير الاصولي.
في ضوء معطيات الاصابة العالية مرغوب فيه بالتالي تمديد مدى الاغلاق الجزئي لعشرة ايام اخرى بل وحتى تشديده. ولكن هذا لن يحصل، وليس فقط بسبب السياسيين. باعث على اليأس أن نرى المعركة التي يديرها المستوى المهني في وزارة الصحة وفي المستشفيات ضد الروح الشريرة التي تهب من مصممي الرأي العام وتجد تعبيرها بثبات من النوع “الجمهور لا يمكنه أن يتحمل اغلاقا فظيعا آخر ويتمرد عليه”. اقوال لا تعتمد على معطيات موثوقة وفقط تشجع وتعظم الاستخفاف في اطاعة التشريعات الصحية. اذا تصرف الجميع بتسيب، كما يقول لنفسه المواطن المنضبط فهذا دليل على انه مسموح لي ايضا. خرق القانون يصبح نمطا سلوكيا عاديا. والدليل: مر اسبوع فقط منذ اغلقت السماء ومنذ الان تصدع في الرحاب الاعلامي صرخة الاسرائيلي الذي علق في خارج البلاد الى جانب آهات تمزيق القلب لمئات الاف المدمنين على السفر ولا يهم الى اين. متلازمة دبي تعود، بنتائجها الهدامة.