ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – الطريقة غير ناجحة

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر – 6/6/2021

الحكومات في اسرائيل تبقى لسنتين بالمتوسط. حان الوقت لتغيير هذا الوضع  “.

ماذا كنا سنقول عن عمل تجاري يعلن كل نصف سنة عن عدم قدرته على التسديد، ويطلب من جمعية المساهمين تغيير الادارة كي تخرجه الجديدة الى الطريق السليم؟ كنا سنقول ان طريقة انتخاب ادارته مغلوطة، غير ناجحة ويجب تغييرها.

هذا هو وضع السياسة الاسرائيلية في السنتين والنصف الاخيرتين: حكومات متهالكة، انتخابات عامة كل بضعة اشهر، كثرة احزاب بحجوم صغيرة وواقع سلطوي غير مسبوق وغير منطقي ورئيس وزراء بديل وتناوب داخل التناوب داخل التناوب.

في الوقت الذي في دول مثل فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة والمانيا تكون فيه الفوارق بين احزاب اليمين، اليسار والوسط – حتى وان لم تكن حادة تماما – واضحة لكل مقترع، في الكنيست الحالية تعرض كتل عديدة ذات فكر وخطط للمستقبل متماثلة بالضبط. هناك حاجة لمجهر خاص كي نميز ايديولوجيا بين ميرتس وحزب العمل، بين يوجد مستقبل وازرق ابيض وبين يمينا وأمل جديد واسرائيل بيتنا. لا يمكن لنا ان نعلل او حتى نبرر وجودها على نحو منفرد: هذه ثمرة فجة لنظام ديمقراطي غير مستقر على نحو ظاهر، يشجع الانقسامات، يولد ائتلافات غريبة ومتعثرة، تعتمد في احيان قريبة على اغلبية صوت واحد وتستدعي الابتزاز السياسي.

لقد حان الوقت للاصلاح ولرفع المستوى. الخيارات متنوعة: يمكن ان نعرف عليها وان نقدر نجاعتها من التجربة المتراكمة لعدد كبير من الدول الديمقراطية التي واجهت مشاكل مثل مشاكنا: انتخابات متكررة ومتنوعة لبرلمانات بلا حسم واضح، تفكك لا ينقطع للمجال الحزبي وحكومات تتبدل بوتيرة عالية.

مع أن التجربة الاسرائيلية في الانتخاب المباشر لرئاسة الوزراء لم  تنجح، ولكن الفترة الزمنية لوجودها كانت قصيرة جدا والاستنتاجات منها متسرعة ولا تقوم على اساس بحث جدي. وبالتالي فمطلوب فحص متجدد ليس فقط بطريقة الانتخابات المتبعة بل وايضا للطريقة التي تخصص بها المقاعد في الكنيست، شكل تعيين رئيس الوزراء، صلاحيات الرئيس، وجود مجلس نواب أعلى وغيرها. في اليونان مثلا يحظى الحزب الذي يحصل على اغلب الاصوات في الانتخابات النسبية على علاوة تلقائية من خمسين مقعدا في البرلمان. في ايطاليا يمكن للرئيس أن يقرر من يكلف بتشكيل الحكومة واي وزراء يكونون فيها. وهو صخرة قدرة الحكم في فتراة العواصف الانتخابية. نتمنى للحكومة المتبلورة، التي تتشكل من ائتلاف من ثمانية احزاب، طول البقاء – ولكن حذار ان ننسى بان التاريخ يلاحقها منذ 1948 قامت في اسرائيل المستقلة 53 حكومة: طول عمر الحكومة هو إذن نحو سنتين بالمتوسط. من هناك ينبغي أن يكون واضحا لكل ذي عقل بان الطريقة السياسية الاسرائيلية لا تنجح مثلما أمل آباؤها المؤسسون. والتمسك العنيد بها، امام تحديات المستقبل من شأنه ان يؤدي الى اخفاقات اخرى في قدرة الحكم والى قرارات مصيرية مغلوطة وخطيرة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى