ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – اغلاق زائف أنصتوا للخبراء

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر – 30/12/2020

عندما يوصي البروفيسوريون باغلاقات الان، فيمكن الغاء مهنيتهم بحركة يد طفيفة في جلسة الحكومة او في لجنة من لجان الكنيست “.

تصبح تحورات الفيروسات بشكل عام اضعف أكثر فأكثر. وقد تبنت حكومة اسرائيل هذه الظاهرة الطبيعية: تحورات الاغلاق هي الاخرى تضعف عندنا من اغلاق الى اغلاق. الاول في اذار ونيسان، جدير بان يملأ تعريف الاغلاق. الثاني، في تشرين الاول، فانه مليء بالثقوب، الاعفاءات، الاستثناءات والتسهيلات. ولا يزال، حتى وان كان بالكاد، كان يمكن وصفه “اغلاق”. الثالث، الذي انطلق على الدرب هذا الاسبوع، ضعيف وعديم الانفاذ الحقيقي جدا، زائف جدا، ليس اغلاقا بالمعنى المقبول للكلمة، لا في البلاد ولا في العالم.

لو كانت الحكومة  أنصتت لرأي كبار  مسؤولي جهاز الصحة  والخبراء، لاعلنت عن اغلاق متشدد  قبل  اسبوع من بدء التطعيمات. غير أن الكابينت والحكومة فضلا تأجيل الحسم  للحظة الاخيرة، وعندها أيضا خففتا الاغلاق  بالاستثناءات وبالتسهيلات. وبعد ذلك جاءت الكنيست واضافت مخففات خاصة بها.  هكذا، فان “الاغلاق” في  الاسابيع القادمة سيكون  أقل شمولا من البدائل التي عرضها معارضوه. وهذا  في اقصى الاحوال “ضبط قليل التشدد”.  

مرة اخرى ادخلت الى المداولات ادعاءات بموجبها يؤيد جمهور الاطباء الاغلاق، يعارضه جمهور الاقتصاديين ويجب ايجاد التوازن. هذا التوزيع لمعسكرين متعارضين مدحوض. في نيسان من هذه السنة نشر ثلاثة بروفيسورات امريكيون في الاقتصاد، وعلى رأسهم البروفيسور مارتين آيخنبوم، المعروف جيدا لاسرة الاقتصاديين في البلاد مقالا اختراقيا عن الكلفة والمنفعة لوسائل السياسة الحكومية لمعالجة الوباء. ولقياس نجاعة الوسائل السياسية استخدم الكُتّاب نماذج اقتصادية مركبة تأخذ بالحسبان سلسلة طويلة من المتغيرات. دعوته تثبت كم  هي غير  مسنودة الحجج مع أو ضد الاغلاق  والتي تقوم مثلا على معادلة مبسطة من فقدان الناتج المحلي مقابل التوفير في الوفيات. وهي تتجاهل عددا لا يحصى من الآثار الخارجية الاخرى للاصابة المرتفعة بالكورونا: العدوى التي يتسبب بها كل مريض كورونا لمحيطه، الانخفاض في انتاجية عمل المرضى، تفشي أمراض خطيرة اخرى، الخيار الذاتي للمواطنين الخائفين للامتناع عن الاستهلاك، انهيار الاستثمارات وغيرها.

تضمن مقال البروفيسور آيخنبوم وزملائه ايضا توصية بسياسة حكومة مرغوب فيها في حالة حملة تطعيم جماهيرية ضد الكورونا: “فرض اغلاق متشدد للغاية بالذات في ضوء النجاح الذي يلوح في  الافق  للتطعيم.  ويكتب الباحثون  فيقولون انه “عندما يكون التطعيم امكانية حقيقية، فان السياسة الافضل هي الانتهاج الفوري لقيود متشددة للغاية  لتقليص الوفيات. تؤدي هذه  القيود الى ركود كبير، ولكن الركود مجدٍ اقتصاديا”. ولكن لاحقا يضيفون بانه من ناحية اقتصادية، “فمن المثالي تبني خطوات تقييد متطرفة، تعسفية”،  رغم أنها تحدث ركودا فوريا قاسيا – وذلك لان التأثير في تفعيل تلك “الخطوات التعسفية” يؤدي ايضا الى خسارة اقتصادية اكبر  من الاغلاق وكذا الى عدد وفيات اكبر.  

هذه إذن هي توصية الاقتصاديين المهنيين. غير أنه في الخطاب الاسرائيلي يوجد للقب “رجل  مهني” معنى خاص. عندما يوصي بروفيسور طب، في الاقتصاد او في الفيزياء بتخفيف في  القيود، فانه مهني رائع الحكومة ملزمة أن تطيعه. وعندما يوصي زملاؤه البروفيسوريون باغلاقات الان، فيمكن الغاء مهنيتهم بحركة يد طفيفة في جلسة الحكومة او في لجنة من لجان الكنيست. النواب الذين ليس لهم اي فكرة خضراء في التحليل الاحصائي، في الاقتصاد المركب وفي  نماذج الاوبئة يعرفون كل شيء بشكل افضل.

التطعيم سيطفيء شعلة الكورونا. ولكن الى أن يحصل هذا فان الحكومة الاشتراكية لنيوزيلندا لا تترد في ان تفرض الاغلاق مع مجرد اكتشاف خمسة مرضى جدد. نحن نريد أن نكون مثلها – ولكن دون أن نجتهد مثلها سنكون بالذات مثل كاليفورنيا التي تنهار  بالوباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى