ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر- احتجاج لا يطاق

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر– 21/9/2020

” المتنكرون لخطورة الكورونا يلحقون ضررا أكبر حتى من ضرر المتنكرين لوجود الوباء “.

ولّد تفشي الكورونا نوعين من التحفظات عليه: التنكر للوباء والتنكر لخطورته. توجد الظاهرة الاولى في هوامش الهوامش، في الدوائر التي تنمي نظريات المؤامرة الظلامية. ومع أنالمتنكرين للكورونا بالمطلق يظهرون في مطارحنا ايضا، إلا ان تأثيرهم آخذ في التبدد. وبالمقابل، فان  كثيرين جدا هم متنكرون لخطورة الكورونا. ولهذا فان الضرر الذي يلحقونه هم ايضا بمكافحة الوباء اكثر بكثير، اعمق بكثير.

يتبنى متنكرو خطورة الكورونا حجتين، وبائية وعددية. وفقا للحجة الاولى فان الكورونا هو مجرد انفلونزا مع مصاعب تنفس. اما هو فليس كذلك: لم يعد الان خلاف في أن الكورونا هو مرض شديد حتى فتاك. وحسب الحجة الثانية، فان الكورونا هو مجرد خطأ احصائي في معدلات الوفيات. حتى الان، كما يقول المتبنون لهذه الحجة، توفي من الوباء نحو مليون شخص، هم مجرد 0.012 في  المئة من سكان الكرة الارضية. ومعدل الذين توفوا منه في اسرائيل مشابه، 0.013 في المئة من السكان –كالخطأ الدارج في احصاء وطني مصداق. وبالتالي فان هذا برأيهم هو مجرد وبيء (وباء صغير). الاعداد صحيحة، ولكن الاستنتاج مغلوط. لو لم تفرض عشرات الدول قيودا متشددة على أنماط الحياة المدنية، لاوقع وباء الكورونا عشرات ملايين الضحايا، مثلما توقع الخبراء في بداية ظهوره. في اسرائيل، اضافة الى ظاهرة التنكر، يوجد التواءة سياسية مميزة: خطورة الكورونا كله هي خدعة  مغرضة من نتنياهو هدفها تأجيل امتثاله في محاكمته المقررة في كانون الاول. رئيس الوزراء، حسب هذه الفكرة التآمرية، هندس الفزع من الكورونا لانه يخدمه شخصيا. وعليه فمسموح ايديولوجيا واخلاقيا، خرق تعليمات الاغلاق المثقب الاخير.

نتنياهو بالفعل يتحمل مسؤولية جسيمة عن تقصير مزدوج. فتح سائب للاغلاق الاول في نيسان – أيار وتأجيل الرد على الانفجار المتكرر في تموز – آب. ولكن لا يدور الحديث عن طاغية كلي القدرة، ووزراء الحكومة ليسوا عبيده الطائعين. فقد أدارت حكومة اسرائيل كلها في تلك الفترة سياسة صحية وطنية فاشلة على نحو ذريع. سياسة مخففة جدا، مراعية جدا  لضغوط  جماعات وفئات سكانية. ليس في خدمة بيبي بل في خدمة نفسها.

في معظم الدول الديمقراطية لم تجد الدعاية الكاذبة لمتنكري خطورة الكورونا تعبيرا واسعا في الخطاب العلمي والاعلامي. اما في اسرائيل بالمقابل، فمفتوحة امامكم منصات محترمة، تعطي هذه الترهات مكانة الحقيقة البديلة. وقد سجلت ذروة السخافة في اثناء رأس السنة عندما أجرى بعض منهم مظاهرات تنكر تحت غطاء مظاهرات احتجاج سياسية ضد نتنياهو. الاحتجاج ضد رئيس الوزراء هو احتجاج مشروع، اما الاحتجاج ضد وسائل منع تفشي  الوباء فهو غير مسؤول. وهذا لا يحظى بعطف الجمهور بل بغضبه. يوجد له ثمن باهظ. اضعاف استعداد الجمهور لاطاعة التعليمات المنقذة للحياة وضعضعة الثقة بضرورتها.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى