ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سمدار بيري – مشاكل لبنان ، لماذا ليس السلام

يديعوت – بقلم  سمدار بيري – 24/9/2020

الصحافي القديم نديم قطيش يضع مرآة امام عيون اخوانه اللبنانيين في  مقال جرّ تأييدا واسعا في الشبكات الاجتماعية: لماذا لا نصنع السلام  مع اسرائيل،  مثل الامارات والبحرين “.

لم يكن لبنان ابدا دولة قوية وفاعلة. فمنذ التحرر من الانتداب الفرنسي، في الاربعينيات، أصبح ملعبا لايران، سوريا، الفلسطينيين، بعض الشيء تركيا  وحظي ايضا بضربات غير بسيطة من الجيش الاسرائيلي. ورغم ذلك، فان مجموعة كبيرة من التجار المسيحيين والمسلمين نجحوا في ان يقيموا في بيروت مدينة جميلة في محيط المرفأ الكبير.  سويسرا الشرق الاوسط كما درج على تسميتها. باريس العالم العربي –  الذي اندفع بجموعه لان يستجم في بيروت اجازات منعشة، تاركا مئات الاف الدولارات في محلات الموضة، في المطاعم وفيالكازينوعات.

غير أن شيئا من هذا لم يتبقَ.  فحتى السعودية، الحليف الذي رعى الحريري الاب والابن كرئيسي وزراء، تحافظ على مسافة. دول اخرى في العالم العربي وفي اوروبا تدير هي ايضا الظهر للبنان، وادارة ترامب اعلنت بان وزير المالية السابق علي خليل ووزير المواصلات يوسف بنيانوس مطلوبان بسبب اعمالهما في خدمة حزب الله. فكل من يمسك به متلبسا بعلاقات تجارية مع هذا الثنائي، كما حذر وزير الخارجية الامريكي بومبيو، سيدخل هو ايضا الى القوائم الامريكية السوداء.  

الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي شعر بالتزام تجاه لبنان خرج بكفي حنين بعد أن علقت خطته لتشكيل حكومة خبراء في خصومات لا نهاية لها في الساحة السياسية. فرئيس الوزراء الجديد مصطفى أديب،  الثالث الذي يتولى المناصب في غضون اربعة اشهر، لا ينجح في تشكيل حكومة، يقف عمليا على رأس حكومة  انتقالية غير قائمة، بحيث أن الحياة السياسية مشلولة. ومع ان أديب قدم قائمتين محتملتين من الوزراء للرئيس ميشيل  عون الا ان حزب  الله – الحاكم الحقيقي في لبنان – يصر على تعيين وزير مالية من  الطائفة الشيعية، يتحكم بالمال ويتلقى التعليمات المفصلة والمباشرة من نصرالله وعصبته.

وهكذا فر حتى الان 1.800 شاب متعلم في الاشهر الاخيرة فقط من بيروت الى الامارات،  حيث استقبلوا بورود بيضاء واستوعبوا على الفور في اماكن عمل. أما بيروت، في هذه الاثناء، فتبكي 200 من   امواتها في  الانفجار في المرفأ، وتحاول مساعدة  الـ 6 الاف جريح ومشرد.  وضع رهيب  جدا لم يسبق أن مر على لبنان  منذ الحرب  الاهلية في القرن الماضي، ولكن العالم  المتنور يبدي عدم اكتراث عام.  

في هذه النقطة يأتي الصحافي القديم نديم قطيش  ويضع مرآة امام عيون اخوانه اللبنانيين: لماذا لا تصنعوا السلام مع اسرائيل، مثل الامارات والبحرين؟ ما الذي فعله الاسرائيليون لكم حقا؟ هل هم مذنبون أو مسؤولون عن تفجير العبوات في مرفأ بيروت؟ واذا كانت توجد حسابات مع اسرائيل، فلماذا لا تحلوها  بالوسائل السلمية؟ هذه الاسئلة عرضت في مقال نشر بالعربية وبالانجليزية،  وكانت له اصداء هادئة في الشارع اللبناني.  وقال الرئيس عون انه “توجد لنا مع اسرائيل مشاكل  يجب حلها قبل التفكير بالسلام”،  وكذا نصرالله  رد بضحك شرير، لكن – وهذا هو الجديد – في الشبكات الاجتماعية لا يكفون عن البحث في اقتراح قطيش “المنطقي”. أخيرا، كما  يكتب المتصفحون، جاء صحافي شجاع ووضع المشكلة على الطاولة.  

سألت ايضا اصدقائي القدامى في بيروت اذا لم يكن حان الوقت. كلنا نؤيد السلام مع اسرائيل،  قالوا،  ولكن ليس بعد. تلقى حزب الله الان ضربة غير بسيطة، والى أن تقلص قوتهم في لبنان فلا يوجد ما يمكن  الحديث  فيه.  يكفي ما تلقيناه من ضربات في الاونة الاخيرة،  وايران تدق الباب منذ الان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى