ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سمدار بيري- ما هو مهم للسعوديين

يديعوت– بقلم  سمدار بيري– 24/11/2020

القمة السرية مع نتنياهو تساعد ابن سلمان على ابراز الحلف الهاديء مع اسرائيل – وتطلق رسالة واضحة للامريكيين ولغيرهم “.

من النفي التام لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لانعقاد اي لقاء بين ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الوزراء نتنياهو تبرز امكانيتان: إما أن يكون الامر اتفق عليه مسبقا بين الجانب الاسرائيلي والسعودي،  بتنسيق من وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو – او أن يكون نتنياهو حقا حطم القواعد (امكانية  اقل  معقولية) وسرب امر الحدث رغم انف السعوديين كي يمزق اعصاب شريكه ووزير الدفاع بيني غانتس. في  نهاية  المطاف، لم  يشارك فقط  وزيرا خارجية في اللقاء في الوقت الذي تغيب فيه وزير الخارجية الاسرائيلي غابي اشكنازي، بل انه علم باللقاء من وسائل الاعلام.

تحدثت أمس مع اصحاب مناصب عليا في السعودية. كلهم، بلا استثناء، يدعون بان وزير  الخارجية السعودية “عمل الواجب” حين نفى الامر. وفي اعقابه صمت صمتا مطبقا وزير الخارجية  الامريكي. وقبل النفي أكد مصدر سعودي مغفل بالذات اللقاء بل وتحدث مع “وول ستريت جورنال” عن الموضوعين المركزيين اللذين بحثا فيه: ايران والتطبيع مع اسرائيل.  القليل جدا معروف عما حصل حقا خلف الكواليس. أمر واحد مع ذلك واضح: هذا الحدث كان يجب أن يتم حتى قبل تبادل الادارات في واشنطن. فهذه رسالة واضحة ولا لبس فيها عن الحلف الخفي عن العيان بين نتنياهو وبين ولي العهد ابن سلمان. وكأن ابن سلمان جاء ليقول للامريكيين: لا تأخذونا كأمر مسلم به.

لو كنت بدلا من رأس الهرم عندنا، يقول لي  من يتبوأ منصبا رفيعا في الرياض، لاستعرضت انا ايضا العضلات حين يعلن جو بايدن بانه يحاول ربط الايرانيين بعربة المفاوضات، على حسابنا. لم يكلف بايدن نفسه عناء اخفاء  الحساب المفتوح الذي له مع ولي العهد السعودي في سياق الحرب في اليمن، سحق حقوق  الانسان، القتل الصادم للصحافي جمال خاشقجي وغيرها. ان القمة التي عقدت في نيوم، المدينة التي  تمثل  مستقبل السعودية،  عقدت تقريبا بالتوازي مع قمة العشرين الكبار في الرياض، والتي شارك فيها بومبيو وزير الخارجية السعودي. ووجد ابن فرحان من الصواب أن يتحدث هناك مع زعماء العالم عن التطبيع، وأطلق تلميحا واضحا للعلاقة الجارية من تحت الطاولة مع اسرائيل.

ليس هذا لقاء نتنياهو وابن سلمان الاول. فرئيس الموساد يوسي كوهن يكاد يكون ابن بيت في السعودية. غير أن الادلة المتراكمة من الجانب السعودي والاسرائيلي تشير الى ان مجرد اللقاء هو قلب الموضوع وليس الامور التي قيلت فيه – ويمكن أن تقال بالهاتف او عبر  مبعوثين.

يستهدف هذا اللقاء ارسال رسالة تهديد لايران،  رسالة تأكيد للادارة الجديدة في واشنطن، رسالة لابناء الجيل القديم في السعودية ممن يسيرون خلف الملك وكذا رسالة للفلسطينيين تقول: “نحن بالتأكيد نؤيد التطبيع مع اسرائيل، شريطة أن يتحقق  حل  كامل  للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ولكن حتى لو لم يتحقق، فان لقاءات من هذا النوع ستستمر في المستقبل.  

ويوجد زعيم آخر، لم يذكر أمس، ولكنه كان شريكا كاملا، عن بعد، في اللقاء: محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لاتحاد الامارات ومشرف محمد بن سلمان. بدون تأييده ما كان يمكن للقاء مع نتنياهو ان يخرج الى حيز التنفيذ. يفهم ابن زايد الموقف  المعقد للسعودية ويؤيد سياستها غير القاطعة تجاه اسرائيل. وهكذا، بينما ينتظر غير قليلين في السعودية سقوطه، يتخذ ابن  سلمان خطوة اخرى نحو الهدف:  ابراز الحلف مع اسرائيل – والوقوف كقوة متساوية في قيمتها لايران في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى