ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سمدار بيري- رهان ابو مازن يأخذ وقته

يديعوت– بقلم  سمدار بيري– 19/1/2021

من الصعب جدا أن نتخيل محمود عباس أن يخرج بارادته الحرة من مبنى الحكومة في رام الله، يتخلى عن كل شيء ويقرر الاستجمام في مناطق السلطة، في عمان أو لدى واحد من ابنائه في إمارات الخليج “.

كيف يمكن أن نرى، بعيون اسرائيلية، “مرسوم الانتخابات” الذي نشره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؟ بادىء ذي بدء من الاهمية بمكان القول انه فعل ذلك بمفاجأة تامة، بخلاف لارادته الحقيقية. فلو كان هذا متعلقا بعباس ابن الـ 85 فقط، لكان أنهى حياته على الكرسي في  المقاطعة.

والان الى الاسئلة: هل يعتزم بجدية اجراء الانتخابات في شرقي القدس، في الضفة الغربية وفي غزة؟ هل أخذ بالحسبان بانه سيخسر على الاقل في جولتين من جولات التصويت الثلاثة؟ هل ابو مازن يحلم حقا بان يهجر كل شيء كي ينضم الى عقيلته، أمينة، التي تسكن منذ سنين في منزل رحب في عمان؟ ولعل كل هذا على الاطلاق فقط ذر للرماد في العيون أمام الجيل الفلسطيني الشاب، أمام معارضيه الحادين في رام الله وخصومه المحبطين في غزة؟ وذر للرماد في العيون ايضا امام المنظمات الاوروبية التي استثمرت مالا هائلا – يورو، جنيه استرليني ودولار، وقسم كبير من عشرات الملايين تبددت واختفت في جيوب عميقة – في واقع الامر لن يحصل اي شيء حقيقي؟

في نهاية الاسبوع الماضي وقع عباس على مرسوم الانتخابات الذي تقدم له به حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات في الضفة. لم يجف الحبر بعد، فاذا بحركة حماس في غزة تخرج عن صوابها وتسارع الى التهنئة بصخب، بل وتعهدت، دفعة واحدة، بالتعاون. لا حاجة الى التأثر. فنتائج استطلاع داخلي تعد اسماعيل هنية من حماس في غزة بانتصار بحجم 50 في المئة، مقابل 43 في المئة لعباس. وفي الانتخابات للبرلمان ايضا فان الانتصار ليس في جيب ابو مازن. اذا انتصرت حماس في الجولتين الاوليين، فان انتصارها شبه مضمون في الجولة الثالثة ايضا والاخيرة في الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني. ينبغي أن نتذكر الشبان الذين سيقترعون لاول مرة – فليس لهم ذرة صلة او علاقة ما بمؤسسات السلطة الفلسطينية. اعطوهم عملا ومالا شاغرا للترفيه، وابعدوا عنهم شيوخ السلطة الفاسدين.

في هذه المرحلة، ليس واضحا على الاطلاق هل أكثر من مليون صاحب حق اقتراع وترشيح في غزة يمكنهم ان يحققوا اراداتهم. هل سكان القطاع سيصلون الى الصناديق التي ستفتح في مركز المدينة وفي مخيمات اللاجئين؟ هل فقط من كان في ذاك الوقت في الضفة يمكنه أن يقترع؟ وماذا بالنسبة لسكان شرقي القدس؟ صحيح أن اسرائيل صامتة حاليا، ولكنها حرصت على الايضاح بانها لن توافق على نشاط سياسي في اراضيها، كون شرقي القدس “مضمومة” لدولة اسرائيل. وفي هذه الاثناء يضغط عباس على ضم الفلسطينيين من كل مكان، وحتى هو لا يعرف بعد كيف يقرر مستقبل سكان المنطقة ج. هل سكان مدينة روابي مثلا، ومعظمهم من الشبان الميسورين يعتزمون التصويت؟ هل سينتخبون ابو مازن الذي لم تطأ قدمه مدينتهم الخاصة جدا؟

من الصعب جدا أن نتخيل محمود عباس أن يخرج بارادته الحرة من مبنى الحكومة في رام الله، يتخلى عن كل شيء ويقرر الاستجمام في مناطق السلطة، في عمان أو لدى واحد من ابنائه في إمارات الخليج. ولكن حتى سنده الاقوى، الاسرة المالكة الاردنية، خرجت في جولات: الملك عبدالله في ابو ظبي، ووزير خارجيته أيمن الصفدي لدى السعوديين. ابو مازن يسير “حسب الكتاب”. ليس صدفة أنه نشر الان بالذات “مرسوم الانتخابات”، قبل بضعة ايام من دخول الرئيس الجديد الى البيت الابيض. أفلم يوضح بانه يريد استئناف المفاوضات مع اسرائيل، بوساطة امريكية. معقول الافتراض بانه سيعطي الوقت ولغياب الاهتمام الدولي في شؤون الفلسطينيين ليفعلا فعلهما.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى