ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سمدار بيري – القطار ينطلق من المحطة

يديعوت– بقلم سمدار بيري – 6/1/2021

من خلف المصالحة في الخليج تنسج الاحلام: زيادة قوة مجلس سبع الدول والامارات في الخليج، مع دخول الادارة الجديدة الى البيت الابيض وكذا لبث حياة في مؤسسة الجامعة العربية في المحاولة لتقليص النفوذ التركي“.

كان مشوقا عصر أمس متابعة اللقاء بين الشيخ تميم بن حمد، حاكم امارة قطر، وبين مضيفه في الرياض محمد بن سلمان. واحد بجلابية وفوقها عباءة بنية، والثاني بعباءة سوداء. ولم تفوت الكاميرات أي حركة: منذ هبوط الطائرة القطرية وحتى العناق الحار الذي سارع الامير السعودي لمنحه. إذ ان كل العالم كان يشاهد، والحاكم الفعلي للمملكة التي تصر على تغيير  وجهها واع لكل بادرة طيبة.

لثلاث سنوات لم تطأ قدم الحاكم من قطر السعودية، البحرين، اتحاد الامارات في الخليج الفارسي ومصر. لكل واحد يوجد حساب طويل مع الامارة الصغيرة. السيسي المصري غاضب على الدعم  القطري  لكاريه روحه، الاخوان المسلمين، ولديه حساب طويل ايضا مع الصداقة “الرائعة” بينقطر وخصمه الاكبر تركيا. في  اتحاد الامارات يتابعون بسبعين عين علاقات قطر مع ايران التي تهدد بتنفيذ عملية في ابو ظبي او في دبي. البحرين تسير مع السعودية التي اضطرت امس الى ان تلقي الى سلة مهملات التاريخ قائمة الشروط التي اقترحتها على قطر للمصالحة، حاليا على الاقل.

وكانت شخصية هامة جدا اخرى حضرت الحدث: جارد كوشنير، مستشار ورجل المهام العلنية والسرية، وصهر الرئيس المنصرف ترامب. ومنذ الشهر الماضي كان يمكن التقاط بوادر أولية للخطوة التي تستهدف اعداد السعودية للادارة الجديدة في واشنطن، حين لا يكون بايدن عاطفا بالضبط للسلوك داخل المملكة. كما يمكن ايضا التخمين بان ترامب وكوشنير  يعدان لنفسيهما ايضا، في اعقاب المصالحة، رزمة تجارية كبيرة في الخليج الفارسي.

ان الحلم الكبير للسعوديين – ان تتعهد قطر باغلاق قناة “الجزيرة” التي تضرب بهم – وكأنه سقط. في المرحلة الاولى، فتحت مساء يوم الاثنين الحدود البرية، الجوية والبحرية بين الدولتين. من ناحية اسرائيل التي كانت على الاطلاق في صورة خطوات المصالحة، يعني هذا انه سيكون ممكنا ان تنضم قطر قريبا الى خطوط الطيران الجديدة وسيتمكن السياح الاسرائيليون الى القفز الى الامارة القريبة. وبالمناسبة، بعد 15 زيارة لي الى قطر،  يمكنني  أن اقول ان الزيارة الى المجمع التجاري  العظيم مثلا هي زيارة اوصي بها.

وعودة الى المعاني السياسي: في العين الاسرائيلية لا يمكن تجاهل شخصين  اساسيين في الدوحة، عاصمة قطر، ممن يهمسان في اذن الشيخ تميم، الاول هو النائب السابق عزمي بشارة الذي فر الى الاردن وحكم على نفسه بالمنفى في الامارة التي منحته شروطا معيشية مميزة. ومن الجهة الاخرى، الدبلوماسي القطري الخبير، محمد العمادي، الذي ليس مسؤولا فقط عن حقائب الدولارات التي يوزعها في غزة بل واقام ايضا علاقات سرية مع مسؤولين كبار في اسرائيل وهو يحظى منهم على ثناء غير قليل  على اساليب عمله.

من خلف المصالحة في الخليج  تنسج الاحلام: زيادة قوة مجلس سبع الدول والامارات في الخليج، مع دخول الادارة الجديدة الى البيت الابيض وكذا لبث حياة في مؤسسة الجامعة العربية في المحاولة لتقليص النفوذ  التركي. قطر، في الجلابية اللامعة، وان لم يكن واضحا كم من الوقت ستصمد هذه المصالحة ستدخل الى العباءة السعودية. اسرائيل لن تخرج خاسرة. فمن انتصر حقا في هذه القصة؟ لا جدال – جارد كوشنير وحموه  ترامب.  سياسة الان. اعمال تجارية فورا بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى