يديعوت– بقلم سمدار بيري – الامم المتحدة
يديعوت– بقلم سمدار بيري – 1/9/2020
“ كوشنير وعد بمزيد من الدول في الطريق وهو يعرف ما يقول على ما يبدو“.
كيفما قلبنا الامر، يمينا أم يسارا، هذه خطوة تاريخية مشوقة. دعكم من التهكم. ضعوا جانبا للحظة الحسابات ضد نتنياهو. خذوا مهلة قصيرة من المظاهرات في بلفور. انسوا أيضا التحفظات التي طورناها، وعن حق، تجاه الرئيس ترامب. ما يوشك على أن يتحقق بيننا وبين اتحاد الامارات هو خطوة تاريخية حقيقية.
لا السلام لاغراض الدفاع عن الحدود مثلما يوجد لنا مع الاردن ومصر، إذ لا توجد لنا حدود مشتركة. لا منظومة علاقات مبنية فقط على البعد الامني بل بالاساس سلام اقتصادي، مظاهر تعاون بين مراكز الثقافة، السياحة، وبالطبع الجزء السري، الذي سيعنى بطبيعة الاحوال بتبادل المعلومات وبالتعاون الامني ضد ايران.
هاكم حقيقة غير معروفة: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان شريك سر كاملامنذ البداية. علاقاته الطيبة مع صهر – مستشار الرئيس ترامب، جارد كوشنير، ومع حاكم الامارات بن زايد، ادت في الايام الاخيرة الى ممارسة ضغط مزدوج. ولكن بن سلمان أصر على أن تكون الامارات الاولى في الطابور. السعودية لم تطلق الصافرة امس حين مرت طائرة ال عال، بإذنها الكامل، في سماء المملكة. ووعد كوشنير بانه “توجد دول اخرى في الطريق” وهو على ما يبدو يعرف.
لا يتعهد ولي العهد السعودي متى سينضم، اذا كان سينضم على الاطلاق، ولكنه يعد بتقديم المعونة. لدى هذه الرباعية، ترامب – نتنياهو – بن زايد – بن سلمان، ينبغي لكل شيء أن يتم بسرعة، قبل الانتخابات للرئاسة في الولايات المتحدة. اذا افتعلتم مشاكل، هكذا يحذر المستشارون الامريكيون السعودية ايضا، فستحصلون على رئيس آخر، يهجر الخليج ويجلب الايرانيين.
لم تولد العلاقات مع الامارات الان ولم تندفع نحو هواء العالم بشكل مفاجيء. منذ ما لا يقل عن 15 سنة والاسرائيليون (حاملو جوازات السفر الاجنبية) يدخلون ويخرجون. لهذا توجد شركة تكنولوجيا عليا، وذاك يعنى بتحلية المياه للزراعة وآخرون يبيعون (وقلة يشترون).
محظور الوقوع في الخطأ: لا يدور الحديث عن نظام ديمقراطي في الامارات، والجمهور المحلي يسير في اعقاب الزعيم. اذا كان الشيخ محمد بن زايد يبش بوجهه، فالجمهور سيبتسم للاسرائيليين. بن زايد يعد الزعيم البارز، الاكثر ذكاء واثارة للانطباع بين زعماء دول العالم العربي. كما أنه متواضع، بالنسبة لمكانته وثرائه. معروف كمن يصل دوما في الوقت المحدد، وفي الغالب يقود السيارة بنفسه، ويفاجيء الضيوف الخاصين مفاجأة تامة في زيارة رسمية عنده في البيت.
على الاسرائيليين أن يعدوا فروضهم البيتية قبيل الزيارة الى الامارات. فرغم الحر الشديد، لن يسير الرجال ببناطيل قصيرة وبأحذية منزلية، وستكون النساء مطالبات، برقة للامتناع عن التنانير القصيرة ومن كشف كبير لاجسادهن. كما ينبغي أن نتعلم آداب الضيافة، فلا نبالغ ولا نبدي حميمية زائدة. كل شيء بمعيار، كل شيء ببطء اشد. بادىء ذي بدء فلنكسب ثقة الاماراتيين الذين في معظمهم لم يروا الاسرائيليين حتى الان.