يديعوت– بقلم سمدار بيري- أقرّت بأنّ السلام مع مصر ما زال باردًا جدًا وبحاجةٍ ماسّةٍ للإنعاش، خصوصًا من طرف صُنّاع القرار في القاهرة .

يديعوت– بقلم سمدار بيري- 27/1/2021
السلام مع مصر ما زال باردًا وبحاجةٍ للإنعاش، خصوصًا من طرف صُنّاع القرار في القاهرة، ”شهر العسل” الإسرائيلي مع دول الخليج يزداد حدّةً بالتزامن مع “السلام البارد”، التجاريّ والمدنيّ، مع مصر، الأمر الذي يتطلّب من إسرائيل دفع الباب إلى الأمام لإدخال مصر ضمن هذا السلام الدافئ الحاصل مع الدول العربية في الخليج.
في الذكرى العاشرة للاحتجاجات الجماهيرية في مصر، التي أدت لعزل حسني مبارك، وبسقوطه استولت مجموعة من كبار الضباط على السلطة، وأجريت انتخابات، وفازت فيها جماعة الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي، وحظي محافظ شمال سيناء السابق عبد الفتاح السيسي، بمنصب وزير الدفاع”.
علاوة على ذلك، العقد الذي انقضى منذ (الربيع العربي) يعلمنا القليل عن طرق إدارة مصر، الأمر الذي يطرح التساؤل عن عدم وجود هيئة مدنية إسرائيلية تعرف الطريق إلى نظيرتها في القاهرة، بعد أنْ وجدت طريقها أولًا إلى مكتب الرئيس السيسي، وبدأت بالتمهيد لمسارات جديدة، واليوم مع تغيير الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، يتعيَّن على الدولة العبريّة تكثيف عملها بشكلٍ جيّدٍ مع السيسي، ويمكن تجديد نوع من الانفتاح مع مصر.
أصبح معروفًا للجميع حجم المحادثات الهاتفية التي يجريها السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومدى التنسيق الكامل للجيش المصري العامل في شمال سيناء مع الجيش الإسرائيلي، وعلى نحوٍ خاصٍّ مع وجود سفيرة مجتهدة في القاهرة وهي أميرة أورون، التي تم اعتمادها في القصر الرئاسي، وتقوم أحيانًا بتحميل صور وقصص قصيرة عن زياراتها للقاهرة والإسكندرية ومعابد الجالية اليهودية.
إنّ كلّ هذا لن يعادل الهجوم الوحشيّ (!) على المطرب المصري محمد رمضان الذي كادت صورته مع الفنان الإسرائيلي عومير آدم في دبي أنْ تؤدي إلى اغتياله، وتمّ طرده من الإنتاج السينمائي، وصودرت عروضه، واضطر لنشر اعتذار عن صلاته مع مغنٍ إسرائيليٍّ، ممّا يدفع الجانب الإسرائيلي لطرح علامة استفهام كبيرة عن سبب عدم تحريك العلاقات بين البلدين.
لماذا لا يستطيع رجل أعمال إسرائيلي، وكان هناك المئات منهم، بيع التكنولوجيا المتقدمة لمصر؟ ولماذا توقف عمل التعاون الزراعي الذي ازدهر في العقود السابقة، وهل هناك مجال للعودة لصناعة الملابس والأغذية التي توقفت في السنوات الأخيرة؟ والسؤال الأكثر وضوحًا لماذا تستمر السلطات المصرية بإغلاق الأبواب وعدم السماح بزيارات مواطنيها لإسرائيل؟.
إنّ الإسرائيليين هم بمثابة أسرى ممّا يعتبرونه السحر المُثير لإمارات الخليج، إذْ أنّ كلّ شيءٍ يسير بسلاسة هناك، دون موانع، لكن، حذّرت في ذات الوقت من أنّه يتحتّم على الإسرائيليين أنْ يتذكّروا دائمًا بأنّ الدولة العبريّة لم تخُض حربًا منذ إقامتها مع أيّ دولةٍ من دول الخليج، خلافًا لمصر، التي خاضت عدّة حروبٍ دمويّةٍ جدًا ضدّ إسرائيل.