ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سريت روزنبلوم- وأحيانا يكون الاحتفال سابقا لاوانه

يديعوت– بقلم  سريت روزنبلوم– 17/11/2020

حتى لو كانت مؤشرات اولى للنجاح في تطوير اللقاحات ضد الكورونا فلا تزال الطريقة طويلة الى أن نتمكن من المرور الى صندوق المرضى لتلقي التطعيم، تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو عن التطعيم الذي سيعطى قريبا لمواطني الدولة هي تمنيات اكثر من اي شيء آخر وبالتالي فمن شأنها أن تلحق ضررا حقيقيا“.

كان أمس يوما من الاخبار المشوشة. فمن جهة، انجاز مبهر آخر في السباق لتطوير اللقاحات، هذه المرة لشركة موديرنا الامريكية، التي راهنت عليها اسرائيل منذ قبل اشهر. وبالتوازي، قرر كابينت الكورونا استئناف التعليم في بعض الصفوف وحتى المحلات في مراكز التجمعات التجارية المفتوحة وعلى ما يبدو ايضا في المجمعات التجارية الكبرى، ستفتح قريبا. ومن جهة اخرى، سجل مجددا ارتفاع طفيف ولكن ثابت بمعدل الفحوصات الايجابية، ومعادل العدوى بالكورونا تجاوز مستوى الواحد في طريقه الى الاعلى، بما في ذلك ارتفاع مقلق في الوسط الاصولي.

النجاحان الاخيران، لفايزر وموديرنا، يبعثان بالتأكيد أملا عظيما في اختراق محتمل في الحرب ضد الفيروس، ولكن دون تثبيط الفرحة ينبغي ان نأخذ الانباء الطيبة التي تأتي من امريكا بانها محدودة الضمان. حتى لو كانت مؤشرات اولى للنجاح في تطوير اللقاحات ضد الكورونا فلا تزال الطريقة طويلة الى أن نتمكن من المرور الى صندوق المرضى لتلقي التطعيم.

وحتى في حالة ثبات أن التطعيمات آمنة وناجعة بما يكفي للحصول على اذن طاريء بتسويق فوري ستمر أشهر طويلة، في افضل الاحوال الى أن يكون ما يكفي  منها لوقف  الوباء. فرغم الوعود من الصعب  الافتراض بان تكون اسرائيل هي الاولى في الطابور العالمي للتطعيمات اللازمة، ومن الصعب توقع احداث غير مخطط لها من  أنواع مختلفة قد تؤثر على حملة التطعيمات العالمية ضد الكورونا، بدء من مشاكل تظهر بعد بدء استخدامها وحتى تغييرات في الفيروس، من شأنها أن تؤثر سلبا على نجاعتها. كما أن ظواهر جانبية لهذه التطعيمات للمدى البعيد لا تزال غير معروفة. باختصار، لا شك اننا في الاتجاه السليم ولكن الى أن تتحقق الامكانية الكامنة للتطعيمات بكاملها، كما نحلم بها، يتعين علينا أن ننتظر بصبر غير قليل.

بالمقابل، فان الفتح المرتقب للصفين الخامس والسادس، ولاحقا الحادي عشر والثاني عشر ليس سببا للاحتفال. فهذه الصفوف تعاد الى التعليم اضطرارا، في صيغة غير واضحة وفي ظروف عديمة اليقين تنبع من بحوث متضاربة حول تأثير هذه العودة على مدى الاصابة. فمعطيات عرضها البروفيسور عيران سيغال من معهد وايزمن تبين ان فتح جهاز التعليم في الصفوف الدنيا قبل اسبوعين لم يكن حتى الان ذا تأثير دراماتيكي على العدوى. بحث آخر، فحص انتقال العدوى الى الاطفال في المدارس وعرضه هذا الاسبوع د. عيدو سوميخ من قسم الدم في مستشفى شنايدر والبروفيسور ايلي سوميخ، نائب رئيس اتحاد طب الاطفال في ندوة عن طب الاطفال يقضي بانه بخلاف ما زعم، فان فتح المدارس لم يشكل عاملا هاما في ارتفاع الاصابة في شهري  ايار – حزيران ولم يجر خلفه ارتفاعا في عدد المرضى في المستشفيات وفي الوفيات.

ورغم ذلك، يدعي الباحثون بان خروج الاطفال بالذات الى اجازة الصيف ترافقت وارتفاع بارز في الاصابة، ولا سيما لدى الاطفال من سن الولادة وحتى التاسعة، الى معدل يصل الى خمس  اضعاف مقارنة بفترة التعليم. تنبع هذه الظاهرة أغلب الظن من أن الاطفال في هذه الاعمار يصابون اساسا من كبار السن وبقدر أقل من التفاعل مع الاطفال الاخرين. كما أن ابناء 10 – 19 اصيبوا في اشهر الاجازة بشكل اكبر مما في اثناء التعليم وان كان من شأنهم ان يكونوا سببا في الاصابة في المدارس عندما يكون معامل العدوى اعلى من واحد. واستنتج الباحثون بانه بغياب اغلاق عام فان لاغلاق المدارس تأثير محدود فقط على تقليص الاصابة، وفي اوساط الاطفال الصغار فان الضرر من اغلاق الجهاز يفوق المنفعة من حيث انتشار هذه الاصابة. ومع ذلك، فانهم يوصون بدمج الاطفال ابناء 10 – 19 في جهاز التعليم بالتدريج عندما يهبط معامل الاصابة الى دون واحد، الوضع الذي كما اسلفنا لم نعد نوجد فيه الان.

حيال النتائج المهدئة، توجد ايضا شهادات مقلقة كثيرة عن التأثير السلبي لفتح جهاز التعليم على انتشار الوباء. ففتح  السنة الدراسية في مؤسسات التعليم الاصولية في 21 آب وبعد ذلك في جهاز التعليم العادي، في بداية ايلول، شكل، كما زعم، محفزا كبيرا لانتشار الوباء في اسرائيل وتأثيره بدا اساسا في الشبيبة. وعليه فمحظور التسرع في فتح الصفوف العليا وينبغي أن يشترط ذلك في اتخاذ وسائل فصل واضحة بلا تحفظات وبلا تنزيلات. كما أن التقارير المتكاثرة عن التعقيدات اللاحقة للفيروس لدى الاطفال، والتي من شأنها أن تشكل خطرا حقيقيا على الحياة، يجب ان تبعث على القلق.

تفيد الاحداث الاخيرة، خيرا كان ام شرا بان الواقع الحالي في عهد الكورونا ليس فقط متقلبا بل ويتضمن ايضا عنصرا كبيرا من انعدام اليقين، وعليه فمن الواجب التعاطي معه وفقا لمبدأ الحذر الوقائي، الامر الذي يتناقض تناقضا تاما مع احتفالات نتنياهو بالنصر. ان تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو عن التطعيم الذي سيعطى قريبا لمواطني الدولة هي تمنيات اكثر من اي شيء آخر وبالتالي فمن شأنها أن تلحق ضررا حقيقيا، اذا ما اقتنع الجمهور بان الحل للفيروس يوجد حقا خلف الزاوية فيتخلى عن وسائل الحماية الوحيدة التي توجد في ايدينا: التباعد الاجتماعي، وضع الكمامة والحفاظ على النظافة الشخصية الاساسية.

ومع كل الاحترام، فان التحية الكبرى للانجاز الذي في الرهان الاسرائيلي الصحيح، يجب أن تعطى لرجال وزارة الصحة وليس لرئيس الوزراء، إذ انهم هم الذين قاموا بالاستعدادات والفحوصات التي أدت الى قرار التوقيع على العقد مع موديرنا. وبالتالي فبمناسبة هذا الاحتفال، نقدم لهم هذا الشكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى