ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سريت روزنبلوم – على شفا الهوة

يديعوت– بقلم  سريت روزنبلوم – 8/9/2020

بدون خطة مرتبة، بدون أهداف، بدون قبطان: الحكومة تقودنا نحو الضياع “.

يُذكر سلوك الحكومة ومن يقف على رأسها في الموجة الثانية من الوباء بقط متجمد أمام ضوء فوانيس سيارة تندفع نحوه. بعد لحظة تأتي الخبطة، يعرف القط ان نهايته آتية، ولكنه مشلول من الرعب وغير قادر على أن ينجي نفسه من الخطر.

بعد بضعة اسابيع، ربما أقل من هذا، ستكف مستشفياتنا عن معالجة المرضى بغير الاصابة بالكورونا. تكفي بضعة احداث كبيرة من العدوى، تجلب معها عشرات المرضى الخطيرين، كي تشل كل المنظومة وتحملها الى وضع لا يعالج فيها بعض من المرضى على الاطلاق بسبب الازدحام. أجهزة صحية عديدة في العالم اغنى واكثر تقدما منا بكثير، وجدت نفسها في وضع رهيب كهذا. لا يوجد ما يدعو الى الافتراض بان الكورونا سيعفينا نحن بالذات.

ان مدراء أقسام  الكورونا في كل البلاد يحذرون منذ ايام بعيدة من الصعوبة الكبرى التي يعملون فيها، ولكن رئيس وزرائنا لا يزال يصر على أن يرسم لنا عالما كله خير: منظومة قطع سلاسل العدوى التي تتأخر منذ بضعة اشهر على النشوء، لتكون الافضل في العالم، وليس هناك مثيل لنا في المساعدة الاقتصادية للسكان الذين يختنقون تحت عبء الوباء وحتى الوفيات اقل نسبيا من الدول الاخرى. يعيش! يعيش! الاحتفالات بتحطيم الرقم القياسي العالمي في العدوى ستبقي دولة اسرائيل لفرصة اخرى.

إذن هاكم الحقيقة المرة: رغم أن الفيروس يوجد هنا منذ اكثر من نصف سنة، ليس لاسرائيل بعد خطة جدية لمكافحة الكورونا. لا توجد اهداف ومرامٍ، وعلى اي حال لا توجد حتى مبادىء وجداول زمنية مقررة لتحقيق الاهداف التي لا توجد. وبغياب استراتيجية وطنية تحدد كل هذا، وفي واقع سياسي واقتصادي غير مستقر لا يمكن لنا أن نتوقع انخفاض عدد المرضى. فالعدد سيزداد اكثر فأكثر فقط. واكثر من هذا: لا يمكن النزول على الجمهور باللائمة في أنه لا يتبع التعليمات. عندما تبث الدولة لنا كل صباح بان 3 الاف مصاب في اليوم هم قدر قابل للاحتمال، ويمكن التعايش معه، فلا غرو أنها تفقد قوة الاقناع والردع لديها.

بدلا من انتظار اللحظة الاخيرة، وترك الواقع البشع يملي علينا الطريق، ينبغي ان نقرر الان ما العمل بعد ذلك: هل نحن معنيون في وقف تفشي الفيروس وضياع الحياة بثمن أليم وتحمل النتائج بشجاعة أم نختار النهج السويدي الذي امتنع عن خطوات كاسحة متطلعا لان يصاب قسم كبير من السكان فيتوقف بذلك، ربما، تفشي المرض – ودفعت على ذلك الثمن بضحايا كثيرين جدا في الارواح.

ان اختيار ايا من الطريقين مشروع، شريطة أن يتم بشكل عاقل ومبرر. كل اختيار يستوجب تفسيرا صادقا ومستقيما للجمهور للمنطق الذي يقف خلفه، واتخاذ قيود لا بأس بها لغرض تحققه. السويديون هم ايضا، الذين امتنعوا عن الاغلاق التام لم يواصلوا حياتهم العادية في ظل الفيروس. فقد قلصوا جدا اتصالاتهم الاجتماعية وانتقلوا في معظمهم الى العمل من البيت.

الوضع الحالي، الذي تتقاذف فيها الدولة في قلب العاصفة، بلا قبطان أو مدير للدفة يحاول توجيه سيرنا الى شاطيء الامان، هو الاسوأ من الجميع. اذا لم تقرر الحكومة اي اتجاه، ولم تسعى – ابتداء من اليوم – بكل القوة، لقيادتنا نحو الهدف الذي وضعته لنفسها، فان نهايتنا أن نغرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى