ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم رونين بيرغمان- سكين بين الاسنان

يديعوت– بقلم  رونين بيرغمان– 16/12/2020

رئيس الموساد المعين الجديد د. ينتمي الى مدرسة داغان وكوهن التي تتبنى نهج سلسلة العمليات التكتيكية التي تولد نتيجة استراتيجية “.

سواء قصد بنيامين نتنياهو ذلك ام لم يقصد، فان اختياره  د. ليحل محل يوسي كوهن في منصب رئيس الموساد هو نوع من الحسم بين نهجين في الجهاز وفي صراع المكانة المتواصل بين اقسامه؟ يتبنى احد المناهج العمل الهادىء، المتواصل، في الظلال، وأساسه الحصول على المعلومات واعداد البنية التحتية لحالات الطوارىء القاسية التي تضطر فيها الدولة الى اعمال تلحق ضررا ذا مغزى بالخصم. نهج ثانٍ يتبنى اكبر قدر ممكن من الاعمال التي توجد لها نهاية واضحة وتترك آثارها وتنتهي بضرر ذي مغزى للخصم، حتى في اوقات ليست حالة طوارىء. هذا النهج، “السكين بين الاسنان” كما صاغه ارئيل شارون عندما اودع الموساد في يد مئير داغان، ميز أيامه وميز جدا ايضا يوسي كوهن.كلاهما تحدثا عن “سلسلة عمليات تكتيكية تولد نتيجة استراتيجية”.

تكفي مراجعة سلسلة العمليات التي نفذها الموساد في السنوات الاخيرة، او نسبت له في وسائل الاعلام الدولية كي نفهم ما هي طبيعة هذا النهج. مثال ممتاز يمكن الحديث فيه، لان اسرائيل أخذت المسؤولية عنه، هو سرقة وكلاء الموساد الارشيف النووي، كشف نتنياهو للعملية ونشر نسخ عن الوثائق  للقوى العظمى والامم المتحدة، مما الحق بايران ضررا معنويا، اقتصاديا وسياسيا كبيرا جدا.

ما كان لهذا الضرر أن يقع بشكل آخر، وبعض منه ينبع من القرار بكشف العملية. سيقول مؤيدو النهج المحافظ بان وجود العملية كشف بل وعرض للخطر قدرات الموساد التي كان ينبغي أن تبقى لاوقات الطواىء، وان الكشف هو مثل الاصبع في عين الايرانيين – لم نأخذ فقط بل وتبجحنا بذلك.

ينتمي د. الى مدرسة داغان وكوهن مع السكين بين الاسنان، يسعى الى الاشتباك ويبحث عن ترك البصمة.

تعيينه هو ايضا انتصار داخلي: للمرة الثانية في تاريخ الموساد يعين شخص قضى معظم حياته المهنية في قسم “تسومت”، قسم التجنيد والتفعيل للعملاء. عندما تجند د. للموساد غيرت خطة التأهيل ومهماته النهائية والترجمة العملية تحددت بالتنفيذ الفعلي في الميدان. وقد حصل على الشهادة العملياتية في اعمال كان قائدها دافيد ميدان. ومع شهادة التأهيل اجتذب يوسي كوهن الذي كان في حينه في منصب آخر واخذ د. اليه وكلفه في المنصب العملياتي الاول له في الموساد.

القرب بين الرجلين، منذ أن دربه كوهن لاحقا يقبع في اساس تعيين د. في المنصب. أمس، بعد أن علم بامر التعيين تحدثت مع سلسلة من رجال الموساد. وكانت النتيجة 100 في المئة مقابل صفر. لقد نجح نتنياهو في هذه المرة في أن يعين شخصا لا يختلف احد في ملاءمته لمنصب رئيس الموساد ويحظى باجماع الثناء من الحائط الى الحائط. كما ان توليه منصب نائب رئيس قسم “كيشت” الذي يعنى بالتعقبات، الاقتحامات والعمليات في بلدان القواعد، البلدان التي توجد لاسرائيل معها علاقات دبلوماسية، اتاح له الاحتكاك بعمليات من نوع آخر وهام جدا للموساد.

توليه منصب نائب كوهن بعد النائب السابق أ. الذي انهى مهام منصبه قبل سنتين ولم يحظَ بالمنصب، اجازه في دورة مكثفة جدا في ما يتضمنه المنصب. يقف د. امام عدة تحديات اساسية اولها هو مواصلة الحرب ضد العدو المركزي وفروعه – ايران. والموساد في ايام بايدن سيحصل على يد حرة اقل بكثير من الادارة الامريكية.

والثاني هو الحفاظ على منظومة علاقات الموساد في الشرق الاوسط، والتي قبعت في اساس القدرة على التوقيع على سلسلة اتفاقات السلام. التوقيع هو أمر واحد، اما الحفاظ على العلاقات وتطويرها فشيء آخر. فهذه العلاقات هشة ويمكن أن توجد في خطر عميق لنقل بسبب انفجار عنيف مع الفلسطينيين.

تحدٍ ثالث هو مواصلة بناء القوة وايجاد حل للاقسام التي كانت في الماضي في مقدمة فعل الموساد ولاسباب مختلفة تضررت قوتها، ولا سيما قسم “قيساريا” للعمليات الخاصة. التحدي الرابع هو الدخول في حذاء كوهن الكبير، الذي لا تزال امامه نحو نصف سنة في المنصب وبالتأكيد يسره ايضا هذا التعيين الذي هو توصيته وكذا ليتأكد من أن الرئيس التالي سيكون رئيسا من داخل الموساد وليس جنرالا ينزل بالمظلة من الخارج وكذا الا “يعلق” في الجهاز، بعد أن سبق أن مددت ولايته بنصف سنة. وبالصدفة تكون هذه حكومة انتقالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى