ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم رونين بيرغمان – إرث كوهن

يديعوت– بقلم  رونين بيرغمان – 31/5/2021

يوسي كوهن: على الجيش ان يستعد للحرب مثلما هو دوما ولكن على جهاز الامن كله أن يتخذ الان وكل الوقت عملا وقائيا “.

قبل 24 سنة توج طالب شاب متميز عميدا بلقب اول في العلوم الاجتماعية. يوسي كوهن تجند للموساد قبل نحو 15 سنة قبل  ذلك  بعد أن كان قبل وسجل للتعليم في جامعة في لندن.  فقد وعده المجندون يان يتمكن من استكمال الناقص، ولكن من حملة الى حملة، من عميل الى مصدر، من منصب الى منصب، لم  تتاح له الفرصة الى أن اصر على اجازة لغرض التعليم  الاكاديمي،  الامر الذي كان في حينه شاذا لدى عاملي  الموساد، الذين بشكل عام تجندوا في عمر متأخر اكثر بكثير وكانوا جاءوا وهم يحملون لقبا.

كوهن كان رجل الموساد الوحيد في صف من مقاتلين وعاملين من كل أذرع جهاز الامن. اصراره شق الطريق  وبات الحديث يدور اليوم عن مسار واضح من تلقاء ذاته. فقد تعلم بالتوازي مع مواصلة العمليات في ارجاء العالم. “اساليب بحث واحصاءات حفظتها في الطائرات وفي القطارات في ارجاء المعمورة”.  روى منذ وقت  غير بعيد لبعض من رفاقه واضاف بانه ندم احيانا على ان السفرية لم تستغرق وقتا اطول إذ كان سينجح اكثر في الامتحان. كان يصل الى الجامعة في دراجة،  وهو حدث كان يكون احيانا لا يقل خطرا عن العمليات في مكان ما. امس تلقى كوهن اياه لقب دكتوراة الشرف من المؤسسة اياها، جامعة بار ايلان، على مساهمته المتواصلة لامن الدولة.

في الاقوال التي قالها في الشريط الذي بث في الاحتفال وطلب من الفائزين ان يجيبوا فيه على اسئلة عفوية، فضل كوهن الحديث عن شاق طريق آخر، ابنه يونتان  الذي اصر رغم انه ولد مع احتياجات خاصة عسيرة – على أن يتجند للجيش وبعد ذلك يخرج الى دورة ضباط، وفتح الطريق للكثيرين بعده.

اختارت الجامعة هذه المرة تنوعا كبيرا من مقلدي الاوسمة ويخيل ان احدا ما عمل هناك بكد  في الاختيار كي يخلق قائمة كثيرة التنوع والمفاجأة. بين الفائزين: البارونة هيل  مرتشموند، التي كانت رئيسة المحكمة العليا في بريطانيا؛ البروفيسور مايكل ستانلي ويتنغهام الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء، المخرج الحصل على اوسكار 6  مرات آرثر كوهن، د. طل زاكس المدير الطبي لموديرنا، منظمة حاخامي تساهر للحاخام دافيد ستاف، حاييم طيب رجل الاعمال الذي بنى امبراطورية من الصفر ويكرس مالا طائلا لتقريب القلوب في اسرائيل والمغني عيدان رايخل.

في الخطاب العلني السابق له، الاول من نوعه لرئيس موساد قائم، في مؤتمر هرتسيليا في حزيران 2019، قال كوهن اقوالا فاجأت جدا السامعين وحظيت بالابراز فقط من على هذه الصفحات: “الى جانب الحاجة للدفاع عن دولة اسرائيل من مخاطر الحرب يوجد للموساد دور لا يقل اهمية – تشخيص فرص السلام، واكثر من ذلك المبادرة الى خطوات يمكنها أن تقدم السلام”، قال في حينه وكشف عن اقامة مديرية في الجهاز تختص في المجال السياسي – الاستراتيجي. “اعثر اليوم على فرصة نادرة، ربما الاولى في تاريخ الشرق الاوسط،  للوصول الى تفاهم اقليمي يؤدي الى اتفاق سلام شامل”. مع مرور نحو سنتين تبين ان ما سمع في حينه كشبه مدحوض، اصبح نبوءة. كان جهاز الموساد شريكا واحيانا شريكا مركزيا لاختراقات هامة.

أمس، في بار ايلان اختير كوهن ليقول كلمة باسم الفائزين وكرس  معظمها هذه المرة ايضا لمواضيع غير متوقعة منه. فقد اقتبس من كتاب الحائط الحديدي لجابوتنسكي في العام 1923 وتسائل مثله “هل سيكون ممكنا الوصول الى تجسيد افكار السلام بطرق سلمية. فهذا الامر متعلق ليس بموقفنا من جيراننا بل فقط وحصريا بموقفهم من الصهيونية”.

شهد على نفسه وعلى رفاقه في اسرة الاستخبارات قائلا: “نحن ايضا نفكر بالسلام ولكننا نفهم ايضا أنه لا يمكن دوما الوصول اليه بطرق سلمية. ومن هذا الفهم  تتعاظم اهمية  القتال السري”.

وقال: اعتقد انه يجب  تشديد الاعمال ضد النظام الايراني  والقتال ضده وضد اعماله حتى الابادة، الى أن يفهم بان كل خروج عن الخطوط سيكلفه ضررا هائلا”.

أقواله هي صدى للصراعات التي دارت من خلف أبواب من السرية في السنوات الخمسة والنصف الأخيرة، بينه وبين مسؤولين آخرين في جهاز الامن، روج فيها لخط صقري وحازم ضد الأعداء المركزيين – ايران والمنظمات الجهادية.

وقال: “كي تقف إسرائيل عند تحدياتها الأمنية مطلوب زعامة وشجاعة واستعداد للعمل. فالعمل الأمني اليوم هام بقدر لا يقل عن العمل الحربي للغد”. بكلمات أخرى: على الجيش الإسرائيلي ان يستعد للحرب مثلما هو دوما، ولكن جهاز الامن كله عليه أن يعمل الان، كل الوقت في عمل وقائي. وشدد كوهين “لكن مهم لي ان أقول ان الهدف ليس الامن فقط. الامن هو الأساس الذي يسمح لنا بحياة مدنية غنية وذات قيمة. على إسرائيل أن تكون دولة منفتحة، متعددة الألوان وحيوية تسمح لكل مواطنيها ان يتطوروا وان يستنفدوا طاقتهم الكامنة.

هذا وفي احتفال ضيق غدا صباحا سينقل بشكل رسمي “صولجان القيادة” في الموساد، وهو عصا خشبية في رأسها شعار الموساد مذهبا وفي أساسها  قطعة ذهبية خط عليها أسماء قادة الجهاز حتى اليوم – من يوسي كوهن الى خليفته دافيد برنياع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى