ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم داني دايان- لن تكون حرب أهلية ، الأمل الاسرائيلي

يديعوت– بقلم  داني  دايان– 29/10/2020

” كان يمكن لاغتيال رابين ان يشعل حربا أهلية. ولكن التاريخ رحمنا عندما لم يجر زعماء الدولة لتلبية الامنية الخفية لمن اغتاله “.

لم أتربى ولم أربي على إرث اسحق رابين. الشمعة التي  تضيء  طريقي كانت ولا  تزال  طريق خليفته على كرئيس رئيس وزراء اسرائيل، مناحيم بيغن. مرتان، حين كان قائد المنظمة العسكرية الوطنية (الايتسل)، قضى بيغن بحزم وشجاعة: “لن تكون حرب اهلية”. كان هذا في الايام  الظلماء للحملة ضد رجال الايتسل والليحي ومرة اخرى بعد اغراق سفينة السلاح “التلينا”.

في ليل الرابع من تشرين الثاني 1995، حين اطلق يغئال عمير ثلاث رصاصات على ظهر رئيس وزرائنا جميعا ورئيس معسكر سياسي كبير وعظيم الحقوق  في دولة اسرائيل، كان من شأنه ان يشعل حربا اهلية. لعل هذه  كانت نيته وتطلعه.  رحمنا التاريخ إذ لم يجر زعماء الدولة في حينه بتلبية الامنية الخفية للقاتل وعملوا على رأب  الصدوع.  

كاد يمر عقدان وصفر استخلاص دروس في وقت لاحق، قتلت الفتاة شيرا بانكي  وهي تسير في “مسيرة الفخار” في وسط القدس. بعد بضعة اشهر فوجئت إذ تلقيت طلبا من ابويها ميكا واوري، للقاء بي. وبالطبع، استجبت على الفور لطلب الوالدين الثكلاوين اللذين دفعا ثمنا باهظا جدا على غياب التسامح في مجتمعنا. وكان على لسانهما طلب: نريد تخليد ذكرى شيرا بالروح وليس بالمادة. ليس اقامة مبنى على اسمها نطلب بل مساهمة  بالوعي لقبول الاخر،  المختلف، في المجتمع الاسرائيلي الممزق. “فهل يمكنك ان تساعدنا في ذلك؟” سألا.

بعد عصف عقلي أجريناه نشأت فكرة. في نظرة اولى بدت عديمة الاحتمال، تكاد تكون هاذية. مشكوك أن يكون معنى لمحاولة العمل عليها على الاطلاق. فقلنا اوري، ميكا وانا اننا سنتوجه الى هيئتين شبه رسميتين ولكنهما تختلفان الواحدة عن الاخرى، بل وتتعارضان، كي تجلسا معا وتضعا خطة تربوية لرعاية التسامح وقبول الاخر، خطة تسمى شيرا بانكي:  سنتوجه الى مركز اسحق رابين في مدينة تل أبيب والى مركز قطيف في بلدة نيتسان. كانت اسباب كثيرة تدعونا للتخلي عن الفكرة. فقد بدا هذا خليطا متعذرا. فما لمركز قطيف والمثليين؟ ما لمركز رابين والمستوطنين؟ ومع ذلك، بروح شيرا بانكي التي بالنسبة لها لم تكن مهمة متعذرة، قررنا ان نجرب.

كخطوة اولى، وليس بلا تردد، توجهت لشخصين لي الشرف أو ادعوهما صديقين: داليا رابين، ابنة اسحقورئيسة مركز رابين، والحاخام كوبي بورنشتاين من مطرودي الغوش ومدير المضمون في مركز قطيف. ورد كلاهما بالايجاب. لقاء، وبعده لقاء، زيارات متبادلة لهذه الادارة في نزل تلك والثقة المتبادلة – ومعها الحماسة المتبادلة ازدادتا، وفي نهاية المطاف التقى الفريقان المهنيان في المركزين لغرض العمل.  

في شهر حزيران 2017 دشن المشروع المشترك برعاية رئيس الدولة روبين ريفلين، المشروع الذي في اساسه تقبع ثلاثة شروخ في المجتمع الاسرائيلي وعلى رأسها الرغبة، او ربما الضرورة، لتجديد الامل الاسرائيلي. في كلمة الرئيس ريفلين الذكية في تلك اللحظة “لم يكن سهلا عليكم، عرفتم بان قرار السير معا لن  يكون بسيطا، كل واحدة من الهيئتين متماثلة جدا مع جزء معين من المجتمع الاسرائيلي، ولكنكم الان تعترفون بحقيقة ان الاصلاح الحقيقي لن يكون الا معا. ولا بد أنه تكون عقبات كثيرة وصعبة، ولكنكم اثبتم بان الامر ممكن. معا، كلنا معا، نجدد الامل الاسرائيلي”.  في خيالي رأيت اسحق رابين ينظر من الاعالي على المشروع الذي يشارك فيه المركز على اسمه ويستمع الى اقوال ابنته داليا عن “تقريب   القلوب بالاستماع، ليس كشعارات بل رغبة في خلق واقع افضل”، فينم عن ابتسامة خجلة مميزة له جدا في طرف  فمه. يوجد أمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى