ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم حن آرتسي سرور- العاب طبقية

يديعوت– بقلم  حن آرتسي سرور– 13/1/2021

التمييز في اعطاء التطعيمات لعاملي المقاول في المستشفيات يرتبط مباشرة بالتمييز بحق السجناء. وهو تخليد للطبقية المقيتة “.

كيف يختلف دم سكرتيرة في مستشفى عن دم عاملة نظامة تختلط بالمرضى؟ لماذا يستحق موظف في مكتب التطعيم ولكن من ينظف افرازات سوائل الجسد او نفايا المرضى لا يستحقه؟ مثلما نشرنا لاول مرة، فان الجواب القاسي لوزارة الصحة طبقي. بينما تكون المستشفيات ملزمة بالسماح لموظفيها بتلقي التطعيم يبقى عمال المقاول مرة اخرى عديمي الحقوق. فالتطعيمات لم تصلهم رغم اختلاطهم المباشر بالمرضى وابناء عائلاتهم. هذا القرار، الذي لا بد انه اتخذ دون تفكير زائد تنقصه الانوار الاخلاقية واليهودية. فالمعيار الذي وضعته الدولة نفسها هو مستوى خطورة الفيروس واحتمال العدوى به. وليس من يشغلك واي حقوق يحرمك منها.

ان منع تفضيل عاملي المقاول في المستشفيات هو نتاج طبيعي، مصادف، لقرار آخر. قرار وزير الامن الداخلي أمير أوحنا تأجيل تطعيم السجناء فوق سن 60 مع أنهم يعرفون ضمن مجموعة الخطر. لقد ولد هذا التفضيل من فكر يقضي بان التطعيم هو جائزة، امتياز، وبالتالي فان من وقع في الخطيئة لا يستحق دورا في الطابور مثل ابناء سنه. ان ترك السجناء لمصيرهم في زمن الوباء بينما يعيشون في اكتظاظ وفي ظروف صعبة، يجسد كم تعد هذه نزعة شعبوية ولا سيما كون السجناء يحرمون (عن حق) من حق الحركة وبالتالي فان المسؤولية عن صحتهم في ايدينا تماما. ليس لديهم قدرة حقيقية في أن يحموا أنفسهم من الفيروس. وحرمانهم من التطعيم هو عقاب اضافي يدوس بدم فظة القيمة العليا المتمثلة بانقاذ الحياة.

ان حقوق الانسان هي الاساس لكل فكر اخلاقي في العالم. وعندنا، نحن اليهود، لا نتحدث فقط عن حقوق الانسان بل  عن قدسية الحياة. عن أن المساواة تنبع من أن كل ابن  او ابنة بشر خلقا على صورة الرب. اجيال من تلاميذ الحكماء تجادلوا في مسألة كيف يوزع مقدر حياة محدود مثل الماء أو الدواء. ونقطة الانطلاق هي دوما الطبقة، النسب، القدرة الاقتصادية وحتى الجرائم الشديدة لا تجعل حياة ذاك الانسان عزيزة اقل.

ان الاختيار السيء وبموجبه مظهر الشر ينزل مكانتك في طابور التطعيم هو اقل خطورة. ليس فقط لانه سيء بحد ذاته بل لانه يطمس مشاعرنا. فها هم الان عاملات وعاملو المقاول ممن لم يخطئوا في شيء يحرمون ايضا من التطعيمات التي ينالها بسهولة زملاؤهم في العمل. خطيئتهم الوحيدة هي حقيقة ان ليس لهم أمن تشغيلي وهم يوجدون بعيدا في اسفل السلسلة الغذائية.

ان حملة التطعيمات الاسرائيلية هي حملة رائعة باعثة على الانفعال. واليوم نحن نعرف بانه لا يوجد نقص حقيقي في الحقن، وحتى الشبان والشابات يتطعمون بسهولة في نهاية اليوم في معظم العيادات. والاختيار في عدم اعطاء تفضيل للسجناء كبار السن او لعاملي المقاول ممن يعملون باختلاط مع المرضى هو اختيار وحشي وليس يهوديا، كون كل همه هو تخليد الطبقية. تحديد من هم “منا” ومن هم لا. محظور أن نوافق على مثل هذا الظلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى