ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم بن – درور يميني – كوربين واليهود ، لاسامي في الحكم؟

يديعوت – بقلم  بن – درور يميني  – 12/11/2019

القصة هي جيرمي كوربين. 87 في المئة من يهود بريطانيا يعتقدون انه لاسامي. وهم يخافون. هذا خوف يذكر بالايام الظلماء. الحياة تتواصل كالمعتاد، الاعمال التجارية مفتوحة، المطارات مليئة بالمسافرين، في البرلمان يتجادلون في البريكزيت، ولكن الاغلبية المطلقة من يهود بريطانيا مقتنعون بان شيئا سيئا يحصل، وهذا من شأنه ان يحتدم، ويصبح خطيرا، اذا ما انتخب كوربين رئيسا للوزراء. أما الاستطلاعات، بالمناسبة، فتقول ان احتمالاته طفيفه، ولكن كوربين يخلق اجواء. الف مرة ومرة اعلن: أنا؟ لاسامي؟ ما القصة. انا مع حقوق الانسان. وبعد كل ما كشف عن العلاقات وعن اعجابه بمؤيدي الارهاب، اللاساميين، محبي تصفية دولة اسرائيل، اعرب عن تأييده لمظاهرة يوم النكبة لمحافل مؤيدة لتصفية اسرائيل، فيما كان يحمل يافطة كتب عليها “EXIST, RESIST RETURN”. الـ “RESIST” في اليافطة هي الترجمة بالعربية لكلمة “مقاومة”، أي الارهاب. اما الـ “RETURN” فترمز الى كفاح الـ “BDS” من اجل تصفية اسرائيل، بواسطة العودة. هذا ليس تفسيري – هذا ما يصرحه علنا الناطقون المركزيون باسم هذه الحملة. اما التحليلات فتوجد في مقالات بعض من كتاب “هآرتس”، ممن اخذوا على عاتقهم الاعفاء من الحقائق. وهم يواصلون الشرح بان حملة المقاطعة هي حملة غير عنيفة ضد الاحتلال. وفقط قاد الحملة لا يعرفون بانهم هكذا. كما ان عهد التميمي، التي القت خطابا بائسا، كانت هناك.

لقد تبنت بريطانيا وصف عمل اللاسامية، التي توضح بان “نفي حق الشعب اليهودي في تقرير المصير” هو الاخر لاسامية. كوربين عارض، وهو يواصل قيادة حزب العمال في مسار مناهض للصهيونية لاسامي دون أي خجل. في مؤتمر الحزب في برايتون، قبل شهر ونصف، رفعت اعلام فلسطينية، ولكن ليس اعلام بريطانية. ولان التقدميين على انواعهم، في العالم وفي اسرائيل، هم مناهضون للقومية. الا اذا كان الحديث يدور عن الفلسطينيين. عندها يصبحون قوميين متطرفين بالنسبة لهم حتى التأييد للسلطة الفلسطينية هو نوع من النزعة المحافظة. وهم اقرب الى الجانب الثوري لحماس، إذ ان كوربين سبق أن اعلن في الماضي بان حماس وحزب الله هم رفاقه، وحتى بعد أن انكشفت الامور رفض التراجع. يدور الحديث عن جسمين لاساميين يؤيدان قتل الشعب اليهودي. هذا لا يزعجه. اما حماس، بالمناسبة، فتبادله المحبة. في اعقاب مشاركته في مظاهرة يوم النكبة، نشرت المنظمة بيانا يمتدح التأييد من جانب الصديق البريطاني.

هكذا فان اليهود قلقون. لا يزال هناك خلية من اصدقاء اسرائيل في داخل حزب العمال، ولكن عدد اليهود هناك آخذ في التضاؤل. ليس كل شيء يجد تعبيره في التصريحات التي يمكن اقتباسها. توجد جلسات مغلقة. توجد اجواء. توجد قاعة مؤتمر، كما اسلفنا، امتلأت بالاعلام الفلسطينية وليس البريطانية. وفقط اليهود قلة، من نوع اللاسامية الذاتية، ممن يواصلون الاعتقاد بان كوربين بالذات على ما يرام. وهم يوجدون عندنا ايضا. قرابة 300 اسرائيلي، من اودي اديب حتى اودي الوني، من النائبة عايدة توما سليمان وحتى رئيس ميرتس في تل أبيب أوري انزنبرغ– وقعوا على كتاب تأييد لكوربين يقرأ المرء ويفرق عينيه. واذا سأل السائل – لماذا يعتبر اليسار مجنونا بهذا القدر – عندها يهتم الموقعون بتزويده بجواب آخر. يجب التعديل: هم ليسوا يسارا. هم يمين متطرف فلسطيني. يوجد يسار جدي وهام في اسرائيل، من وسط ميرتس حتى اطراف أزرق أبيض. ولكن عندما يوقع الاسرائيليون على كتاب تأييد للاسامي يحب حماس وحزب الله – فانهم يمنحون تسويغا للاسامية وهم يوصمون اليسار بالعار. 

نحن قلقون، كتب يهود بريطانيا لعموم مواطني الدولة، لان ليس فقط كوربين لم يصبح معتدلا اكثر منذ أن اصبح زعيم حزب العمال بل اصبح اكثر تطرفا. واذا ما انتصر كوربين، كما كتب هناك، فان 47 في المئة من اليهود يعتزمون مغادرة بريطانيا. 

نحن على مسافة نحو 81 سنة من ليل البلور و 86 سنة من صعود زعيم نازي الى الحكم، ويتبين انه في دولة تكافح بشجاعة ضد النازية يخاف اليهود من صعود زعيم لاسامي الى الحكم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى