يديعوت– بقلم بن – درور يميني – الى الجحيم بالشرف
يديعوت– بقلم بن – درور يميني – 4/1/2021
“ يا عرب إسرائيل، هذا هو الوقت لوضع الشرف جانبا والتجرؤ على التغيير“.
“نحن أناس مع شرف”، قال النائب ايمن عودة ردا على محاولات تقرب رئيس الوزراء من الجمهور العربي. الى الجحيم بالشرف، يا عودة. لان “هذا الشرف” الذي تتحدث عنه هو احدى المصائب الاكبر لعرب اسرائيل، وعلى ما يبدو للعرب بالعموم. ليس الجميع. بالطبع لا. ولكن حان الوقت للاعتراف: كلما كان “شرف” اكثر، يكون قتل للنساء اكثر، قتل بشكل عام اكثر، عنف اكثر وجور اكثر.
نتنياهو ليس القصة. الاقلية العربية في اسرائيل هي القصة. في العقد الاخير طرأ تغيير ايجابي هام، ولا سيما في مجال التعليم العالي، ولكن طرأ تغيير سلبي في مجال العنف. وهذا يتضمن ارتفاع في عدد المقتولين. ثمة من يعتقد بان الحديث يدور عن المال. هذا وهم. يدور الحديث اساسا عن حاجة جوهرية لتغيير مكانة المرأة والصحوة من ترهات “الشرف”. لانه يوجد ببساطة فارق جوهري بين الشرف (honor) الذي باسمه يوجد عنف وبين الكرامة dignity)) بمعنى اعطاء قيمة انسانية ومتساوية لكل امرأة ورجل بصفتهما هذه.
يجري في العالم العربي خطاب يقظ وهام حول أسباب الجور. ثمة المدرسة التي تبحث عن “الشرف”، ولهذا السبب، وبالذات لهذا السبب، تنشغل بتوجيه أصبع اتهام لكل العالم وزوجته. من المذنب؟ الغرب بالعموم والصهاينة بالخصوص. إذ لا يحتمل، تماما لا، ان تكون المشكلة تكمن في عناصر معينة بالثقافة العربية. توجد مدرسة أخرى، وهي لا تزال اقلية. يوجد في داخلها نزعة مؤيدة للنساء تفهم بان “الشرف الرجولي” هو الذي يؤدي الى القتل “على خلفية شرف العائلة”. ويوجد في داخلها مثقفون وصحافيون وحتى سياسيون يفهمون ان ليست اسرائيل هي المشكلة ولا الصهيونية. في هذه المدرسة يفهمون بان النقد الذاتي، تعزيز مكانة المرأة ووضع حد للكراهية والتحريض هو الخروج من الجور.
نتنياهو سياسي. له مصالح. يمكن الافتراض بان تقربه من الوسط العربي، مثل ارتباطاته مع النائب منصور عباس هي نتيجة اعتراف متأخر بعقيدة جابوتنسكي – “هناك سيجني الوفرة والسعادة ابن العرب وابن الناصرة وابني – بالذات في قصيدة تتبنى ضفتين للاردن”. هو متهكم. وليس بسرعة سننسى له اقوالا تحريضية وبالتأكيد لن ننسى أننا ندخل معركة انتخابات. ولكن هذه هي السياسة. واذا ما سيكون حراك إيجابي تجاه الأقلية العربية في إسرائيل بسبب المصالح – فليكن. إذ توجد قاعدة كبيرة في اليهودية – من داخل الشيء يأتي الشيء. يا سيد عودة، لا توجد أي حاجة للتهود لاجل تبني هذه القاعدة. من أجل ان يكون تغيير، فان زعماء الجمهور العربي ملزمون بان يغيروا القرص. لا، هم لا يحتاجون لان يؤيدوا نتنياهو بالذات. تماما لا. فالاغلبية اليهودية أيضا لا تصوت لليكود ولا تسجد لاي زعيم. انه ليس الرجل بل شخصيته. وعليه، فعليهم ان يبدأوا بخدمة مصالح الجمهور الذي ارسلهم، بدلا من البحث عن المعاذير. عليهم أن يكونوا مع الاندماج الذي يتضمن المساواة في الحقوق، ولكن أيضا المساواة في الواجبات. يمكنهم أن يكونوا مع حق تقرير المصير للفلسطينيين، ولكن ليس ضد حق اليهود في تقرير المصير. يا عودة، دع الشرف جانبا. فهو لا يعزز ، بل يضعف. من اجل التغيير هناك حاجة أحيانا الى النظر بالمرأة والتغير. لا تفعل هذا من اجل نتنياهو. افعل هذا من أجل عرب إسرائيل.
******