ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  بن درور يميني – المشكلة الفلسطينية مصيبة واسمها جمود

يديعوت– بقلم  بن – درور يميني- 31/8/2021

” كلما كانت اسرائيل لا تبادر الى اي تسوية، فان الضم من الاتجاهين يتقدم. مزيد من البناء للمستوطنين في ذاك الجانب من الخط الاخضر، مزيدا فمزيدا من “لم شمل العائلات” الفلسطينية في الجانب الاسرائيلي من الخط الاخضر”.

كان يمكن لرئيس الوزراء نفتالي بينيت ان يسمح لنفسه بان يعلنبانه يعارض الدولة الفلسطينية. فهو يتجاوز نتنياهو من اليمين ولم تتحرك اعمدة الكون. العكس هو الصحيح. فقد استقبل كرفيق وصديق. وهذه ليس فقط الفرحة في واشنطن في نهاية كل نهاية يوجد رئيس وزراء ليس هو نتنياهو. هذه فقط جزءاً صغيرا من القصة.  تصريح بينيت استقبل بعدم اكتراث، وأساسا لان السلطة الفلسطينية نجحت في ان تجعل نفسها غير ذات صلة،من جهة تواصل التعاون الامني مع اسرائيل الذي بخلاف ما يخيل لنا لا يستهدف حماية اسرائيل او المسستوطنين – بل يستهدف حماية السلطة من سيطرة حماس. من جهة اخرى على المستوى السياسي لا يحصل شيء. بعد عقدين من الرفض الوقح لكل مبادرة سلام، ليس ترامب هو الذي جعلهم غير ذوي صلة ولا حتى نتنياهو. لقد فعلوا هذا هم لانفسهم. حتى بعد المفاوضات مع اولمرت في 2008 وكذا بعد المفاوضات مع نتنياهو في 2014، تبجحوا برفضهم. صائب عريقات، الله يرحمه، قال للصحيفة الاردنية “الدستور”: “في كامب ديفيد تلقينا 90 في المئة وفي اقتراح اولمرت 100 في المئة، وبالتالي لماذا العجلة؟”.

صحيح انه يوجد دوما اسرائيليون مع نية طيبة، صهاينة أنقياء، من مدرسة د. شاؤول ارئيلي ممن يوهمون انفسهم بانه فقط اذا ما اعطيناهم بعض المزيد، اذا ما كنا فقط أكثر مرونة – فان السلام سيتحقق هنا. هذا ليس تضليلا عاديا، هذا تضليل ذاتي. السلام ليس في متناول اليد. فكلما استمر رفض الجناح “المعتدل”، فان التيار الاسلامي، لحماس، يتعزز فقط. هنا وهناك لعله كانت اغلبية فلسطينية مستعدة لان تقبل صيغة الدولتين للشعبين، لكن القيادة، بشكل منهاجي وثابت، رفضت هذا الحل. ليس فقط اغلبية الاسرائيليين ملوا الفلسطينيين، بل الدول العربية ملتهم ايضا. فالرفض الفلسطيني هو احد العوامل، ان لم يكن الوحيد، التي ادت الى اتفاقات ابراهيم. الامير السعودي بندر بن سلطان، الذي كان سفير بلاده في واشنطن وصديقا شخصيا وقريبا لبيل كلينتون، شرح الموضوع في مقابلة طويلة ومفصلة لقناة “العربية” فقد كان هناك، وهو يعرف، يعرف تاريخ الرفض الفلسطيني. هذا رفض هو هدية رائعة لمؤيدي الدولة الواحدة الكبرى. هذا رفض هو ضربة  شديدة للمعسكر الذي يريد دولة  يهودية وديمقراطية، وليس ثنائية القومية. 

السؤال هو ماذا بعد، لان الاخرين يمكنهم ان يسمحوا لانفسهم بان ينسوا القضية الفلسطينية. اما اسرائيل فلا يمكنها. الفلسطينيون لن يختفوا الى اي مكان، فهم خلف الحدود. عشرات الالاف يريدون ان يصبحوا اسرائيليين، في اعقاب افشال قانون المواطنة، ومئات الاف آخرون ينتظرون في الطابور. وملايين آخرون – نعم، ملايين – يعرفون ان الضم هو نهاية الحلم الصهيوني. في هذه الاثناء لا يوجد ضم، ولكن يوجد ضم زاحف، ضم في ظل تخدير جماعي. هكذا بحيث أن اسرائيل الصهيونية، القومية، اليهودية – الديمقراطية، لا يمكنها ولا ينبغي لها ان تحتفل. فهي التي ينبغي لها أن تعرض بديلا عن الوضع القائم. صحيح، لا يمكن اقامة دولة فلسطينية أو الانسحاب، لان الانسحاب هنا سيؤدي بالضرورة بالضبط الى ما حصل في لبنان وفي افغانستان. حزب الله سيطر، طالبان سيطر، وكذا حماس ستسيطر. ومن جهة اخرى، الضم ليس حلا. ديمقراطيا هو مصيبة. 

وزير الدفاع بيني غانتس ذهب أول امس الى رام الله، كي يحل بضع مشاكل عاجلة، وكي يسهل على السلطة. اتفق هناك، ضمن امور اخرى على أن تحظى مكانة الاف الفلسطينيين الذين يعيشون في اسرائيل لرفع للمستوى. هذا يعني اقامة دائمة، ولاحقا مواطنة. وان لم يكن هم – فبالتأكيد بناتهم وابناؤهم. هذا ليس سببا للاحتفال. الموضوع هو انه كلما كانت اسرائيل لا تبادر الى اي تسوية، فان الضم من الاتجاهين يتقدم. مزيد من البناء للمستوطنين في ذاك الجانب من الخط الاخضر، مزيدا فمزيدا من “لم شمل العائلات” الفلسطينية في الجانب الاسرائيلي من الخط الاخضر. 

لا حاجة الى رصاصة واحدة ولا الى عملية واحدة كي  تؤدي بنا الى مسار الانتحار. نحن نفعل هذا لانفسنا. هكذا بحيث أنه ينبغي الاستيقاظ. توجد لنا حاجة لتسوية تتضمن سيطرة امنية وفصلا ديمغرافيا في آن واحد. حتى لو لم تكن امكانية لفصل شامل. هذا ليس الحل الافضل، هذا هو الحل الاقل سوءا. ولكننا نحتفل في أن المشكلة الفلسطينية تنزل عن جدول الاعمال، يا له من وهم، يا له من سخافة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى