ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  بن – درور يميني- الحرب الساخنة ..!!

يديعوت– بقلم  بن – درور يميني- 2/11/2021

” الكرة الارضية بحاجة الى التغيير كي ينقذ نفسه وينقذنا. ولكن المشكلة هي أن ليس الجميع يشارك في القلق والنجاح مشكوك فيه طالما لا تتجند الدول الملوثة البارزة روسيا، الصين والهند “.

كان هذا قبل سنين. جلست مع بروفيسور في الفيزياء من جامعة شيكاغو وكيفما اتفق وصلنا الى موضوع المناخ. يدور الحديث عن كذب، تضليل، قال لي، وبدأ يعرض البراهين. في القطب الشمالي يوجد بالفعل جبال جليدية تذوب، ولكن القطب الجنوبي بالذات آخذ في الاتساع. فحصت. هذا صحيح. ولكن لا يدور الحديث عن ذات الحجوم. في حجج الناكرين والمعارضين توجد أنوية حقيقة. هذا لا يجعلهم محقين. وفي واقع الامر مثلما في كل أمر آخر نعنى به تقريبا، فانه حتى المناخ ليس فقط مسألة علمية بل وسياسية ايضا. يكاد يكون كل المعارضين  لادعاءات سخونة الكرة الارضية هم محافظون. وبالعكس. 

الجدال لا يخبو، ولكن لا شك ان يد من يدعون بالسخونة هي العليا. وخير أن هكذا. صحيح أن المعارضين يعرضون هنا وهناك حججا مثيرة للاهتمام ولكنها ليست حججا يمكنها أن ترجح الكفة في الخطاب الجماهيري. ومع كل الاحترام لناكري السخونة، حتى دونالد ترامب ليس بالضبط في جانبهم. فقد قال اقوالا كثيرة، وعلى عادته كانت هذه اقوالا متضاربة. “الصينيون  خلقوا اسطورة السخونة العالمية”، ادعى، “كي يمسوا بالمنافسة مع الانتاج الامريكي”. الصينيون بالفعل يكسبون من الوسائل التي تتخذ ضد السخونة، الا انهم يستهترون بالمطالب الدولية، ما يجعل منتجاتهم ارخص واكثر  قدرة على المنافسة. ولكن لا يوجد أي دليل على انهم هم الذين نظموا حملة السخونة. 

وبالفعل، فان الملوثة الاكبر في العالم هي الصين. وهي لا تأتي الى مؤتمر المناخ في غلاسكو. روسيا ايضا من الملوثات البارزات، بقيت في البيت.التغيير الاكبر هو في الولايات المتحدة. هي ايضا بين القوى العظمى للتلوث. ولكنها تغير النهج. ان التغيير في الولايات المتحدة والوعي الغربي المتطور لن يغيرا صورة التلوث والسخونة دون تجند الصين، الهند وروسيا. العكس هو الصحيح. من ناحية هؤلاء ستكون هذه فرصة لزيادة الانتاج. بحيث أنه من أجل ان يفرض على الدول الملوثة المشاركة في  الجهد العالمي، لن يكون مفر من رفع اسعار منتجات مستوردة وفقا للحفاظ على جودة البيئة. السؤال هو هل المستهلكون في الغرب سيكونون مستعدين للتخلي عن بحر الوفرة الصيني من المنتجات الرخيصة وان يدفعوا اسعارا مضاعفة واكثر على المنتجات اياها التي انتجت في ظل الحفاظ على جودة البيئة. 

صراع مشابه كان على منتجات انتجت في ظل استغلال عمل الاطفال، او الاستغلال بالعموم، والصراع فشل. فالعالم سيحتفل قريبا بالعاب المونديال في قطر، رغم ان ما لا يقل عن 6.500 عامل قتلوا بسبب  الشروط التعيسة. دوما يمكن شراء خدمات ديفيد بكهم والدفع له مبالغ طائلة ونيل خدمات الطمس. هذا مجدٍ اكثر من تحسين شروط عمل عشرات الاف العمال، او العبيد الذين يعدون قطر لمسابقة الكأس العالمي.

وهكذا فان مسائل المناخ والسخونة، بالضبط مثل استغلال العمال هي موضوع مال، قوة وسياسة. فقطر  هي الدولة التي تقف اليوم في  قمة الدول الممولة للجهاد العالمي، وليس فقط حماس. وهذا ايضا ليس ما يمنع احتفال المونديال. كما أن قطر تحتل المكان السابع في العالم في مسيرة التلوث الجوي. لا  تقلقوا، هذا ايضا لن يزعج،  فالجماهير ستتدفق اليها في السنة القادمة. 

في الاسبوع الماضي جرى في واشنطن حدث برعاية Sun Rise، ضد السخونة. ممتاز. مسيرات، مظاهرات وغيرها هي جزء من الصراع العادل لغرض رفع الوعي لمشاكل البيئة. ولكن جسمين يهوديين، ليبراليين تماما، طردا من المسيرة مكللين بالعار لانهما يعتبران، والمعاذ بالله، صهاينة. هما ليسا الاولين. كلير شوريت، التي كانت وزيرة في حكومة بريطانيا، تحت قيادة طوني بلير اتهمت اسرائيل بالسخونة العالمية. ما العلاقة؟ لا حاجة للفحص. هذا هوس. الكراهية تعمي عقول الاذكياء والاغبياء. هكذا ينبغي ان نتمنى للمؤتمرين في غلاسكو النجاح. فالحرارة هي حقيقة، وليس تضليلا. الكرة الارضية بحاجة الى التغيير كي تنقذ نفسها وتنقذنا. المشكلة هي ان ليس الجميع يشاركون في القلق. ناكرو الحرارة والدول التي تريد الكسب من القلق العالمي يمكن أن يدمر الجهود. وعندما ينضم اليهم من ينبطحون لقطر ولحماس ولكنهم يقاطعون اجساما صهيونية فان الصراع من اجل البيئة يختطف ركلة.  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى