ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم بن – درور يميني- اسرائيل بحاجة الى بايدن خاص بها

يديعوت– بقلم  بندرور يميني– 21/1/2021

مثل الولايات المتحدة، اسرائيل هي اليوم دولة اقوى ولكنها اكثر انقساما – وتحتاج الى مهديء وطني مثل بايدن “.

الولايات المتحدة التي يخلفها دونالد ترامب هي أقوى وأكثر انقساما في نفس الوقت. هذه هي المفارقة الامريكية. ولكن هذه ايضا المفارقة الاسرائيلية. فباستثناء فترة الكورونا، التي يعرض فيها ترامب فشلا، فان الفوارق لم تتسع. فمزيد من السود والهسبانيين فضلوا الرئيس المنصرف. فقد كان الوضع لا بأس به بالنسبة لهم في السنوات الاربعة الاخيرة.

عمليا، لولا شخصية ترامب الاشكالية – فقد كان يمكنه أن يسجل كأحد الرؤساء الاكثر نجاعة. ولكن الولايات المتحدة في هذه الايام اصبحت اكثر راديكالية وانقساما بكثير. لدى اليسار يدور الحديث عن مسيرة متواصلة لغير قليلمن السنين. وفي السنوات الاخيرة رفع اليمين العنصري هو الاخر الرأس. ولم يتبقَ الانقسام في الاطراف البعيدة. والحوار بين مؤيدي ترامب ومؤيدي الديمقراطيين كاد يصبح متعذرا.

لم تقع الاضطرابات في اعقاب قتل جورج فلويد لان وضع السود تدهور. وقعت لان الاجواء في الولايات المتحدة اصبحت قابلة للاشتعال. لان قوة الراديكاليين تعززت. لان الفوضى تعربد في القمة. ففقط قبل اسبوعين نفذ المجانين اجتياحا عنيفا للكابيتول.

هنا يدخل بايدن في الصورة. فهو ليس رجل الضجيج والرنين، ليس زعيما كاريزماتيا. فقد نجح في تحييد نفسه عن الخلافات المعادية. وهو ليس في اقصى الطرف. وعليه فان مهمته الاساسية هي تخفيض مستوى العداء. في الطرفين تقف قوى تعتقد أن كلمات مثل المصالحة والوحدة هي شتيمة. ولكن صحيح حتى هذه الايام فان هذه هي المهمة الاهم. لان مجتمعا منقسما هو مجتمع ضعيف. يحتمل أن يكون بايدن، رجل الوسط، هو الرجل السليم، في المكان السليم وفي الزمان السليم.

توجد عدة أوجه شبه مع اسرائيل. فنحن في ختام عقد لا بدأس به. الاقتصاد اقوى. الفوارق بخلاف الادعاءات، لم تتسع. ولكن اسرائيل اصبحت أكثر انقساما بكثير. نحن محملون بكراهية مجانية. انتقلنا من الخطاب الموضوعي الى خطاب التشهير. كلمات مثل “كريه” و “خلقة” اصبحتا شرعية ليس فقط في الشبكات الاجتماعية بل وايضا على لسان نشطاء سياسيين واكاديميين. ووسائل الاعلام  تمنح بين الحين والاخر شرعية لنشطاء اساس قوتهم هو في نذالة لسانهم. هذه ليست حرية تعبير – هذه حرية شقاق. هذا لا يعني بعد أن مجموعة معينة ستقوم بهجوم عنيف على الكنيست، على منزل رئيس الوزراء او على مقر المحكمة العليا. ولكن التطرف بات هنا وكذا مؤشر الضعف.

هكذا بحيث أن اسرائيل هي الاخرى بحاجة الى مهديء وطني. مع كل الاحترام لصندوق حقوق نتنياهو ولديه كهذا، فانه يسحب وراءه ايضا صندوق مفاسد هو احد الاسباب التي تجعل اسرائيل اكثر انقساما. هو ليس وحده هناك، لديه مؤيدون يتخذون هنا وهناك العنف، ونتنياهو لا ينبث ببنت شفة. الصمت هو تشجيع. سمعنا خطاب المصالحة والوحدة لبايدن. يحتمل أن تكون هذه بداية مسيرة تهدئة. اسرائيل هي الاخرى بحاجة الى بايدن خاص بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى