ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان – يوجد اصدقاء في واشنطن

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان – 26/5/2021

بدهائه عطل بايدن كل اعتراض إسرائيلي على سياسته تجاه ايران من خلال تعاطيه المتعاطف مع إسرائيل في أيام الحرب مع غزة “.

منذ 21 ايار لم يعد يدخل مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ايران باستثناء “بادرة طيبة” رمزية تتمثل بابقاء  الكاميرات لشهر واحد فقط.  ايران، عمليا، شطبت كل التزاماتها في السماح بالرقابة على المشروع النووي وانظروا العجب: السماء لم تسقط. الامريكيون لا يهددون، في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يدخلون في حالة هستيريا وفي سلاح الجو لا يوجد تأهب هجوم. ويوجد لذلك سبب واضح: فالكل واثق بان الاتفاق النووي الذي الغي في 2018 – سيوقع مجددا حتى منتصف حزيران، والمراقبون سيعودون على اي حال. الامريكيون لن يعترفوا بذلك، ولكن كل العقوبات المركزية على ايران سترفع، تماما مثلما هي المطالب الاسرائيلية المتعلقة بمنظومة انتاج صواريخ ارض – ارض الايرانية والدور التآمريلايران في الشرق الاوسط – لن تكون جزءا من هذه الصفقة.

فضلا عن ذلك، فايران والولايات المتحدة ليس فقط ستعودان بالضبط الى ذاك الاتفاق الذي الغاه الرئيس ترامب، بل ان ايران ستحقق بضعة فضائل اخرى لم تكن لها في الماضي، مثل امكانية تفعيل اجهزة الطرد المركزي IR4  الذي حذر اجراء تجارب عليها في الماضي.

عندما سيوقع الاتفاق، قد يسمع انتقاد إسرائيلي، ولكنه سيقال بنبرات منخفضة ومؤدبة، وبالتأكيد ليس بنبرات حماسية على نمط بلفور. ففي الـ 11 يوما من القتال في غزة، نجح الثعلب القديم الذي يجلس اليوم في البيت الأبيض باقناع إسرائيل بان لديها صديق حقيقي في واشنطن. سبع مكالمات هاتفية اجراها مع نتنياهو منحته في القيادة الأمنية الإسرائيلية لقب الانسان. فقد تحدث الجميع هناك عن السلوك السخي والمتسامح للرئيس، يا له من احباط. ففي مثل هذا الوضع ليس ثمة من نهاجمه في موضوع الاتفاق النووي.

كان لبايدن كل الأسباب لان ينقلب علينا. فهو لم يفكر ابدا من الاقتراب من الازمة الإسرائيلية – الفلسطينية في السنة القريبة القادمة، ولكنه فرغ جدول اعماله في الأسبوعين الأخيرين كي يعنى بالمواجهة العسكرية في غزة. وكل هذا يحصل كي يتاح لإسرائيل تنفيذ خطوات عسكرية وبعد ذلك الوصول الى التهدئة، قبل ان تخرج الازمة عن السيطرة.

قام الرئيس الأمريكي بخطوات أخرى لم يخطط لها: فقد تحدث أيضا مع أبو مازن ومع الرئيس المصري. السيسي، الذي بنظر الإدارة الامريكية يعد كخارق لحقوق الانسان لم يظهر في قائمة اتصالات بايدن حتى الازمة الحالية. وسواء كانت علاقة للحديث الطيب الذي اجراه السيسي وبايدن ام لا، صرح الرئيس المصري بشكل غير مسبوق عن مساعدة بحجم نصف مليار دولار لترميم الخرائب في القطاع. المصريون، الذين ابتعدوا عن كل  ذرة مسؤولية عن قطاع غزة ولعبوا أساسا دور الوسيط في المنطقة مستعدون اليوم في عهد بايدن لاقتسام المسؤولية عما يجري هناك مع إسرائيل ومع السلطة.

امس وصل وزير الخارجية الأمريكي، طوني بلينكن، في زيارة ودية الى البلاد. فقد توصلت الإدارة الامريكية الى الاستنتاج بان على إسرائيل والولايات المتحدة ان تستثمرا في تعزيز السلطة الفلسطينية. فعندما عززت إسرائيل حماس بهدف عزل الضفة عن غزة واثارة الشقاق بينهما – انبتت ثمارا فجة. كانت هذه سياسة عفنة كادت تؤدي الى صعود حماس الى الحكم في رام الله. اما اليوم، بهدوء، بحث امريكي، ودون أن تنطلق من بلفور تغريدة، يتغير المفهوم.

الإدارة الامريكية الحالية لا تخرج من العراق. لا تخرج من سوريا، تسمح لإسرائيل بمهاجمة اهداف إيرانية في سوريا وتشجع استمرار التقرب الإسرائيلي من الدول العربية. في هذا الاطار، لا تغير الإدارة عن عمد سياستها في مسألة البوليساريو كي لا تمس بتقرب المغرب من إسرائيل. وبخلاف المنشورات الهستيرية –ستساعد الولايات المتحدة إسرائيل في سد الثغرات في  مجال السلاح الذي استخدم في أيام القتال في غزة. وسيتعين على إسرائيل أن تكيف نفسها مع المصالح الامريكية العالمية ويتعين عليها أن تتعلم كيف تثق بالرئيس بايدن. ففي الاختبار الأول اثبت، دون ضجيج وصخب، بان لنا صديقا في البيت الأبيض. وليس مهما من يكون هنا رئيس الوزراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى