ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان- مناورة حماس

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان– 29/12/2020

في ذروة ازمة اقتصادية وصحية لم يشهد لها مثيل في القطاع تجري حماس “اسبوع حرب”. وفي اسرائيل رفعوا مستوى التأهب. فمحظور الغفو في الحراسة “.

تبدأ حماس هذا الصباح مناورة عسكرية كبيرة، تضم كل المنظمات الملحقة بغرفة العمليات الحربية لديها في غزة. وهي بالتأكيد لن تعفي الاذان الاسرائيلية من التقارير عن نار صاروخية الى مسافات تزيد عن مئة كيلو متر: فقد دعيت وسائل الاعلام في غزة لان تشاهد اطلاق مثل هذه الصواريخ نحو البحر، والوحدات الخاصة – رجال النخبة – سينفذون مناورات استعراضة. وهكذا، في ذروة أزمة اقتصادية وازمة صحية (24 في المئة من فحوصات الكورونا ايجابية) واللتين لم يسبق لهما مثيلا في القطاع، تجري حماس “اسبوع حرب” وتحيي بمناسبة ذلك 35 سنة على تأسيسها.

رفعت اسرائيل مستوى التأهب، ولا سيما الاستخباري. وحسب تقديرات الوضع، فان احتمال أن تتدهور هذه المناورة الى حدث أمني مع اسرائيل متدنٍ جدا، اذا كان يوجد على الاطلاق: فقد زعم أن هذا مجرد تعبير آخر عن انعدام اليقين في الفترة الانتقالية بين ادارة ترامب وادارة بايدن. فالايرانيون، نصرالله، حماس، الجهاد الاسلامي – كلهم مقتنعون بان اسرائيل والولايات المتحدة تعتزمان استغلال الايام الاخيرة لترامب كرئيس كي يصفيا الحسابات. كما أن حماس تسمع تصريحات في اسرائيل عن الجاهزية للمواجهة، ترى المناورات الاخرى التي نفذتها قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة قبل بضعة اسابيع، والتي ركزت على احتلال القطاع – فترد، على ما يبدو، بادوات ردعية.

لا تشخص اسرائيل مصلحة لحماس لتحطيم الهدوء الحالي. كما أن حجم المناورة، بقدر ما هو معروف، صغير نسبيا، ويستهدف الكاميرات اساسا. ولكن في الاسبوع الاخير قرر المصريون، على نحو مفاجيء، اخلاء ممثليتهم الدبلوماسية من القطاع. وكان يخيل للحظة انهم يتخوفون من تدهور عسكري، ولكن المصريين، من جهتهم، شرحوا بانهم يخلون العتاد كي ينقلون الممثلية الى مكان أصغر. من الصعب التصديق. فهنا بالتأكيد ستجرى استيضاحات اخرى للفحص والتأكد ما الذي يجري هناك حقا من تحت السطح.

ان المناورة واخلاء الممثلية المصرية هما، ظاهرا، لا توجد بينهما صلة. ولكن في يوم الجمعة الماضي اطلق صاروخان من عيار 122 ملم من اتجاه عسقلان. وهذه المرة لا يوجد برق يمكن اتهامه، حماس لم تطلقهما والجهاد الاسلامي لم يأخذ المسؤولية عنهما. العكس هو الصحيح: تقرب هذان التنظيمان جدا مؤخرا، وحماس تجري الان تحقيقا حول منفذي اطلاق النار. يتبين أن المسؤولية عن اطلاق النار أخذها حاليا تنظيم جديد في القطاع، يعرف نفسه كـ “كتائب الصاعقة”. وكان تنظيم الصاعقة عمل حتى التسعينيات كذراع ارهاب فلسطيني للبعث السوري. والان يوجد لكل محافل الاستخبارات التي تعنى بالقطاع، بما في ذلك حماس نفسها، يوجد تحدٍ: اكتشاف من هم الاشخاص الذين يختبئون خلف هذا اللقب. مشكوك أن يكون السوريون يحاولون ادخال قدم الى القطاع، ولكن يحتمل أن تكون هذه محاولة ايرانية اخرى لاستخدام قطاع غزة كمنصة للمس باسرائيل.

كما أن حدث اطلاق النار لا يرتبط، ظاهرا، بالمناورة العسكرية – ولكنه يشير الى مشكلة قدرة حكم حماس. معقول الافتراض بان المناورة التي تبدأ اليوم ستمر دون أن تخلق هزة في المنطقة. فالضربة التي انزلها الجيش الاسرائيلي على القطاع في نهاية الاسبوع كانت قاسية على نحو خاص، والضرر المحيط الذي وصفه سكان محليون كان نتيجة مخزونات من الذخيرة تفجرت في مصنع اقيم في قلب السكان المدنيين في ضاحية في الشمال الشرقي من مدينة غزة. غير أن تراكم مثل هذه الاحداث، حتى وان لم تكن ترتبط الواحدة بالاخرى، هو دليل على انعدام الاستقرار واضطراب في القطاع لا يكف عن الاعتمال. محظور الغفو في الحراسة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى