يديعوت– بقلم اليكس فيشمان – تفاهمات مع غزة ، دعوة للجولة التالية
يديعوت– بقلم اليكس فيشمان – 2/9/2020
“ لو كان بوسع السنوار ان يشطب جولة التوتر الاخيرة من الوعي الفلسطيني لفعل هذا بسرور. فهو ليس فقط لا ينجح في ان يعرض على سكان القطاع انجازا اقتصاديا، سياسيا او حتى عسكريا ما،بل ان الوضع في غزة تفاقم أكثر فأكثر“.
لا تفاهمات مع غزة، لا اتفاقات، لا شيء. نهاية الجولة الحالية هي دعوة للجولة التالية التي من شأنها ان تكون اكثر عنفا، إذ أن الائتمان الذي ليحيى السنوار في القطاع آخذ في النفاذ. ولو كان بوسع السنوار ان يشطب جولة التوتر الاخيرة من الوعي الفلسطيني لفعل هذا بسرور. فهو ليس فقط لا ينجح في ان يعرض على سكان القطاع انجازا اقتصاديا، سياسيا او حتى عسكريا ما،بل ان الوضع في غزة تفاقم أكثر فأكثر. ففي أثناء الاسابيع الثلاثة التي اغلقت فيها اسرائيل معابر البر والبحر الى غزة قفز هناك عدد العاطلين عن العمل بنحو 10 في المئة وفقد الالاف مصدر رزقهم. هذه المعطيات لا يمكن للسنوار وجماعته ان يخفوها بالتبجحات. لقد كانت الجولة الاخيرة فشلا ذريعا من ناحيته.
في تشرين الاول كان يفترض بالسنوار ان يعرض ترشيحه للانتخابات لرئاسة حماس، والتي ستبدأ في تشرين الثاني وتنتهي في آذار. وهو يصل الى خط الانطلاق بينما توجد غزة في اغلاق كامل كنتيجة للكورونا وتعيش الازمة الاقتصادية الاشد التي شهدتها منذ صعد الى الحكم. في جولة البالونات الاخيرة حاول السنوار العمل على استئناف المفاوضات مع اسرائيل وبذلك الوصول الى تشرين الاول، بينما مستوى المعيشة في قطاع غزة محسن بشكل تراه العين. وقد نجح بالفعل في أن يجلب اسرائيل الى المفاوضات بواسطة المصريين، القطريين والامم المتحدة، وهناك طالب على نحو استفزازي شروطا يفترض بها أن تضخ الى سكان القطاع اكسجينا حقيقيا. فلم يكتفِ فقط بالمطلب الدائم لاقامة خط كهرباء اضافي الى غزة بل طالب بارتفاع بعشرات في المئة في منسوب الكهرباء التي توردها اسرائيل. كما أنه رفع قائمة بضائع ثنائية الاستخدام حظرت اسرائيل ادخالها الى غزة، طالب بزيادة عدد العمال الفلسطينيين الذين يخرجون من غزة الى اسرائيل تحت عنوان “تجار”، واكثر من كل شيء: طالب القطريين بان يكفوا عن محاسبته في كل شهر وطلب شيكا مفتوحا لسنة كاملة.
يوم الاثنين الماضي أعلن السنوار عن عودة الى التهدئة دون أن يحصل من اسرائيل على اي شيء جوهري جديد، يتجاوز ما حصل عليه قبل هذه الجولة. لهذه التهدئة يوجد تاريخ نفاد المفعول، هكذا علم أمس، لشهرين فقط. هذا هو الزمن الذين حدده حماس لاسرائيل. اما القطريون، من جهتهم، فدفعوا ما خططوا له: 30 مليون دولار، دون التزامات للمستقبل. ولو كان هذا منوطا بالسفير القطري، محمد العمادي، لكانت هذه هي الدفعة الاخيرة ايضا. يتبين أن السنوار الذي جاء الى اللقاءات مع العمادي يرافقه رؤساء الذراع العسكري لحماس، صرخ عليه واتهمه بان القطريين يفشلونه عن عمد كي يعززوا خالد مشعل، خصمه في بيروت.
لم يعد فقط السنوار الى الخانة الاولى، بل استغل الجيش الاسرائيلي هجمة البالونات في آب كي يهاجم 104 اهداف من بنك الاهداف، كجزء من الضرب لبنى حماس التحتية في القطاع. خدمات النجدة والجيش كانت جاهزة للحرائق. وبهذه المناسبة فحص الجيش والشرطة الاسرائيلية منظومة الليزر التي يفترض ان تفجر البالونات وتعالج الحوامات. وكانت النتائج مرضية. ورئيس شعبة القوى البشرية يجري هذه الايام مداولات في مسألة توسيع شراء وتطوير مدفع الليزر. وبالتوازي ترى حماس في عيون تعبة استكمال السور حول غزة، والذي يعرقل تهديد الانفاق.
قبل نحو اسبوع هاجمت غزة موجة جديدة من الكورونا، ما سرع ربما قرار السنوار وقف العنف. وبمراعاة حقيقة انه يوجد في كل القطاع 120 جهاز تنفس، فان غزة على شفا الكارثة. يعيش القطاع اليوم في اغلاق تام، لا عبور من منطقة الى اخرى، المدارس مغلقة، البحر مغلق، والبضائع التي نقلتها اسرائيل امس اجتازت لدى الفلسطينيين تعقيما. اما عن خروج الناس فلا مجال للحديث. حتى لو كانت اسرائيل تريد اليوم تحرير الحبل الاقتصادي للقطاع قليلا كي تخفض التوتر الامني، فان الكورونا اغلق الطرق.