ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – اللعبة المنضبطة

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – 20/11/2019

وحدهم مواطنو اسرائيل  يتفاجأون في كل مرة من جديد حين تطلق صواريخ من سوريا. فنار كهذه هي بشكل عام نتيجة حدث أو احداث وقعت قبل ذلك في الخفاء: احد ما قتل احدا ما او فجر شيئا ما. من تلقى ضربة يبحث عن الثأر، ومن ضرب يستعد للرد. هذا هو اسم اللعبة. وعليه، فمسموح لنا ان نفترض بانهم في الجيش كانوا متفاجئين أقل من الاحداث امس فجرا. فمقاتلو القبة الحديدية الذين اعترضوا أربعة صواريخ اطلقت نحو الجولان في سماء سوريا، يكونوا نائمين. كما انهم لم يكونوا هناك، على ما يبدو في رحلة سنوية. فقد تعلمت اسرائيل درسا في الاشهر الاخيرة. من اجل محاولة الوصول الى انجازات متواصلة من الافضل الاكثار من الصمت. والتقليل من التبجح. ومع ذلك، فالصمت لا يدل على الهدوء. من خلف الكواليس تقع كل الوقت – بل وستقع – احداث من شأنها أن تخرج عن نطاق السيطرة، بحيث أنه توجد امكانية ان ننهض ذات صباح فنكتشف جبهة مشتعلة. الجيش، اغلب الظن، سيكون متفاجئا اقل لانه يعرف ايضا لماذا.

ان حقيقة ان جهاز الامن اعلن عن العودة الى الحياة الطبيعية فور اعتراض الصواريخ صباح امس، يمكن ان ترمز الى انه في اسرائيل يقدرون بان ليس لايران مصلحة في فتح جبهة عسكرية واسعة وباهظة الثمن، بالمقدرات وبالقوى البشرية، مع اسرائيل. فايران غارقة اليوم في سلسلة من الازمات: في البيت، في  العراق وفي لبنان. اسرائيل لا تقف في المكان الاول في سلم الاولويات الوطني الايراني. فالقيادة الايرانية منشغلة اليوم بالحفاظ على الوضع الراهن المؤيد لايران الذي بني في العراق بعمل كد وباستثمار طائل. والطلب الجماهيري الواسع في العراق للاطاحة بالنظام المؤيد لايران وتخفيف النفوذ الايراني يقوض كل الاستراتيجية الايرانية في الشرق الاوسط. من  غير المستبعد ان تضطر ايران الى أن تستخدم هناك القوة بل وان تخرج لهذا الغرض من سوريا ميليشيات شيعية وصلت الى سوريا لتهديد اسرائيل. العراق يسقط؟ فسيسقط ليس فقط ذخر اقتصادي حرج لايران بل وايضا الجسر البري الذي يربط ايران بسوريا وبموانيء البحر المتوسط في لبنان. في مثل هذا الوضع فان الكماشة التي تحاول ايران خلقها حول اسرائيل من لبنان ومن سوريا في الشمال ومن غزة في الجنوب – ستفقد الزخم. بالتوازي يواجه النظام اضطرابات عنيفة في الداخل، والاقتصاد الايراني فقد منذ الان 10 في المئة من قيمته. 

لقد كانت اسرائيل ولا تزال عدوا مريرا للنظام الايراني، ولكن المواجهة معها يمكن ان تنتظر. من من شأنه ان يدهور الوضع هم رجال قوة القدس برئاسة الجنرال سليماني. اذا ما قرروا مواصلة النقل الى سوريا لاسلحة ترى فيها اسرائيل تهديدا مباشرا على امنها – فاسرائيل ستهاجم. واذا اراد الايرانيون ان يردوا الى ما هو اكثر من اربعة صواريخ فيضربوا ذخائر استراتيجية في مركز البلاد، فانهم يخاطرون بفتح مواجهة اقليمية. هذا ايضا يمكن ان يحصل في كل نقطة زمنية، ومن ناحية المواطنين بشكل مفاجيء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى