يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – اقوال مقابل صواريخ
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 6/11/2019
تعيش حكومة اسرائيل حالة من “الاضراب الايطالي” الذي لا يسمح باي تفكير للمدى المتوسط او البعيد. ولكن الشرق الاوسط لا ينتظر. فهو يتطلب قرارات وافعال. والان.
حدثان امنيان اقليميان هامان في السياق الايراني موضوعان امام اسرائيل. الاول وجد تعبيره في التحذير الذي اطلقه امس رئيس قسم العمليات، اللواء أهرون حليوة، الذي تحدث في اجتماع مغلق عن امكانية حقيقية لاطلاق صواريخ ايرانية نحو عمق الجبهة الداخلية الاسرائيلية، ولا سيما كرد على عمليات اسرائيلية ضد اهداف ايرانية في الشرق الاوسط. ان احتمال الصواريخ الايرانية القادرة على ان تضرب بدقة مواقع حساسة في اسرائيل قائم منذ الان. اما التغيير، بتقدير جهاز الامن، فهو في الاستعداد الايراني لتمديد هذا الاحتمال الكامن. اسرائيل ليست السعودية ولكن من شأن ايران ان تصطدم باسرائيل اذا ما واصلت هذه التضييق على خطاها في المنطقة.
اما الحدث الثاني فهو الاعلان عن تفعيل اجهزة طرد مركزي حديثة تستطيع تخصيب اليورانيوم بوتيرة اعلى بعشرة اضعاف من اجهزة الطرد المركزي القديمة. بكلمات اخرى، ايران تعلن أنها تقصر زمن انطلاقها الى النووي العسكري. اذا كانت ايران تقف عشية التوقيع على الاتفاق النووي على مسافة اقل من سنة من القنبلة النووية، فانها اليوم، اذا رغبت في ذلك، يمكنها أن تفعل ذلك في زمن اقصر بكثير. كم اقصر؟ مشكوك أن يكون بوسع احد ما أن يقدر. ولكن واضح ان القدرة الايرانية على الوصول اليوم الى 25 كيلوغرام يورانيوم مخصب الى 90 في المئة، وهذه هي نقطة اللاعودة، هي مسألة اشهر معدودة.
من ناحية اسرائيل، يكاد يكون من الغني القول، هذه بشائر مقلقة. فالامر يفترض قرارات حكومية، نشاطات سياسية وحرف الجهود في المجال الامني مما يعني قرارات مالية. كل هذه يجب أن تتم ليس بعد سنة، او حين تقام الحكومة التالية، بل الان. وهكذا، اذا ما تحقق التهديد، فان اسرائيل ستكون جاهزة على نحو افضل مما هي جاهزة اليوم.
يجتاز الايرانيون كل الوقت خطوطا حمراء. في كل مرة من جديد يفحصون حدود التصميم الامريكي والسلبية الاوروبية. وتوقيت الاعلان عن تفعيل أجهزة الطرد المركزي الجديدة هو ادخال اصبع في العين الامريكية، إذ أنه نشر بالذات في الذكرى الاربعين سنة على السيطرة الامريكية في طهران. هذا الاسبوع ايضا انتهى الانذار الذي اصدرته ايران لاوروبا مطالبة بايجاد سبيل لتجاوز العقوبات الامريكية. لا تزال طهران لم تشطب الاتفاق النووي تماما. فهي تسحق به تآكلا بخطى صغيرة لا تستوجب الاوروبيين اتخاذ قرارات قاطعة.
اذا كان رئيس الوزراء قلق جدا من الجبهة الايرانية – سواء النووية أم الباليستية – فملقي عليه واجب ايجاد الحلول وليس التخويفات. غير أنه في الوضع السياسي الحالي يقولون الكثير ويفعلون القليل.