ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان – اسرائيل وايران – عودة الى المواجهة المباشرة

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان – 8/12/2020

على اسرائيل ان تعود الى المسائل التي تصدت لها في 2011 وان تقرر ما هي خطوطها الحمراء في ضوء امكانية ان تعود ايران الى المشروع النووي العسكري“.

عمل عسكري ضد المشروع النووي الايراني يحوم مرة اخرى في الجو، بالضبط  مثلما كان في البسطانة في 2011. نحن لسنا في مرحلة القرار للضغط على الزناد، ولكن اسرائيل تقترب من  هناك بسرعة – وهذا ليس منوطا بها. فليست هي التي تملي وتيرة الاحداث. ولكن لو كانت لدولة اسرائيل حكومة تؤدي مهامها وكابينت يعمل بشكل مرتب، فان هذا سيكون الموضوع الاساسي الذي يكونون غارقين فيه اليوم وفي الاشهر القريبة القادمة.

كما أن تصفية ابي النووي الايراني فخري زادة ليست سوى محفز آخر لهذه المسيرة، التي يمليها التيار المحافظ في النظام الايراني. بعد يومين من التصفية اتخذ البرلمان الايراني سلسلة من القرارات التي تلغي عمليا القيود التي فرضها الايرانيون على أنفسهم في اطار الاتفاق النووي. ما كان ينبغي أن يشعل ضوء احمر في اسرائيل هي التي البنود في القرارات التي توجه خطى لجنة الطاقة الذرية في ايران لاستئناف العناصر التي تعود للمشروع النووي العسكري الذي يزعم انه لم يعد قائما منذ عقدين من الزمان. هكذا، الى جانب قرارات مثل تخصيب 120 كيلو غرام يورانيوم الى مستوى 20 في المئة في معامل التخصيب في فوردو لزيادة الكمية العامة من اليورانيوم المخصيب الى 500 كيلو غرام في السنة والبدء في تشغيل ما لا يقل عن جهاز طرد مركزي حديث في غضون ثلاثة اشهر في المعمل التحت ارضي في نتناز، تظهر عدة قرارات اشكالية، حتى المؤيدين المتشبثين بمواصلة الاتفاق النووي مع ايران مثل فرنسا، المانيا وبريطانيا، لا يمكنهم ان يهضموها. وحتى الصين وروسيا اللتان تؤيدان ايران وعلى خلاف مع ادارة ترامب، تسدان الانف.

يدور الحديث مثلا عن القرار للاستئناف حتى نيسان في انتاج قضبان اليورانيوم في المعمل في اصفهان والقرار لاعادة انشاء منذ بداية السنة القادمة لمفاعل المياه الثقيلة في اراك – ما يلمح بالنية للعودة الى المشروع العسكري. واذا لم يكن كل هذا بكاف، فقد اعلن البرلمان الايراني بانه يعتزم التوقف في غضون شهرين لزيارات مراقبي الامم المتحدة في المنشآت النووية الا اذا سمح لايران بان تبدأ منذ شباط بتصدير النفط بشكل حر.

هذه القرارات هي نتيجة مباشرة لانتصار المحافظين في الانتخابات للبرلمان في شباط. ومنذ ذلك الحين قدرت اسرائيل بانهم لن يسمحوا للاصلاحيين بالوصول الى الانتخابات والرئاسة في حزيران وفي جيوبهم التسهيلات في العقوبات الامريكية، على خلفية دخول بايدن الى البيت الابيض. كما قدرت اسرائيل بان المحافظين سيسعون الى جمع أكثر قدر ممكن من المقدرات في شكل خروقات للاتفاق النووي الاصلي، قبيل المفاوضات المحتملة – بحيث يتمكن من ان يعرضوا تنازلات كبيرة مزعومة في مجال النووي العسكري، ويتساوم الامريكيون معهم في مجال الصواريخ الباليستية والتدخل الايراني في الشرق الاوسط. ويمكن لنا ان نشير الى ان تصفية فخري زادة لم تكن السبب الحقيقي للتطرق الايراني بل الذريعة فقط.

ان الايام التي ستمر حتى دخول بايدن ا لى البيت الابيض هي ايام حرجة: توجد هنا دينامية خطوات كل واحدة منها من شأنها أن تخلق سوء فهم وتدهور سريع الى مواجهة مسلحة. ومن شأن ادارة ترامب، في اواخر ولايتها ان تهاجم ايران اذا نفذ الايرانيون الخطوات التي قرروها. وبالتوازي، على اسرائيل ان تعود الى المسائل التي تصدت لها في 2011 وان تقرر ما هي خطوطها الحمراء في ضوء امكانية ان تعود ايران الى المشروع النووي العسكري. فهل اعمال على نمط فخري زادة او ضرب لمنشآت نووية ا يرانية ستوقف بالفعل المشروع النووي العسكري ام انه لن يكون مفر من خطوات كاسحة وصاخبة اكثر بكثير؟ وسؤال آخر: هل الجيش الاسرائيلي مستعد لتنفيذ ناجع لمثل هذه الخطوات؟ في 2011 لم يؤمن الجيش بقدراته.

وفي هذه الاثناء ماذا تفعل حكومة اسرائيل في الساحة الدولية؟ هل لاحد ما اي فكرة اذا كانت ادارة بايدن ستشرك اسرائيل وتنسق معها الخطوات تجاه ايران مثلما فعلت ادارة ترامب؟ توجد هنا فرصة لايجاد قاسم مشترك مع الاوروبيين حول الاتفاق النووي الجديد – ولكن هل يعنى احد ما بهذا على الاطلاق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى