ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اسرائيل زيف – النقب المتروك ، فشلنا كشعب وكدولة

يديعوت– بقلم  اسرائيل زيف– 24/2/2021

النقب متروك للعصابات والدولة عاجزة امامها. وهذا هو الفشل الاكبر للشعب والدولة في ترك النقب لهذا المصير التعيس “.

في النقب سيُختبر الشعب في اسرائيل ودولته”، قال بن غوريون في خطاب “معنى النقب” في كانون الثاني 1955. بعد نحو 70 سنة من ذلك علينا ان ننظر باستقامة الى ما يجري في النقب ونعترف بانه في هذا الاختبار فشلنا، كشعب وكدولة. النقب خرج تماما عن السيطرة، والسيادة على ثلثي اراضي الدولة توجد عمليا في ايدي احتكارات وعصابات جريمة منظمة تعمل بطريقة عسكرية ومهنية. قرابة مليون مواطن يسكنون من خط بئر السبع جنوبا يوجدون تحت احتلال تلك العصابات. دولة اسرائيل التي دفعت الثمن بحياة عشرات الالاف من ابنائها وبناتها في الدفاع عن سيادتها، والتي تستثمر عشرات مليارت الشواكل كل سنة كي تتصدى لتحديات الامن القومي أمام ايران، سوريا، حزب الله وغزة رفعت الايدي تقريبا دون معركة امام عصابات الجريمة هذه.

وحتى الجيش الاسرائيلي أصبح ضيفا مطاردا. ميادين النار تحولت الى مزارع  لميرغوانا، والقواعد تشكل مجال عمل دائم للسطاة. العتاد والوسائل القتالية تسرق كل يوم بحجوم هائلة، ومعظم السلاح غير القانوني في اسرائيل مصدره بالسرقات من الجيش الاسرائيلي والتي تنفذها عصابات النقب.

اعضاء هذه العصابات، دون خوف، دون روع وبوقاحة استفزازية، يرفعون الاشرطة الى الشبكات الاجتماعية ويتباهون بسفرهم منفلت العقال، باطلاق  النار في الهواء وبتواجدهم بلا عراقيل في وضح النهار في داخل البلدات وقواعد الجيش الاسرائيلي.

يبدو أن حدث اغتصاب الطفلة ابنة العاشرة في النقب من ثلاثة شبان من الشتات هو التعبير الاكثر اثارة للصدمة عن عجز الدولة تجاه ما يحصل في النقب. اعمال جريمة، بما في ذلك ضد القاصرين، تقع في كل البلاد – ولكن هذا الحدث يعبر فضلا عن الفعلة الفظيعةنفسهاعن واقع التسيب في المنطقة وسكانها وتركهم في ايدي هؤلاء الانذال. لا يدور الحديث هنا عن موضوع جنائي فقط: هذه سيطرة معادية، فوضى واحتلال اجنبي يحتجز مئات الاف المواطنين كرهائن.

ان الغالبية الساحقة من مواطني دولة اسرائيل البدو الذين يسكنون في النقب هم مواطنون يحترمون القانون ويشاركون في العبء القومي. ولكن محظور ان تعمي السلامة السياسية عيوننا عن أن نرى الواقع كما هو والعمل على تغييره. يجتاز المجتمع البدوي تغييرات في السنوات الاخيرة، تغييرات تجد تعبيرها اساسا في تمرد الجيل الشاب، التنفيس تجاه الجيل السابق واخذ السيطرة على الحياة اليومية.

ان السنوات الطويلة من التقارب والانفتاح مع قطاع غزة والاستيراد المكثف للعرائس من القطاع عظمت تأثيرات متطرفة والصلة للجهات المعادية. والى كل هذا يضاف القرب العشائري للعائلات البدوية في سيناء والتي تعمل فيها عناصراسلامية متطرفة. والتأثيرات الايديولوجية والدينية تخلق تمكينا وغلافا لاعمال الجريمة والاعمال الجنائية. فنشاطات التهريب في حدود مصر، رغم الجدار الهائل الذي بني، تتزايد فقط مع السنين. حملات تهريب للمخدرات، البضائع والسلاح تجري بالمتوسط مرة على الاقل كل ليلة، وامام كل هذا تبدي شرطة اسرائيل عجزا مطلقا. تنجح اعمال الجيش الاسرائيلي في ان تمنع نسبة قليلة جدا من هذه الاعمال، والمخابرات تسحب يديها من كل ما يبدو ظاهرا كموضوع جنائي، رغم أنه بات الحديث منذ زمن بعيد عن تهديد استراتيجي قومي من الطراز الاول.

تخرج اسرائيل قريبا الى معركة الانتخابات الرابعة في غضون سنتين. وكثيرة هي الجدالات التي تجري في الساحة السياسية والمواضيع التي باسمها  يخرج السياسيون الى المعركة. لاسفي  أحد منهم هناك لم يضع موضوع اعادة السيادة في النقب لدولة اسرائيل وانقاذ سكانه في رأس جدول الاعمال الوطني. هناك، في لب لباب النقب، يتقلب بن غوريون في قبره امام اخفاقنا كشعب وكدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى