ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم أوفير دايان – إعادة الابناء انساني مقابل انساني

يديعوت– بقلم  أوفير دايان – 17/6/2021

اعادة الابناء ليس  القضية الخاصة لعائلات غولدن، شاؤول، السيد ومنغستو. هي موضوع كل اسرائيلية واسرائيلي وكل محب للعدل في العالم. وهي لن  تكون فقط انتصارا عسكريا وسياسيا، بل انتصار العدل والاخلاق على الظلام والشر “.

بدأ هذا الاسبوع عهد جديد في دولة اسرائيل. بعد 15 سنة، 12 منها متوالية، ترك بنيامين نتنياهو ديوان رئيس الوزراء. الوزراء حول طاولة الحكومة، جدد، ولكن التحديات – قديمة. وهذه الحكومة، التي يتحدث فيها الاعضاء الجدد بشكل دائم عن مساعدة انسانية للفلسطينيين، ملزمة بان تضع في رأس سلم اولوياتها الموضوع الانساني الاشد جسامة ربما والاكثر اهمالا في اسرائيل: اعادة الاربعة الابناء من غزة.

هدار غولدن، اورون شاؤول، هشام  السيد وابرا منغيستو يوجدون في أسر منظمة الارهاب حماس منذ سنوات عديدة. جثمانا هدار غولدن واورون شاؤول قد لا يكونا موضوعا جذابا مثل جندي حي يوجد في الاسر، وابرامنغيستو وهشام السيد ينتميان الى طوائف ذات نفوذ سياسي طفيف. وصحيح، بعض من عائلاتهم تحدثوا ضد تحرير مخربين مقابل الابناء، وهذا يتعارض مع المفاهيم السياسية الثابتة لكل اصناف الناس – ولكنهما يستحقان العودة الى الديار. يستحقان الكفاح في سبيلهما.

المجتمع الاسرائيلي اسير بعمق في المفهوم بانه فقط اذا ما حررنا مخربين، بمن فيهم اولئك الذين هم  مع دم الكثير من الاسرائيليين على الايدي، سنتمكن من تحرير  الابناء. هذا كذب. معادلة مخربين مقابل الابناء هي معادلة فرضتها علينا منظمة ارهاب اجرامية، ونحن تبنيناها دون تشكيك ودون طرح اسئلة. صفقة شاليط كانت خطأ، وصفقة مشابهة اليوم ستكون هي الاخرى خطأ. هذه صفقة لا اخلاقية بل وتدل على الضعف وتضع قيد الخطر حياة عدد لا يحصى من الاسرائيليين الاخرين ممن قد يقعوا ضحية الارهاب الاجرامي للمخربين المحررين.

ان الحكومة الجديدة ملزمة بان تغير هذه المعادلة.  فلا مزيد للقتلة مقابل  الابناء،  بل معادلة بسيطة اكثر بكثير: انساني مقابل  انساني.  مثلا اعادة الابناء مقابل ادخال انواع معينة من المنتجات الى قطاع غزة. لا يدور ا لحديث  عن أدوية او خدمات تمس بالسكان الغزيين اذا لم يتم ادخالها، بل منتجات ترف ندخلها نحن بوفرة الى القطاع. لا يوجد اي سبب او مبرر اخلاقي يجعلنا نفعل أي شيء يتجاوز التزاماتنا الدولية في الوقت الذي يكون فيه ابناؤنا في الاسر.

شيء آخر ملزمة الحكومة الجديدة بان تغيره، الا وهو المعاملة لعائلات الاسرى: لا مزيد لمعاملتها كمصدر ازعاج، كمواطنين لا يفهمون  شيئا ويعرقلون فقط عمل السياسيين والجيش، بل اناس ذوو حق في ان يعرفوا ويؤثروا.  كان يخيل في السنوات الاخيرة  انه تجذر مفهوم بان العائلات مدينة بشيء ما للقيادة السياسية وان عليها “ان تتصرف بشكل لطيف” كي تبذل الجهود لتحرير الابناء. وحتى عندما فعلوا ذلك، كاد لا يتم اي شيء. هذه المعادلة مغلوطة هي الاخرى. القيادة السياسية هي المدين للعائلات بالشروحات. فهي التي دفعت الثمن الاغلى، سواء كان الابن حيا ام لا. النواب والوزراء هم من ينبغي أن يعتذروا امامهم على عدم نجاحهم وان يدقوا ابوابهم وان يطلبوا منهم المزيد من الوقت لاستكمال المهمة، وليس العكس.

ولكن الاهم من كل ذلك هو ان اعادة الابناء ليس  القضية الخاصة لعائلات غولدن، شاؤول، السيد ومنغيستو. هي موضوع كل اسرائيلية واسرائيلي وكل محب للعدل في العالم. وهي  لن  تكون فقط انتصارا عسكريا وسياسيا، بل انتصار العدل والاخلاق على الظلام والشر.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى