ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  آييلت نحمياس فربين-  غانتس وابو مازن ،  أحيانا، اللقاء هو مجرد لقاء

يديعوت – بقلم  آييلت نحمياس فربين- 31/8/2021

” لقاء غانتس ابو مازن هو حدث سياسي هام ولكن المبالغة المقصودة في معناه من جانب معارضي الحكومة هي مجرد احبولة اعلامية ليس إلا “.

يجدر بنا أن نبدأ من النهاية: وزير الدفاع بيني غانتس فعل الامر الوحيد المعقول بعد سنوات من الشلل مع الفلسطينيين، حين ذهب للقاء رئيس السلطة ابو مازن. هذا حدث سياسي هام، ولكن المبالغة المقصودة في معناه من جانب معارضي هذه الحكومة – واساسا معارضي بينيت – هي احبولة اعلامية ليس إلا. حتى لو كانوا يعرفون بان اللقاء، حتى مع وزير الدفاع، ليس تحريكا لحل الدولتين او حلا ممكنا آخر للنزاع، معناه انسحاب – غانتس ليس هناك، وكذا ليس بينيت. ومع ذلك، فان الاشخاص الاكثر قومية وأمنية من الجيش واذرع الامن الاخرى يتفقون ويفهمون بشكل عميق بان وجود اسرائيل بعيد المدى كيهودية وديمقراطية لا يوجد في الصحراء الجميلة للامارات ولا في اسواق الرباط. 

مسموح لنا أن نتذوق حلاوة الصداقة مع الامارات والتأثر بتوثيق العلاقات مع المغرب. فقد شعرت بهذا بنفسي حين زرت هناك. ولكن سياسة “اغمض عينيك قدر استطاعتك، فلعلهم يختفون” بالنسبة للفلسطينيين ادت الى ضعف متطرف في السلطة والى خطر امني محتدم لنا. 

الىالوراء قليلا. في آب 2018 ، في الاجتماع الكامل للجنة الخارجية والامن، بينما كنا غارقين في التآكل مع حماس وفي تشوش الحياة الصعبة في الغلاف كنتيجة للحرائق والتنقيطات، سعى رئيس الاركان في حينه غادي آيزنكوت الى لفت انتباهنا الى برميل البارود في يهودا والسامرة. بطبيعة الاحوال، حين تكون في الجنوب بالونات متفجرة وصواريخ وفي الشمال يزداد الخوف من الصواريخ الدقيقة ومن الانفاق الهجومية تبدو الضفة آخر قلقنا، غير أنه لولا الجيش والمخابرات الذين يمنعون العمليات بشكل يومي، لكان البرميل تفجر على رؤوسنا جميعا. كانت هذه نتيجة سياسة الاضعاف المقصود للسلطة الفلسطينية بينما تتعزز حماس على حسابها في الضفة وفي المناطق على حد سواء.  

ابو مازن ليس محبا لصهيون؛ ليس لمعظم السياسيين اوهام في هذا الشأن. ولكن البديل المتمثل بصعود حماس الى الحكم في يهودا والسامرة ايضا هو مصيبة معروفة مسبقا. وكمن كانت شريكة في تشريع قانون اقتطاع اموال الارهاب من ميزانية السلطة فلا حاجة لاحد ان يشرح لي بان سلوك ابو مازن في هذا الشأن فضائحي، غير ان انهيار السلطة هو خطر امني بالنسبة للاسرائيليين بقدر لا يقل عن الحوافز للمخربين. 

وعليه، فان مثل هذه اللقاءات تتم – عصا وجزرة. هكذا كان الحال منذ الازل، وطالما لم يكن انفصال او تسوية للعلاقات، فان هذا سيستمر. غانتس لم يصل الى اللقاء مع اتفاقات اوسلو ولا مع خرائط تحت الذراع. وصل مع الرغبة في اللقاء على التعاون وتهدئة الخواطر وان كان قليلا. ولعله حتى اعرب عن التقدير لمقاتلي النار الفلسطينيين الذين انضموا الى الجهود في جبال القدس. تذكرت اليوم لقاءات درج على أن يجريها موشيه كحلون كوزير للمالية مع ابو مازن في حكومة نتنياهو الـ 34 –لقاءات جرت باقرار من نتنياهو بل وسمحت له بان يمسك بالعصا من طرفيها بينما يبقي على مظهر الاتصال السياسي بينما لا يتضرر  سياسيا من لقاءاته هو نفسه مع رئيس السلطة. فهل اعتقد احد ما بان كحلون بحث في هذه اللقاءات في تحريك المفاوضات؟ لا، لكن هذه كانت خطوة سياسية – اقتصادية ترمي الى خلق حوار حول الوضع في السلطة، مشاريع مشتركة، عمل الفلسطينيين في  اسرائيل وغزة. ليس اقل، كان هذا ايضا حفظا لقناة اتصال قد لا تكون المسار الحرج لمفاوضات رسمية، ولكنها ذات اهمية كبيرة. 

لمن هو ضليع في الدبلوماسية، واضح أن سلم العلاقات السياسية واسع وحيوي. رئيس الموساد يسافر احيانا الى دول مجهولة – فهل يفكر احد ما بانه يوزع هناك اجزاء البلاد؟ واضح ان لا، ولكن مجرد التفاعل مع محفل مثله يساهم في الهدوء الاقليمي.

غانتس فعل بشكل لا   لبس فيه الخطوة اللازمة بحكم مسؤوليته، واوقف اغماض العيون المتواصل. حتى لو كان حل الانفصال بعيدا عنا سنوات ضوء، لا نحن ولا الفلسطينيين سنرحل من هنا، وحان الوقت للعودة الى المعادلة النزيهة: حماس – “Out”، السلطة – “En”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى