ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم آري شافيت – نتنياهو، باراك والمأساة الاسرائيلية

يديعوت – بقلم  آري شافيت – 7/10/2020

” أبدا لن انسى حقوق ايهود باراك، وحقوق اسرائيل القديمة، المتنورة والاحتجاجية التي نشأ منها، وابدا لن انسى حقوق بنيامين نتنياهو، وحقوق اسرائيل الثانية، الجريحة والمتألمة التي يمثلها. ولكن ما حصل لهذين المقاتلين بين تشرين الاول  1973 وتشرين الاول 2020 هو مأساة اسرائيلية، وما يحصل اليوم بين اسرائيل الاولى واسرائيل الثانية هو مصيبة “.

في 16 ايلول 2018 ألقى ايهود باراك كلمة في نادي تسفتا في تل أبيب. وكانت المحاضرة عادية، ولكن في اثنائها القت الروح بظلالها على الخطيب: في دقائق قليلة وصف تجربة حرب 1973. قبيل يوم الغفران الاخير نشر باراك اقواله في فيلم من خمس دقائق. وفي الايام الاخيرة شاهدت المرة تلو الاخرى، بحنجرة مخنوقة، بعزة اسرائيلية وبخوف وجودي.

بدأ باراك في ان النبأ عن انه نشبت حرب وجده وهو في ستانفورد، كاليفورنيا، وانه بعد ان ودع زوجته وابنته ابنة الثلاثة سافر الى نيويورك. في مطار كيندي احتشد نحو الف شاب اسرائيليحول منصب ال عال: كلهم طلبوا الصعود الى الرحلة الجوية التي ستأخذهم الى البلاد. ولكن لما لم يكن في الطائرة الا 170 مقعدا فقط،  فقد كلف قائد سييرت متكال السابق في أن يفرز ويقرر لمن يخصص المكان. بعد ثلاثة اشهر من ذلك في رحلة عائدة الى الولايات المتحدة، تملكه التفكير في أن العشرات من بين الشباب الذين اختارهم عادوا من الحرب بالتوابيت. احيانا لا يكون حتى هذا.

كنت ضابطا في الجيش النظامي، قال باراك، ومفهوم من تلقاء ذاته انه كان علي ان اعود، ولكن معظم الاخرين كانوا طلابا او متنزهين او مستثمرين. احد لم يهاتفهم،لم يصل الى اي منهم أمر استدعاء، ولكن صوتا داخليا استدعاهم. وقد ساروا لانه جاءهم الصوت وتصارعوا الواحد مع الاخر كي يدخلوا الى القائمة في مطار كيندي ليصلوا في الوقت المناسب كي يضعوا أنفسهم في الكفة.

تساءلت المرة تلو الاخرى، واصل الجندي الذي حصل على اكثر الاوسمة في تاريخ الجيش الاسرائيلي، ما هو سر الروح التي دفعتهم لان يسيروا في اعقاب الصوت كأمر مسلم به. “أوليست هذه ثمار روح الشراكة والمساواة التي كانت في حينه روح اسرائيل؟ روح الشعور باننا كلنا عائلة واحدة كبرى. ان لنا بيت وليس فقط مأوى فوق الرأس بل بيت، بالمعنى العاطفي، الانساني والحقيقي. مكان  في داخله تعرف انك حتى في اللحظات في الخلافات، حتى لو بقينا مختلفين، نحن نبقى هناك الواحد من أجل الآخر. وفي اللحظات الصعبة التي في المعارك نحن هناك الواحد من أجل الاخر، حتى الموت. إذ اننا اخوة”.

“هذه الروح العظمى”، أنهى رئيس الاركان الاسبق، “هي خلاصة انجاز الرؤيا الصهيونية –  الديمقراطية. وهي المرسىى للامن، للامل وللمستقبل. هذه الروح – المنفتحة والحرة وفي نفس الوقت الدافئة والمنصتة، ملزمة ومعانقة  – علينا أن نحميها من كل ضر وبكل ثمن”.

سنتان فقط مرتا منذ تحدث رئيس الوزراء الاسبق هكذا – وكأن أبد مَر. في هذا الخريف الرهيب، للوباء الخارجي والوباء الداخلي، تبدو اقواله كبقايا الاسرائيلية. كلماته تقرأ كتأبين مؤثر لاحساس الاتحاد العظيم الذي كان يفعم ذات مرة فينا، والذي حسب الخطيب نفسه “اذا لم  يكن موجودا، فحتى وجودنا سيكون في خطر جسيم”.

عندما شاهدت الفيلم القصير للمرة الرابعة أو الخامسة فكرت في أنه بين العائدين الى البلاد من التعليم في الجامعات الامريكية الفاخرة في يوم الغفران اياه كان ايضا  المقدم ايهود باراك والنقيب في الاحتياط بنيامين نتنياهو ايضا. وكذا ابن الرفاق استر واسرائيل بروك من مشمار هشارون. وكذا ابن تسيلا وبن – تسيون نتنياهو من القدس الجابوتنسكية، ممن دعاهما الصوت الداخلي، فسارا لانه دعاهما الصوت، والان يعرف احدهما رفيقه بانه دكتاتور والثاني يعرف رفيقه كصديق لشاذ جنسيا. أحدهما يسعى لان يسقط الثاني من الحكم من خلال انقلاب – في زمن – الوباء، والثاني يسعى لان يخلد حكمه من خلال اسكات الاحتجاج. ومعا يفككان العائلة، يخربان البيت، يقولان لنا كل يوم اننا لسنا اخوة نحن.

أبدا لن انسى حقوق ايهود باراك، وحقوق اسرائيل القديمة، المتنورة والاحتجاجية التي نشأ منها، وابدا لن انسى حقوق بنيامين نتنياهو، وحقوق اسرائيل الثانية، الجريحة والمتألمة التي يمثلها. ولكن ما حصل لهذين المقاتلين بين تشرين الاول  1973 وتشرين الاول 2020 هو مأساة اسرائيلية، وما يحصل اليوم بين اسرائيل الاولى واسرائيل الثانية هو مصيبة. وعليه فان علينا جميعنا ان نعود الى الاساسات، التي وصفها ايهود باراك بوضوح وبايجاز في خطاب خمس الدقائق. وعلينا جميعا أن نعيد تصميم اسرائيل التي يعرف شبابها كيف يعيشوا فيها معا ويكون شبابها جاهزين لان يقاتلوا في سبيلها معا. اذا أمتنا الصوت الاسرائيلي الواحد، الداخلي والعميق الذي في داخلنا – سنموت. لن تكون لنا حياة في هذه البلاد الصعبة دون احساس العائلة الواحدة والبيت الواحد – واخوة واخوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى