ترجمات عبرية

يديعوت: بدون سياسة اسرائيلية واضحة، ترامب يفتح قناة لحماس ويأخذ في يديه خيوط التحكم

يديعوت 11/3/2025، بن درور يميني: بدون سياسة اسرائيلية واضحة، ترامب يفتح قناة لحماس ويأخذ في يديه خيوط التحكم

الحزب الجمهوري، كما رووا لنا، في جيبهم. عصر جديد يبدأ. قبل كل شيء، وكيف لا، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. جمهوري أكثر من الجمهوريين. صحيح أنه خرق بقدم فظة إطار الحيادية الإسرائيلية بالنسبة للسياسة الامريكية، واغضب يهود الولايات المتحدة أيضا. لكنه اعتقد أن هذا سيكون مجديا. بعده يظهر ربيبه، رون ديرمر، امريكي أكثر مما هو إسرائيلي، علاقاته مع القيادة الجمهورية بعامة ومع محيط ترامب بخاصة، هي رمزه التجاري. وكي لا يكون ممكنا دق اسفين بين القدس وواشنطن فقد جندت الصحافية كارولين غليك، كي تكون مستشارة العلاقات الخارجية لرئيس الوزراء. غليك، أمريكية في الأصل، هي مؤيدة واضحة لدولة واحدة، من البحر حتى النهر. ولكن من جانب اليمين. مصدر مطلع قال لي انه ليس مثل غليك، المتفوهة الفائقة، مع علاقات وثيقة بهذا القدر مع اليمين الأمريكي. مع منتخب كهذا، فان التنسيق الكامل بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم يظهر ابدا واعدا بهذا القدر. 

وكحجم التوقعات يكون حجم خيبة الامل. هذه ليست إدارة معادية. بالعكس. فلا حاجة لتجاهل سلسلة خطوات هامة، من استئناف ارساليات السلاح، من فرض عقوبات على ايران، من التصميم لمكافحة اللاسامية المتنامية في الجامعات يحتمل ان هذه الأمور كانت ستحصل أيضا مع حكم آخر في إسرائيل. لكن لا شك أنه يوجد معنى للايديولوجيا المشتركة وللخط المباشر، المفتوح، الشخصي، متعدد القنوات، بين واشنطن والقدس.

لكن شيئا ما تشوش. محادثات مع حماس هي صفعة لنتنياهو وديرمر. سبق أن كانت إدارة جمهورية ادارت محادثات مع الفلسطينيين. وزير الخارجية الأمريكي في 1988 كان جورج شولتس القوي. ياسر عرفات كان يفترض أن يصل للخطابة في الأمم المتحدة. لا دخول، أوضح شولتس، الا اذا اعترفت بدولة إسرائيل. وليس مجرد هذا، بل كدولة يهودية. عرفات قال أمورا غامضة. لا، قال له شولتس، واملى عليه، كلمة كلمة، صيغة التصريح. وعرفات، بصوته، اعلن عن الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية. لم يخرج من هذا شيء. عرفات لم يقصد، وبعد وقت قصير من ذلك أيد اجتياح صدام حسين للكويت، وتسبب بنكبة أخرى، لان مئات الاف الفلسطينيين طردوا من الكويت. 

إذن ماذا حصل؟ ماذا تشوش؟ يخيل ان عصبة الجمهوريين الذين يسيطرون في إسرائيل أيضا نسوا أن الحديث يدور عن ترامب ذاته، ولنذكر مرة أخرى، الذي ادار المحادثات مع طالبان في 2019، ووقع على اتفاق انسحاب من أفغانستان في 2020. لان ترامب كان مفعما بالغاية. أراد ان ينهي الحرب الطويلة وباهظة الثمن. فالروس كانوا هناك قبل الولايات المتحدة، غرقوا في الوحل امام المجاهدين وانسحبوا مع الذيل بين الساقين. إسرائيل وجدت صعوبة في أن تستخلص الدروس من تلك الحروب امام منظمات إرهاب، واكثر من ذلك، وجدت صعوبة في أن تفهم بان ما فعله ترامب مع طالبان قد يفعله مع حماس. 

وبالاساس، نحن في حفلة تنكرية. فمنذ سنين وإسرائيل تدير علاقات وثيقة مع قيادة حماس، حتى وان كان فقط من خلال وسطاء. إسرائيل هي التي توصلت المرة تلو الأخرى الى اتفاقات مع منظمة الإرهاب، وإسرائيل هي التي اتاحت لحماس بالتعاظم الهائل. هذا كان يناسبها. فهل لإسرائيل مسموح ومحظور على الولايات المتحدة. الفارق الوحيد هو أن الولايات المتحدة اشاحت الأقنعة. 

ترامب بالذات منح يدا حرة لنتنياهو. إفعل ما تريد، قال له ومنحه أيضا الوسائل. ترامب عاد أيضا وأوضح بانه يريد تحرير المخطوفين. ترامب ورجاله لم يبدوا فقط عطفا على عائلات المخطوفين، مقارنة بنتنياهو، بل حتى عملوا اكثر كي يحرروهم. هذه ليس فقط إنسانية، بل مصالح إقليمية للولايات المتحدة أيضا، المصالح العالقة طالما لا يوجد حي لمشكلة المخطوفين والقطاع. 

لكن الأيام تمر ونتنياهو لا يفعل أي شيء. خرق الاتفاق مع حماس ورفض المواصلة الى المرحلة الثانية. على ما يرام أن تخرق اتفاق مع منظمة إرهاب. شريطة أن يكون البديل مجديا اكثر. فاي بديل عرضه نتنياهو؟ وقف التموين الإنساني، هذا لا يحرك ساكنا لزعماء حماس. بالعكس. هذا يعزز هوية الضحية التي يطورونها. هذا ليس ضعفهم. هذه هي قوتهم. وقف الكهرباء؟ يدور الحديث عن خط الكهرباء الوحيد المتبقي لغرض تحلية المياه. حسب شهادات مخطوفين عادوا، هذا سيؤثر على المخطوفين الذين على أي حال لا يحظون بماء مناسبة. إذن على ما يرام ان تعاقب الفلسطينيين. خسارة بعض الشيء ان هذه عقوبات تعد كالسيف المرتد. 

هذه هي الخلفية. كلما تبين لترامب أن في إسرائيل لا يوجد زعماء بل عصبة من الاغبياء – فقد فعل ما يعرف ان يفعله. ان يخرج عن القواعد. ان يفاجيء. وليس لان هذا كان مجديا. حماس هي الأخرى، مثل طالبان وعرفات قبلهم، مثلما اعترف امس وزير الخارجية ماركو روبيو، ليس فقط لا توفر البضاعة، بل توفر بضاعة معاكسة. اعتدال لا يوجد هناك. ولا يزال، الجمهوريون الإسرائيليون تلقوا الضربة. لان السياسة اهم من العلاقة الشخصية. وحين يكون بدلا منها لا يوجد الا سخافة، فلا يتبقى للإدارة الامريكية مفر، اخذت خيوط التحكم.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى