يديعوت / بائسو غزة – متى سيلقون بحماس؟

يديعوت – بقلم نوح كلينغر – 22/5/2018
لا حاجة لان يكون المرء خبيرا كي يفهم بان قطاع غزة هو أحد المناطق البائسة في العالم. ففي مساحة نحو 365 كيلو متر مربع يكتظ نحو مليوني نسمة جودة حياتهم – العمل، السكن، الصحة، البنى التحتية، الامن الغذائي وغيره – متردية حسب كل مقياس. وحسب توقعات الامم المتحدة، فانه حتى العام 2020 ستصبح غزة “غير مناسبة للسكن البشري”، ضمن امور اخرى بسبب الاكتظاظ والسكن الزائد.
ولكن كل هذا، من البطالة المستشرية وحتى الفقر المدقع، ليس المشكلة الاكبر لسكان القطاع. المشكلة الاساس لديهم هي حكم حماس الذي يقمع اغلبهم ويستثمر في السلاح وفي تشجيع ثقافة الموت بدلا من الحياة نفسها.
ولكن في نهاية المطاف، فان سكان القطاع هم المذنبون في وضعهم، حتى وان لم يقصدوا ذلك. ففي الانتخابات في غزة في العام 2006 نالت حماس الاغلبية، وبعد مواجهة عنيفة مع فتح أكملت سيطرتها على القطاع ف 2007. رجال ابو مازن طردوا، وسرعان ما فهم الغزيون بانهم اخطأوا في اختيارهم، ولكن هذا كان متأخرا.
على مدى السنين، عمل عشرات الاف الغزيين في اسرائيل ونجحوا في اعالة عائلاتهم بشرف، ولكن صعود منظمة ارهابية الى الحكم فيما تعلن بالفم المليء بان رغبتها ابادة اسرائيل أدى الى الوقف التام لتشغيل سكان القطاع في بلادنا. وبينما لا يقف القلق على رأس اهتمام قادة حماس برعاياهم، فان اسرائيل هي التي تحرص على نقل الحد الادنى اللازم للسكان كي يبقوا على قيد الحياة، كالكهرباء، الوقود، مواد البناء وغيرها. الجارة الاكبر من الجانب الاخر، مصر، تفتح وتغلق على التوالي منذ سنين بوابات معبر رفح امام الغزيين. اذا ارادت تمر البضائع، واذا لم ترد فان صنبور التوريد يغلق.
يجدر بالذكر ان غزة حظيت على مدى السنين بدعم دولي مالي هائل. فبعد الجرف الصامد مثلا، تم التبرع بـ 5.4 مليار دولار لاعمار القطاع. المال تبدد – ضمن امور اخرى تسلل الى جيوب كبار مسؤولي حماس – واعمال الترميم، اذا تمت، فكانت في الحدى الادنى. سكان مخيمات اللاجئين، الذين هناك من يقدر عددهم بنحو مليون، تلقوا الدعم عشرات السنين من وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) ولكن الدعم المالي لهم يقل لاسباب مختلفة. اما السلطة الفلسطينية من جهتها فلا تسارع، على اقل تقدير الى مساعدة الحكم الخصم في غزة.
سؤال الاسئلة هو كم من الوقت سيوافق سكان غزة البائسون على السماح لحماس بحكمهم. متى سيستيقظون ويتصدون للزعران الذين لا يسمحون لهم بحياة طبيعية؟ إذ فقط من خلال التمرد يمكنهم ان يطردوا اولئك الذين جلبوا عليهم الوضع الذي لا يطاق وغير الانساني هذا. وفقط بعد أن يسقطو بايديهم حكم حماس سيتمكنون من تنفس الصعداء وادارة حياتهم كما يفعل الناس الاحرار الذين يسيطرون على مصيرهم، فيتمتعوا بمساعدة واسعة وبشرعية دولية وكذا بالعودة للعمل في اسرائيل. ماذا تنتظرون يا سكان غزة؟