ترجمات عبرية

يديعوت: ايران تتملق ومصر صامتة

يديعوت 16-5-2023، بقلم سمدار بيري: ايران تتملق ومصر صامتة

من الصعب أن نتخيل كميات التزلف التي يصبها الآن كبار رجالات الحكم في إيران، وعلى رأسهم وزير الخارجية أمير عبد اللهيان، على مصر وعلى كبار رجالات الحكم فيها. “مصر دولة كبرى، ذات ثقافة عتيقة، قيادتها فاخرة وأناسها طيبون”، يعلن الوزير الإيراني على نحو مفاجئ. “لنا مصلحة خاصة لإعادة صيغة العلاقات بيننا”. وحسب رواية وزير الخارجية الإيراني، فإن قناة المحادثات بين مندوبين إيرانيين ونظرائهم المصريين فتحت في آذار في العراق، والمحادثات مستمرة الآن أيضاً، باتجاه استئناف العلاقات.

من المهم الانتباه إلى التوقيت: بعد لحظة من الإعلان عن وقف النار مع “الجهاد الإسلامي” (الذي يرتبط مثل “حزب الله” بإيران) يعلن وزير الخارجية الإيراني، وبعده عضوا البرلمان والمسؤول عن العلاقات الدولية في طهران، مدى اعتناء إيران وانكبابها على استئناف العلاقات مع مصر. ولمن نسي، يذكرون في الوقت نفسه باستئناف العلاقات مع السعودية. بمعنى أن السيسي ملزم بالسير في أعقاب ولي العهد السعودي الذي عين منذ سفيراً إلى طهران، وبعد قليل ستبعث طهران بممثل دبلوماسي إلى الرياض.

العلاقات بين مصر وإيران تجمدت فور اغتيال الرئيس أنور السادات. ودون المشاركة في الألعاب الدبلوماسية، اتهمت مصر إيران بالضلوع في عملية التصفية، التي تمت بالبث الحي والمباشر، في ظل مسيرة عسكرية كبرى. الرئيس السادات، في نهاية أيامه، منح الشاه الإيراني المنفي محمد رضا بهلوي رعاية محترمة في القاهرة. وعندما توفي بمرض السرطان، دفن في القاهرة باحتفال أثار غضب الحكم الإسلامي في طهران. وعندها، في رد لم تنتعش مصر منه حتى الآن، أعلن الحكم الإيراني عن تسمية شارع مركزي في طهران على اسم خالد الإسلامبولي، قاتل السادات. جهود مصر بإلغاء اسم الشارع ردها الجانب الإيراني بأياد فظة. ومؤخراً، بعد قرابة 50 سنة، أزالوا أخيراً يافطة الشارع لأجل الاستعداد لاتصالات رسمية مع القاهرة.

وزير الخارجية الإيراني الذي يتصدر حملة التزلف، يتحدث عن “إرادة” و”تصميم” وعن “أنا العظيم” في استئناف كامل، وقريب جداً، للعلاقات مع مصر، بسبب مكانتها المركزية في العالم العربي. لكن مصر لا ترد. نسمع هنا وهناك تقارير في قنوات التلفزيون عن “استقلالية” مصر في اتخاذ القرارات وعن “عدم وجود قرار نهائي” في موضوع العلاقات مع إيران. واضح أن علاقات كاملة ربما تؤدي إلى تدخلات من جانب طهران في شؤون مصر الداخلية وفي علاقاتها الخارجية. وكذا – وهذا لا يقل أهمية – عرقلة صيغة العلاقات مع إسرائيل. واضح للرئيس السيسي ولرئيس المخابرات المصري بأن إسرائيل لا تعتزم المرور مرور الكرام على استئناف كامل للعلاقات مع طهران.

محللون كبار في طهران يقفون ضد الولايات المتحدة التي أوقفت الإجراءات حيال إيران بعد أن تلقت من الاستخبارات الإسرائيلية تقارير سرية عن استمرار النشاطات النووية الإيرانية. وحسب السيناريو الإيراني، فإن أسس الجهود تتقدم الآن في الإعلان عن تبادل السفارات وبعدها يخطط للقاء بين وزيري خارجية الدولتين. تأتي لحظة النهاية في لقاء “نحن الآن نعمل عليه”، بزعيم وزير الخارجية الإيراني، بين الرئيس رئيسي والرئيس السيسي.

مصر تصمت. وزير الخارجية الإيراني يسميها “الدولة الشقيقة والصديقة الغالية” ويطلق وعوداً لمساعدة الاقتصاد المصري مع استئناف العلاقات. ثمة إسرائيليون يواصلون الوصول سرياً لمنع الخطوة. وأمس، أعلن مصدر رسمي كبير في القاهرة: “نحن بحاجة لمزيد من الوقت”. من جهة رد الحماسة والانبطاح (الاستثنائي بالتـأكيد من جانب إيران ومن جانب آخر) لم يقل إذا كانت العلاقات ستستأنف، وبأي ظروف، أو إذا كان “لا” على الإطلاق. كل الخيارات مفتوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى