ترجمات عبرية

يديعوت – المصلحة المشتركة

يديعوت– بقلم  سمدار بيري – 20/4/2021

الاسد نفسه لم يعرض بعد ترشيحه على الاطلاق ولكنه يعتزم الفوز بعظمة. ووفقا لكل المؤشرات فان النتائج تقررت منذ الان في مشاورات سرية مع روسيا وايران “.

ستجرى الانتخابات لرئاسة سوريا في الشهر القادم، ولكن في هذه الاثناء لا توجد حتى الان حملة انتخابية في وسائل الاعلام او في الشوارع، وليس واضحا ايضا اذا كان التصويت سيتركز في سؤال “بشار الاسد – نعم أم لا؟” ام أنه سيظهر اثنان أو ثلاثة مرشحين آخرين يمنحوا التصويت نكهة ديمقراطية مزعومة.

من يمكنه أن يتنافس؟ يجب أن يكون ابن 40 على الاقل. يحمل الجنسية السورية من جهة الابوين، بلا ملفات جنائية وغير متزوج من مواطنة اجنبية. كما أنه يجب أن ينال تأييد 35 نائبا برلمانيا في دمشق وان يثبت انه سكن في العقد الاخير في سوريا. هكذا يسد الطريق مسبقا على المعارضة، وعن ترشحي الفارين من حرب السلطة ضد مواطنيها. وتصف المعارضة السورية هذه الشروط كـ “نكتة بائسة”، وبالتوازي يضيف سفير  سوريا في موسكو رياض حداد بان الانتخابات ستجرى هذه المرة “بشكل مفاجيء”، بسبب الكورونا ولا يوجد بعد موعد ملزم.

الاسد نفسه لم يعرض بعد ترشيحه على الاطلاق ولكنه يعتزم الفوز بعظمة. هذه ستكون ولايته الرابعة، رغم أن الدستور يقيدها بولايتين فقط. ووفقا لكل المؤشرات فان النتائج تقررت منذ الان في مشاورات سرية مع روسيا وايران، التي تنشغل الان في  المفاوضات الاولية مع الولايات المتحدة.

الرئيس جو بايدن لا يهتم بسوريا بحد ذاتها – فبتقدير محافل استخبارات امريكية، اذا ما تحققت نتائج ايجابية مع ايران، فان سوريا وحزب الله في لبنان سيهدآن. وعلى هذه الخلفية نشأ قاسم مشترك بين  الولايات المتحدة، اسرائيل، ايران وروسيا: كل واحد منهم، لاسبابه، معني بتواصل الحكم السوري، بلا مفاجآت.

من ناحية اسرائيل، فان الاسد هو أفضل الشرور، واذا كانت تريد ان تواصل الهجوم في سوريا على قواعد عسكرية إيرانية، فمن الأفضل لها أن يبقى الرئيس المعروف والا تنشب ثورة مضرجة بالدماء تؤدي الى تدخلات اقوى من جانب روسيا، ايران وتركيا. نعم، تركيا قلقة بالتأكيد، واردوغان يعد كمن من شأنه في كل لحظة أن ينزل أمرا بغزو عميق.

بالاجمال، يشعر الأسد بالارتياح. في تقويمات الوضع ينكشف نشاطه الخاص: عندما لا ينجح مع الإيرانيين يسارع الى التوجه الى رجل الاتصال الروسي، وعندما لا يحصل على ما يريد من الروس يحرص على ان يجلب اليه رجل الاتصال الإيراني الذي يتصل بخامينئي في طهران. روسيا، بعد خمس سنوات تواجد في سوريا تمنع حكم الاسد من الانهيار – وإسرائيل لن تنفذ هجوما واسعا  من شأنه أن يخرق هذا التوازن. وبالمقابل، لا يحق لسوريا العودة الى حضن العالم العربي، ولكن ثلاث إمارات في الخليج الفارسي – عُمان، أبو ظبي ودبي – بعثت ببرقيات تهنئة للاسد وتمنت يوم استقلال سعيد في “عيد الجلاء”، احياء لذكرى خروج الفرنسيين من سوريا.

ويتبقى موضوع أخير: الأسد ومساعدوه الكبار يتجاهلون مشكلة اللاجئين السوريين: فما لا يقل عن  5.5 مليون لاجيء يتواجدون في تركيا، في الأردن، في لبنان وفي مصر، مسجلون كمواطنين في دولتهم ولا يحملون بالعودة طالما بقي بشار واخوه ماهر يديران الحكم بوحشية. على هذه الخلفية تلوح ظاهرة مذهلة لالاف اللاجئين الذين يتوجهون لإسرائيل ويطلبون “خذونا”. القصة عن المرضى من سوريا الذين تعالجوا عندنا صار لها جناحين وانبتت أملا، ولكن إسرائيل في هذه الاثناء تصر على الرفض.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى