ترجمات عبرية

يديعوت: المخطط أهون الشرور

يديعوت 3/6/2024، ناحوم برنياع: المخطط أهون الشرور

لو كان خطاب بايدن فيلما سينمائيا لكان بدأ بجملة “بالهام قصة حقيقية”: يوجد قرب ثابت بين المخطط الذي اقر في كابنت الحرب والمخطط الذي عرضه بايدن في يوم الجمعة، لكن في كل ما يتعلق بالجوهر اخذ بايدن لنفسه حرية إبداعية بعيدة المدى. هكذا تصرفت إدارات أمريكية في الماضي وهكذا اليوم أيضا: حيال حكومات إسرائيلية تراوح في المكان، مشلولة بسبب ضغوط داخلية متضاربة او طموحات رؤسائها، فانهم يعرضون صيغتهم لما تريده إسرائيل. 

في اثناء حرب يوم الغفران وبعدها اقتاد وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر حكومة إسرائيل الى وقف النار، انهاء الحرب والانسحاب في سيناء في يد فنان. عندما نشأت الحاجة صور مطالب الأطراف، بما في ذلك مطالب كابنت الحرب لغولدا. “بالاحابيل تنهي حربا”، هكذا سمي الكتاب الذي كتبه الدبلوماسي مارتين ايندك، بتعاون مع كيسنجر، عن الطريق الملتوية التي أدت من الحرب الى السلام. هذا بالضبط ما يحاول بايدن عمله الان. 

نتنياهو يعرف الشعور: قبل أربع سنوات، في مؤتمر صحفي عاجل، على سطح اعد على عجل في رمات غان، عشية الانتخابات، اعلن عن ضم أجزاء من الضفة. لجارد كوشنير، صهر الرئيس ترامب كانت أفكار أخرى. الضم لم يكن: اتفاق مع الامارات وقع، لمنفعة كل الأطراف. الضم نسي: كوشنير فقط يتذكره. 

شيء ما في خطاب الرئيس لا يستوي، قال المتظاهرون الذين ملأوا في منتهى السبت الميادين. بايدن يدعو مواطني إسرائيل للضغط على حكومة إسرائيل لقبول مقترح حكومة إسرائيل. كيف يمكن لهذا ان يكون؟

في عائلات المخطوفين فهموا الحيلة. ولهذا فقد قرروا ان يسموا المخطط الذي عرضه بايدن “مخطط نتنياهو”، “مقترح نتنياهو”، “صفقة نتنياهو”. شاء أم أبى، المخطط سيسجل على اسمه، وكذا التهمة. 

الفجوة بين المقترح الإسرائيلي كما فسره بايدن والمقترح الإسرائيلي كما فسره نتنياهو يتركز في انهاء الحرب – ليس موضوعا بسيطا. بايدن يوثق العلاقة بين وقف النار المؤقت في المرحلة الأولى، الإنساني والانهاء التام للحرب في المرحلة التالية. انهاء الحرب ضروري ليس فقط لاجل الحصول على موافقة حماس للصفقة بل وأيضا لاجل شق الطريق للتطبيع مع السعودية، ائتلاف إقليمي ضد ايران وإقامة مجمع دولي لاعمار غزة. هذه هي الخطوة الاستراتيجية لامريكا.

اما نتنياهو فيسعى الى جدول اعمال معاكس. استمرار الحرب هو خطوته الاستراتيحية: فهو لا يمكنه أن يسمح لنفسه ان يؤيد مخططا يتحدث صراحة عن انهاء الحرب. “نتنياهو”، قال لـي إسرائيلي كان مشاركا في المفاوضات، “قال نعم فقط عندما كان لديه أساس للافتراض بان حماس ستقول لا. فقد عول على السنوار”. 

هكذا، الى أن القى بايدن خطابه واجبر نتنياهو على أن يكشف نواياه الحقيقية. مخطط بايدن ليس نقطة انطلاق، هذه كانت كلمات “البيان بالانجليزية لمكتب رئيس الوزراء، والذي نشر في السبت. نتنياهو كفيل بان يغير رأيه لكن هذا لن يحصل الا بعد أن يمارس عليه ضغط شديد، من الداخل ومن الخارج. 

في 7 أكتوبر وقعت إسرائيل في حفرة عميقة. والوضع تفاقم فقط منذئذ، في كل الجبهات. المحللون يتحدثون عن سلم يفترض أن ينزل نتنياهو عن الشجرة، لكن التشبيه غير ناجح. هو في حفرة، الى جانب تسعة ملايين إسرائيلي آخرين، وما يقترحه بايدن علينا هو سلم للصعود من هناك. ليس سلما يضمن يقينا – مخططه هو في افضل الأحوال اهون الشرور – لكن لا يبدو أنه يوجد سلم آخر. “انتم تلعبون الان في كازينو ليس فيه آلات كسب”، قال لي صديق امريكي. “خذوا ما يوجد وارحلوا”. 

في جلسة الكابنت الموسع صباح يوم الجمعة طرح الوزراء مطالب: كل وزير ومطالبه. واحد طلب قتل السنوار؛ واحد طلب التمترس الى الابد في محور فيلادلفيا وباقي القطاع؛ ثالث تساءل لماذا نحن لا نحتل جنوب لبنان؛ رابع اقترح تصفية الحوثيين في اليمن وخامس شن حرب ضد ايران. في النهاية تبين ان الجميع يتفقون على امر واحد: لا حاجة لزيادة ميزانية الدفاع. 

هذا كابنت غير جدي على نحو ظاهر، صبياني، هواشي وفي اطرافه خطير ومسيحاني. لا يمكن الاعتماد عليه. ليس خيرا ان إسرائيل تضطر الى زعيم اجنبي كي تصحو، لكن مقايسة بالمشاكل الأخرى التي علقت بنا منذ أكتوبر هذا هو الجانب الأكثر صغرا.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى