يديعوت: الفأر الذي زأر: نتنياهو، من الذي تهدده بالضبط؟
يديعوت أحرونوت 26/3/2024، بن – درور يميني: الفأر الذي زأر: نتنياهو، من الذي تهدده بالضبط؟
نتنياهو على حق، قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة الداعي لوقف النار عار، هذه ليست دعوة لإحلال السلام ولا لوقف سفك الدماء، بل دعوة تمنح حماس تسويغاً لمواصلة سيطرتها في قطاع غزة. هذا قرار دعم فيه الجسم الدولي الأهم منظمة الإرهاب الأكثر إجرامية. وهو قرار لا يعتقد أحد من خلاله بأن هيئات الأمم المتحدة نزيهة أو محبة للسلام أو معارضة للإرهاب. العكس هو الصحيح؛ في كل هذه الهيئات أغلبية تلقائية لدول ظلامية، وإسرائيل دولة مع عدد تمديدات أكبر، هي أكثر من كل دول العالم معاً، في هذه المؤسسات مزدوجة الأخلاق.
لكن الهيئة الأهم من بين المؤسسات الدولية في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، التي لقراراتها معنى تصريحي، بل وعملي في ظروف معينة، تشمل كوابح أيضاً. للأعضاء الخمسة الدائمين حق فيتو، وهذا حق تستغله دول ظلامية بين الحين والآخر، الصين وروسيا مثلما رأينا فقط قبل بضعة أيام، في ضوء مشروع قرار الولايات المتحدة لوقف النار والذي تضمن مطالبة بإعادة المخطوفين. عندما تستغل الولايات المتحدة حق الفيتو، فإنها تفعل ذلك دوماً تقريباً لأن هذا محق. وهي تفعل هذا لأنه السبيل الوحيد لمكافحة الأغلبية الظلامية.
قبل أكثر من شهر، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار تقدمت به الجزائر، دعا لوقف النار دون تحرير المخطوفين. غني عن البيان أنه كان قراراً لخدمة حماس ولأجلها. 13 دولة أيدته. دول غربية أيضاً. بريطانيا امتنعت. وهذا لا يقلل من مستوى العار. مرت أسابيع قليلة وأجرت الولايات المتحدة انعطافة، لم تستخدم الفيتو. وهذا يرفع مستوى العار.
إذن ما الذي تغير؟ الأزمة المتعمقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أو للدقة الأزمة بين الولايات المتحدة ونتنياهو. وهذا ليس مهماً إذا كان نتنياهو محقاً موضعياً؛ وهو محق. فالأهم أن نتنياهو، بطريقة تثير الكثير من التساؤلات، بذل كل جهد مستطاع في الأسابيع الأخيرة لتعميق الخلاف مع الولايات المتحدة. كل مبادرة أمريكية اصطدمت بالرفض، بل وبنبرة مغيظة وموبخة. هذا لا يعني أن الولايات المتحدة كانت محقة في كل طلب لها، لكن الولايات المتحدة سند دعم. الولايات المتحدة بعثت بقطار جوي، وكل اقتصاد الذخيرة الإسرائيلي سينهار بدون توريد جارٍ من الولايات المتحدة. وحتى لو كانت الولايات المتحدة ساذجة بعض الشيء في الموضوع الفلسطيني، فإنها تريد مصلحة إسرائيل. تريد الصفقة الكبرى التي تتضمن تطبيع إسرائيل مع السعودية، تريد جبهة تضم الدول العربية المعتدلة وإسرائيل ضد محور الشر الإيراني. وماذا يقول نتنياهو: لا. لا. لا. هو يخيفنا بـ “دولة فلسطينية”. يحاول خلق انطباع بأن ها هو يحصل إذا لم يحمِ هو إسرائيل. وكل خطواته تعمق الضرر لإسرائيل. كيف يعتزم تعزيز الدفاع عن إسرائيل، وقدرتها على القتال، دون مساعدة أمريكية. فمن يخادع؟
أمس، تسامى نتنياهو على نفسه. هدد الولايات المتحدة بأنها إذا لم تستخدم الفيتو فلن يسمح لوفد التنسيق، برئاسة رون ديرمر وتساحي هنغبي، بالإقلاع إلى الولايات المتحدة. الفأر الذي زأر. فمن يهدد. إسرائيل ليست جمهورية موز. ليست سوى دولة متعلقة بالولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة ليست جمهورية موز لإسرائيل. نتنياهو تشوش قليلاً. إسرائيل تحتاج إلى الولايات المتحدة كي تعمل في رفح. وبالأساس: أي إسرائيل أقوى… تلك الموجودة في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، أم تلك التي تنسق معها، في موضوع رفح أيضاً؟
كل من هو قلق على المصالح القومية، عليه أن يسأل نفسه: كيف حصل أن الحرب الأكثر عدالة والتي حظيت بالتأييد الدولي الأوسع ضد منظمة الإرهاب الأكثر إجرامية، تصبح الانهيار السياسي الأكبر في تاريخ إسرائيل. يحاول نتنياهو التنكر للمسؤولية في كل ما يرتبط بالمفهوم الذي أدى إلى 7 أكتوبر… لست المسؤول، بل هم. يحاول أن يتهم المحتجين، وقيادة الجيش، والمعارضة، ومؤيدي أوسلو، ولا بد أن يصل إلى بن غوريون. الكل مذنب ما عداه. ربما سيتهم نتنياهو أو أحد ما من مؤيديه بهذا الشأن أيضاً؛ شيكما بارسلر، مثلما باتت محافل لاسامية تتهم اليهود بما حصل مساء الجمعة في موسكو. أصبح التنكر للمسؤولية لدى نتنياهو سياسة. لكن كفى. يكفي. نحن في الدرك السياسي الأخطر. هذا كان واضحاً من الأسبوع الأول بأن النصر في المعركة قد ينتهي بهزيمة في الحرب. نتنياهو يصر على حدوث هذا.
يا سيد نتنياهو، ربما تكون لك نوايا طيبة، وربما تريد عرض موقف غير مساوم في وجه الإرهاب، لكن شيئاً ما في تفكيرك تشوش. الائتلاف مع بن غفير وسموتريتش جعلك واحداً منهم. هذا سيئ لإسرائيل التي تقودها من إخفاق إلى إخفاق. يمكننا أن ننتصر معاً. ملزمون بالنصر. ولكن احتمال النصر آخذ في التضاؤل معك. رجاء، ارحل.