يديعوت: العودة الى جباليا
يديعوت 13/5/2024، يوآف زيتون: العودة الى جباليا
قبل أربعة أشهر أعلن الجيش الإسرائيلي بانه سيطر على جباليا، المدينة الثانية في حجمها في شمال قطاع غزة، لكن يتبين ان هذا الإنجاز كان مؤقتا فقط. في الليلة التي بين أول أمس وأمس، تحت غطاء هجمات “الاحزمة النارية” المسبقة من سلاح الجو، عادت قوات من فرقة 98، التي كانت مخصصة للعمل في رفح، الى المعقل المتشدد لحماس في المدينة المجاورة للحدود مع إسرائيل.
قد يكون الجيش الإسرائيلي يحتل ويطهر لكن لا يوجد أي شيء يمنع رجال حماس من العودة مع نهاية الاعمال. وهكذا، استأنف المخربون نار الصواريخ من منطقة جباليا الى سديروت المجاورة والى عسقلان. على مدى اليوم الأخير كانت اكثر من عشر مقذوفات من هناك. معظمها اعترض او سقط في أراض مفتوحة لكن احد الصواريخ أصاب مباشرة مبنى في عسقلان، أصاب بجراح طفيفة ثلاثة مواطنين والحق ضررا جسيما بشقة. ما لا يقل عن خمسة صواريخ أخرى اطلقت من رفح نحو كرم سالم وسقطت في أراض مفتوحة او اعترضت. وذلك بعد النار من رفح الى بئر السبع في نهاية الأسبوع.
على نحو يشبه الاجتياح الذي تجريه لليوم الخامس في حي الزيتون في جنوب مدينة غزة والتي تنفذها قوات من فرقة 99 فان الاجتياح لجباليا أيضا سيتواصل لعدة أيام. تجري الاعمال بالتوازي مع اخلاء اكثر من 100 الف غزي من المدينة، تبقوا هناك كنازحين. واختلط رجال حماس بينهم وعادوا لادارة الأمور، عسكريا ومدنيا.
نتيجة نقل القوات هي انه في المركز الثالث النشط للقتال، تواصل قوات فرقة 162 – مع لوائين فقط جفعاتي ولواء 401 من المدرعات – العملية المحدودة قرب جدار الحدود لمنطقة معبر رفح دون الاقتراب من المدينة نفسها. في الجيش حدثوا امس المعلومات عن فوهات أخرى وجدها الجنود ودمروها وان عشرة مخربين خرجوا من احد الانفاق وهم مسلحون. استدعى المقاتلون على الأرض المساعدة الجوية ووصلت طائرة وصفت المخربين. بالاجمال، حسب معطيات الجيش، تم الهجوم على نحو 150 هدفا من الجو في اليوم الأخير بما في ذلك في المناطق التي لا يعمل فيها الجيش الإسرائيلي بريا.
في فرقة 162 لا يزالون ينتظرون إذن المستوى السياسي للعمل في رفح نفسها. هذا لن يكون سهلا. فالى جانب جملة من انفاق تهريب السلاح من سيناء التي يمكن للمخربين أن يختبئوا فيها، يوجد أيضا نحو مليون غزة لم يتركوا المكان بعد. اخلاء جزئي بدأ فقط من احياء الغلاف خارج المدينة الجنوبية في القطاع.
في الجيش يشرحون بان الواقع في جباليا سيكرر نفسه في أماكن أخرى اذا لم يطرأ تغيير جوهري في المستوى السياسي. وشرح مصدر رفيع المستوى وقال انه “طالما لا يوجد في القطاع حكم آخر ليس حماس، سنجد انفسنا ننجر الى واقع نعود فيه المرة تلو الأخرى الى الاحياء التي سبق أن احتليناها – لكن حماس عادت اليها”.
وكان وزير الدفاع يوآف غالنت اقترح قبل خمسة اشهر خطة تمنع هذه الدائرة: نشطاء فتح الذين لا يزال الالاف منهم يعيشون في القطاع يحكموه مدنيا ويكونوا مسؤولين أيضا عن حفظ النظام بينما الجيش الإسرائيلي يسيطر امنيا – مثل نموذج الضفة. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض هذه الخطة بضغط من الوزيرين سموتريتش وبن غفير.