يديعوت: العدو المشترك لإسرائيل و«حماس»
يديعوت 15-3-2024، آفي يسسخروف: العدو المشترك لإسرائيل و«حماس»
تصفية رئيس عائلة دغمش في قطاع غزة على ايدي “حماس”، وعلى ما يبدو أيضا رئيس عشيرة الكفارنة (من العشائر الكبرى في شمال القطاع في منطقة بيت حانون)، تثبت كم هي فكرة “حكم العشائر” في غزة فارغة المضمون. هذه فكرة هاذية تستهدف أساسا منع شيء واحد: بحث حقيقي في حلول واقعية اكثر للقطاع، في إطار “اليوم التالي” للحرب في القطاع.
المشكلة الكبرى لدولة إسرائيل هي أن الفكرة الوحيدة التي يمكن أن تعتبر واقعية هذه الأيام – أي إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، بعد الإصلاح، لإدارة الشؤون الجارية لسكان القطاع – رفضها تماما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأسباب حزبية. بيبي يخاف من رد سموتريتش وبن غفير ولهذا يرفض رفضا باتا البحث في أفكار يطرحها عليه جهاز الأمن والإدارة الأميركية، مثلما كشف هنا، امس، نداف إيال.
عمليا، رفض نتنياهو هذه الفكرة، مثل ما هو أيضا رفض البحث بشكل جدي في “اليوم التالي”، يوضحان كم يواصل بيبي و”حماس” القتال ضد عدو مشترك – السلطة الفلسطينية – تماما مثلما فعلا حتى 7 أكتوبر. بيبي، الذي خط على علمه على مدى السنين سياسة “إضعاف السلطة وتقوية (حماس)”، يواصل عن وعي إضعاف السلطة ويواصل عمليا تقوية “حماس” طالما لا يجد لها بديلا سلطويا. ويجب ألا يكون هناك أي شك، السلطة الفلسطينية أو “فتح” هما التهديد الأكبر على حكم “حماس” في غزة. لا إسرائيل ولا حتى الجيش الإسرائيلي.
هدف “حماس” في مجرد الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر لم يكن فقط قتل الإسرائيليين بل أيضا المس بما تبقى من السلطة الفلسطينية المستضعفة والتأييد المتهالك لها ولـ”فتح”. لقد كان الهدف الإثبات بأن حكم “حماس” في القطاع يمكنه أن يهزم إسرائيل، ويؤدي إلى حرب إقليمية بل والى النجاة منها وتحقيق التحرير للسجناء. إذا ما قام في قطاع غزة حكم بديل، فالمعنى هو هزيمة شديدة لـ”حماس” وعمليا هزيمة نكراء في الحرب كلها. طالما لم يقم حكم بديل فإن معنى الأمر هو أن “حماس” باقية ومنتصرة.
إن الفكرة الإسرائيلية التي انكشفت، امس، بشأن النية لتدريب بضعة آلاف من رجال “فتح” تحت قيادة وإشراف رئيس المخابرات الفلسطينية العامة ماجد فرج تلقت تأييدا من جهاز الأمن لأسباب مبررة. أولا، غياب البديل. بمعنى أن ضرب “حماس” في شمال القطاع وفي مدينة غزة لم يؤد إلى التفكك الحقيقي لـ”حماس”. صحيح أن المنظمة تضررت بشدة لكنها تنجح في مواصلة فرض رعبها على سكان القطاع، سلب المساعدات التي تأتي إلى غزة وفي حالات معينة، قتل رؤساء عشائر إشكالية مهما كانت قوية. لا يمكن لأي جهة أخرى لا في داخل القطاع ولا من خارجه أن يتحدى “حماس” في هذه اللحظة، رغم الضربة الشديدة للمنظمة.
ثانيا، ماجد فرج معروف في إسرائيل وفي الإدارة الأميركية أيضا كرجل جدي جدا، تمقته “حماس”. التفكير الإسرائيلي بأن قوات امن فلسطينية ستتدرب في الأردن تحت إشراف أميركي وقيادة رجل يعارض بشدة العمليات يبدو بالتأكيد كفكرة يجب ومن المرغوب فيه التفكير فيها، وبالتأكيد مقارنة بالفوضى، بحكم “حماس”، بحكم عسكري إسرائيلي أو بمواصلة الوضع الحالي على الأرض. غير أنه كما اسلفنا، الواقع الأمني في جهة والاعتبارات الحزبية لنتنياهو في جهة أخرى. وهذه الأخيرة، تأتي دوما أولا.