ترجمات عبرية

يديعوت: السبت الأسود وتغيرات فـي مـركـزهـا الـسـعـوديـة

يديعوت ١٦-١٢-٢٠٢٣، ناحوم برنياع: السبت الأسود وتغيرات فـي مـركـزهـا الـسـعـوديـة

“أمامنا فرصة نادرة”، هكذا وعد اعلان في الشبكة قبل بضعة أيام. “مع جنودنا العائدين بفخار الى مواقعنا في الجنوب سنعمد الى إضافة الف علم إسرائيل على مواقع في قطاع غزة. كل علم يكلف 18 شيكلا. للتبرع اضغطوا هنا”. من خلف الإعلان تقف حركة “ريبونوت” (سيادة) التي لم اسمع عن وجودها حتى هذا الأسبوع. قيادة الحركة هما ناديا مطر ويهوديت كتسوفار، شخصيتان ملونتان من تظاهرات المستوطنين قبل 30 سنة. وتدعو الحركة الى “عودتنا الكاملة، السيادية والأخلاقية الى غزة”. أقترح الا يسارع احد الى الهزء من هاتين الامرأتين. ذات يوم سنكتشف انهما تتحدثان من حلق رئيس الوزراء.
70 يوما تتواصل الحرب في غزة. وهي أطول، اصعب وأعند مما تصور أي من الحكومة او الجيش. وهي تجلب معها وفرة من مظاهر البطولة، التضحية، التضامن؛ تجند وطني كامل والى جانبه سياسة تهكمية وعبث. في الجيش يفهمون بان الزمن ينفد. الاميركيون يضغطون للانهاء، لكنهم ليسوا الضاغطين الوحيدين. فالاحاديث عن تصفية حماس استبدلت باحاديث اكثر واقعية، عن سحق أساس قوتها المقاتلة، بما في ذلك معظم سلسلة القيادة، وتفكيك جزء من البنى التحتية للارهاب. يحتمل ان هذه كانت توقعات محافل في الجيش منذ البداية، لكنها غرقت في خطاب التصفية لدى المستوى السياسي وفي المناجيات الحماسية للجنرالات في الاستديوهات.
النصر، قال لي هذا الأسبوع ضابط كبير، سيكون في عودة السكان الى بيوتهم في الغلاف. لشدة الأسف، هذا أيضا لا يزال بعيدا عن متناول اليد. سأحاول ترتيب الوصف لبضعة احداث في الجبهة هذا الأسبوع. فالمعركة على البيت في قصبة الشجاعية، في شمال القطاع، كانت بطولية. تسعة ضباط ومقاتلين قتلوا فيها وأصيب سبعة، معظمهم من لواء جولاني. احد كبار الضباط الذين كانوا هناك روى لي ما رآه: بيت شبه مدمر، تمترست فيه خلية لحماس، فوق الطابق الأرضي. عندما اقتحمت القوة وجدت نفسها في منطقة إبادة.
ان التخوف الذي أثار قادة جولاني كان من اختطاف مقاتلين. لديهم صدمة من الاختطاف، قال الضابط. قائدا كتيبتين قائد كتيبة 13 تومر غرينبرغ وقائد كتيبة السييرت اقتحما، الأول في المدى والثاني خلفه. العقيد اسحق بن بست، الذي انضم الى غرفة عمليات جولاني، قتل بصاروخ آر.بي.جي. وعندما سكتت النار، كانت القوة حبيسة في بيت مخلى. وعندها يتبين أن قائدي الكتيبتين قتلا. وروى الضابط يقول: “فور المعركة استعدت سرية من جولاني لمواصلة القتال. كل الاحترام لهم”.
لماذا لم تدخلوا دبابات، سألت. لأن الازقة في القصبة ضيقة، قال. الدبابة لا يمكنها أن تدخل. وفي حكمة متأخرة، قال، كان يمكن عمل هذا بشكل مختلف. لكن في المعركة لا توجد حكمة متأخرة.

في الطريق إلى بيبيستان
الجيش الإسرائيلي لم يحتل خان يونس. سيطر على بني سهيلة المجاورة وعلى الاحياء الشرقية من المدينة. اما مركز المدينة فبقي كما كان.
الامل هو انهاء المعركة ضد حماس في شمال القطاع في غضون بضعة أيام. وتتفكك الكتائب المنظمة. هذا لا يعني انه يمكن اخذ الأولاد الى نزهة هناك؛ ولا الى خان يونس أيضا. هذا لا يعني أن المخطوفين سيتحررون، النظرية التي تقول انه كلما ازداد الضغط على حماس ستخف حدة موقفها في المفاوضات – لا تتحقق حاليا. فحماس يمكنها ان تسمح لنفسها بالعناد، بينما وضع المخطوفين يزداد سوءاً.
ان دولة تسعى لان تهزم في الحرب دولة مجاورة، تخطط مسبقا ماذا سيحصل هناك في اليوم التالي، من سيحكم، من سيقدم الخدمات. نتنياهو منع نقاشا في الكابينت على مدى أسابيع طويلة. اما الان فهو يتحدث عن الموضوع كل يوم.
على افتراض ان حماس لن تحكم في غزة، فان الخطر الأول هو أن تحكم القطاع الفوضى، شيئا ما يذكر بالصومال. مليون نسمة سيعيشون في الشوارع، سيسرقون وينهبون كل ما يلوح لهم، سيطلقون النار في كل صوب، سيقتحمون الحدود الى إسرائيل والى مصر.
وحدها مرجعية سلطوية يمكنها أن تمنع الفوضى. الإدارة الاميركية تعمل بكد، حاليا بدون نجاح، على إقامة تجمع دولي مؤقت. كل الشركاء المحتملين يتمنون اللحظة التي يحكم فيها فلسطينيون غزة. فهم الوحيدون المستعدون لان يتقدموا الى العطاء. كل فلسطيني يتبرع للمهمة سيكون مرتبطا إما بالسلطة أو بحماس او بكليهما. لا يوجد فراغ.
الخطر الثاني هو أن تولد الحرب حكومة مشتركة، للسلطة وحماس، مثل الحكومة التي قامت وسقطت في 2014. في الغرب سيحبون الفكرة: مصالحة وطنية، حكومة وحدة، عناقات، قبلات. عمليا، النموذج اللبناني سينسخ هنا: منظمة إرهابية ستحكم غزة والضفة على حد سواء.
“لن تكون حماسستان في غزة”، يقول نتنياهو. “فتحستان أيضا لن تكون”. وقد أجرى هذا الأسبوع عرضا امام الجمهور، سار وهو يحمل الميكروفون، مثل الفكاهي، سأل أسئلة وأجاب بنفسه. هو لم يقل ما الذي سيكون فعلا.
هذا هو الخطر الثالث: لا الفوضى، لا حماسستان، لا فتحستان بل بيبيستان: خليط من كل هذا مع جنود الجيش في الوسط، حاضرين غائبين. العودة الى غزة: ليس طواعية، بل اضطرار.
إدارة بايدن ملت. الصور من غزة تلحق بها ضررا انتخابيا في سنة انتخابات؛ المواجهة العملية مع نتنياهو تضعفها في المنطقة. للزيارة الثلاثية لكبار رجالات الإدارة الى هنا يوجد معنى واحد: انذار. في البيت الأبيض اجري في نهاية الأسبوع نقاش ثاقب عن استمرار القطار الجوي الذي ينقل السلاح الى إسرائيل. لا توجد وجبات بالمجان، تقول إدارة بايدن لنتنياهو.
الجدال الحقيقي مع بايدن ليس على مدة الحرب. في مركزه توجد السعودية: هي تشترط تقربها من أميركا، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل، استئناف حل الدولتين. الامارات تسير في اعقابها. بالنسبة لبايدن هذه استراتيجية؛ بالنسبة لنتنياهو، سياسة؛ ولهذا يطالبه بايدن بتغيير تركيبة حكومته. احداث السبت الأسود قربت دول النفط في اعقابها بايدن من رؤيا دولة فلسطينية. الاحداث اياها أبعدت عن الرؤيا إياها معظم الإسرائيليين. مفارقة، مأساة على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى