ترجمات عبرية

يديعوت: الدور الـروسي في تـشدد حركة حـماس

يديعوت 10-6-2024، سيفر بلوتسكر: الدور الـروسي في تـشدد حركة حـماس

الفرضية الأساس الكامنة في كل مفاوضات لاتفاق (“صفقة”) لتحرير المخطوفين من أسر حماس هي أن قيادة حماس معنية بالصفقة، بشروطها.

صحيح أن الشروط بعيدة الأثر (تحرير مخطوفين مقابل تنازلات سياسية – استراتيجية)، لكن إذا ما وافقت إسرائيل عليها، فإن الاتفاق سيوقع والمخطوفين سيتحررون.

لكن ماذا لو لم تكن الفرضية صحيحة؟، ماذا لو لم تكن قيادة حماس تريد أي صفقة، أي اتفاق مع حكومة إسرائيل لتحرير المخطوفين، مهما كانت شروطه (ربما باستثناء تلبية مطلب صورة سيلفي مع رئيس الولايات المتحدة يجثم أمام السنوار ويعده احتفالياً بجائزة نوبل للسلام)؟

هذه إمكانية مأساوية وتقشعر لها الأبدان، لكنها ليست بلا أساس. يمكن أن نحصي أسباباً غير قليلة لموقف عدم الموافقة المطلقة من جانب حماس على تحرير المخطوفين، وبينها الشكوك في نوايا إسرائيل، التخوف من شهادات قاسية عن شروط الأسر على لسان من لم يضرب له الحظ، مثل المحررين في عملية الإنقاذ في السبت، وإسقاط حكم المنظمة كرب البيت الوحيد في غزة.

في المجال الإعلامي، كثيرة التقارير عن الضغط الذي تمارسه على قيادة حماس الولايات المتحدة، وفرنسا، ومصر والسعودية وقطر.

في الوقت نفسه لا يوجد تطرق لضغط معاكس – لعدم الوصول في المدى المنظور للعيان إلى أي اتفاق – الذي يمارس على قيادة حماس من جانب دولة كبيرة النظام الحالي فيها هو الرابح الأكبر من استمرار القتال.

هذه روسيا بوتين: كل يوم إضافي لا تتوقف فيه حرب السيوف الحديدية يخدم مصالح الرئيس بوتين وحكمه في الكرملين.

موسكو تكسب دعائياً من صرف الانتباه العالمي عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا وعن مظالمه، نحو الحرب في غزة، تكسب قانونياً من المداولات عن إسرائيل وليس عن روسيا في المحكمة الدولية في لاهاي، تكسب سياسياً مما يبدأ في اتخاذ صورة فشل الإدارة الأميركية في التأثير على فلول حماس – عصبة من بضعة آلاف إسلاميين متزمتين عديمي التأهيل العسكري وعديمي وسائل القتال المتطورة – للموافقة على اقتراحاتها لصفقة أسرى ووقف القتال.

موافقة كهذه تلعب فيها الولايات المتحدة الدور الرئيس ستضعف جداً مكانة روسيا في المنطقة ويحتمل أن تمس بعلاقاتها الخاصة مع إيران.

توجد إذاً للكرملين أسباب وجيهة لتشديد العناد والرفض من جانب قيادة حماس (التي تزور بين الحين والآخر موسكو وتستقبل بالعناق) ولحماس أسباب لا تقل وجاهة للاستجابة لمناشداته وخلق تسويف لا ينتهي بالمفاوضات على المخطوفين.

الرئيس بايدن يتورط والرئيس بوتين يفرك يديه فرحاً.

إضافة إلى المبررات العقلانية، يوجد أيضاً خيار انعدام العقلانية: حماس ترفض تحرير مخطوفات ومخطوفين كثأر دم على القتل في قطاع غزة.

مسموح التقدير بأن مشاعر الثأر الشديدة لديها تعاظمت فقط بعد عملية تحرير المخطوفين الأخيرة، التي ترافقت وقتل فلسطينيين كثيرين (حتى وإن كان عدد الضحايا الذي تنشره حماس مضخم بضعفين وحتى بثلاثة أضعاف).

ثأر كأهون الشرور، معناه رفض كل عرض لصفقة مخطوفين لأجل التسبب لليهود بالتعرق والبكاء.

استناداً إلى سلوك حماس في الماضي توجد احتمالية لـ “لا مطلقة” كهذه من جهتها.

عمليات ثأر وحشية سبق أن ميزت الإرهاب الحماسي منذ عهدها.

مفهوم من تلقاء ذاته أنه لا ينبغي الاستبعاد المسبق لتغيير مفاجئ في مواقف حماس، لهذه الأسباب أو تلك.

مثلاً بسبب قرب جنود الجيش الإسرائيلي من أماكن اختباء قيادتها، دقة المعلومات التي تجمعت لدى أجهزة استخبارات إسرائيلية وغربية واستياء متعاظم من السكان الفقراء في القطاع.

كل شيء مفتوح، بما في ذلك، كما أسلفنا، رفض مطلق من جانب حماس لصفقة مخطوفين مهما كانت.

لا يتبقى غير الأمل في أن تكون حكومة إسرائيل أعدت جواباً لذلك أيضاً. أنا بعيد جداً عن أن أكون واثقاً بذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى