ترجمات عبرية

يديعوت: الاستعدادات للحرب تحتاج ايمان الجمهور بإمكانية النصر الذي لا يتعدى 9%

يديعوت 14/3/2025، نداف ايال: الاستعدادات للحرب تحتاج ايمان الجمهور بإمكانية النصر الذي لا يتعدى 9%

بتسلئيل سموتريتش لم يكذب عندما روى هذا الأسبوع بان خطة “الهجرة الطوعية” من قطاع غزة هي مسألة نعنى بها في حكومة إسرائيل، بفاعلية. “هذه حملة لوجستية ضخمة”، اعلن وزير المالية في الكنيست، “اذا أخرجنا عشرة الاف شخص اليوم فهذا يستغرق نصف سنة. اذا اخرجنا خمس الاف في اليوم، فهذه سنة”. مشوق أن نعرف اذا كان سموتريتش يفهم كم يهوديا ابتلع ريقه حين سمعه يحسب حساباته الدقيقة. وهذا ليس بسبب مشاعر تجاه الغزيين. 

شاعرنا القومي حاييم نحمان بيالك كتب كثيرا عن “كشف وتغطية اللغة”. اللغة العامة لسموتريتش غطت بـ “هجرة”، لكنها كشفت الكثير بكلمة “نخرج”. فكلمة “نخرج” لا تسمع مثل “هجرة”، بل ترحيل قسري. العملية تنتقل من يد الفلسطيني الغزي، الذي زعما يغادر طوعا الى أماكن مثل سومليلاند (مدى العمر: 55) الى إسرائيل والى “المديرية”. 

تحدث سموتريتش عن وسائل تعد لاخراج الفلسطينيين من قطاع غزة. وعلى حد تعبيره: في البر، في الجو وفي البحر. حرص على ان يقول ان هذا اكثر تعقيدا من “الباصات” – لانه هناك حاجة لفحص كل شيء، بما في ذلك “التأهيل المهني” الذي ستكون حاجة لمنحها للفلسطينيين في الدول المختلفة التي تجرى معها اتصالات سرية. وقال سموتريتش أيضا ان “الميزانية لن تكون عائقا” في هذا الحدث. كمسؤول عن الصندوق العام، هذا قول مميز.

فكرت في قصة سمعتها من غلاف غزة: الأطفال من الكيبوتسات وباقي البلدات، الذين عادوا من الاسر. إما ان يكون أبناء عائلاتهم القريبين قتلوا، أو انهم كانوا في الغرف الأمنية ساعات طويلة، فيما كانت المذبحة تدور حولهم. الدولة وافقت على اعطائهم من تساعدهم، لكنها تمولهن فقط بنحو 40 شيكل في الساعة. وعمليا، هذا يكلف 60. الدولة تتيح 4 ساعات أسبوعية كهذه. توصية المعالجين النفسيين المرافقين كانت 8 ساعات. لم اسمع ابدا وزير المالية يقول عن إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال ان “الميزانية لن تكون عائقا”. 

عن الخطة التي تعد لاحتلال غزة كتبتُ عدة مرات في هذه الصفحات. فقد طلب من الجيش الإسرائيلي أن يعد حملة واسعة في غزة، حسب التخطيط الاولي – هذا سيتضمن اخلاء السكان الى منطقة محددة. الى هناك توفر الماء، الغذاء والمساعدة الطبية. هذه المرة، يفترض بالجيش الإسرائيلي أن يعمل على مستوى فرق عسكرية واسع وقوي ومتداخل. لن يتبقى سكان في وسط وشمال غزة او في رفح وخانيونس – هم سيخلون كي يكون ممكنا تطهير المنطقة من مخربي حماس. لسكان الجيوب الإنسانية ستعرض إمكانية الهجرة. ككهاني دبلوماسي، النصر في نظر سموتريتش واضح تماما. اذا كانت هذه هي الخطة – فهذه هي الظروف التي ستدفع الفلسطينيين الى المغادرة. 

محافل قانونية في إسرائيل وفي العالم عنيت مؤخرا بهذا السيناريو. الاستنتاج المتبلور: اذا كانت هذه الخطة لا توجد هنا هجرة “طوعية”. اذا كانوا يخلون الناس من بيوتهم في الحرب، يدفعونهم الى منطقة مكتظة على نحو مخيف ويوقفون سفنا على الشاطيء او “باصات” على حد تعبير سموتريتش (حسب ما فهمت الى مطار رامون، لكن من يدري)، فالحديث يدور عن شكل قسري. مثل هذه الهجرة لا يمكنها أن تعتبر حرة الا اذا لم يكن تهديد. لم يكن استخدام للقوة. واساسا: للخارجين يضمن دوما بانهم يمكنهم ان يعودوا الى بيوتهم. القسرية غير المباشرة – مثل هدم البيوت، الحرمان من الغذاء، خلق شروط غير مناسبة للمعيشة – تعتبر غير قانونية. الهيئات القضائية للتحقيق في جرائم الحرب في يوغسلافيا عنيت في هذا الموضوع بتوسع. هذا الأسبوع شدد الرئيس ترامب في البيت الأبيض على أنه لن يكون أي طرد للفلسطينيين من قطاع غزة. وهو يعرف لماذا. 

في أي ظروف يمكن للهجرة من غزة أن تعتبر قانونية؟ فقط اذا كانت بإرادة حرة حقيقية – ويحمى حق الخارجين في العودة. وعليه، بشكل عبثي، فان بتسلئيل سموتريتش بالذات كان ينبغي أن يحث على وقف نار بعيد المدى في غزة. في مثل هذا الوضع، اذا سمحت إسرائيل لمن يريد ان يخرج بل وربما قدمت للمهاجرين المساعدة يحتمل أن يكون الامر قانونيا. 

ومن جهة أخرى: كل شخص يعمل كجزء من منظومة طرد/هجرة قسرية – اذا ما نفذت هذه كاستمرار فوري لحملة عسكرية واسعة، فان اخلاء السكان من بيوتهم، الحرمان من المساعدات الإنسانية في كل جزء آخر من غزة وما شابه – يمكن ان يكون معرضا قانونيا لاتهامات بجرائم حرب، على مدى سنوات طويلة. يحتمل الا يكون سموتريتش يكترث لهذه الاعتبارات التافهة. لكن مقاتلي النظامي والاحتياط غير معنيين في أن يكونوا مطاردين في حياتهم في معظم دول العالم. كما أن الرغبة في العودة الى القتال محدودة: في الأشهر الأخيرة هبط مستوى الامتثال لخدمة الاحتياط. 

هذا الأسبوع رأيت كاريكاتيرا وحشيا، لعيران فلكوبسكي. “وعلى رأس الكتيبة يسير”، يقول الشعار. رسمت هناك دبابة. امامها، يسير سموتريتش راضا. وراءه، رئيس الأركان الجديد ايال زمير. من خلفهما، على مسافة آمنية احتياطا لكل حالة خشية أن تكون، بنيامين نتنياهو. 

الوحشية وجهت تجاه الفريق زمير. فهو لم يقضِ بعد سوى أسبوعين في المنصب ووصف منذ الان كخادم نتنياهو/سموتريتش. الشكوك تنبع من هوية المعين كاتس، الذي يعتبر الحليف الصرف لنتنياهو. من عدم الترفيع الفضائحي للعميد دانييل هجاري. من تعيينات اللوائين ينيف عاشور ونائب رئيس الأركان تمير يداعي. الاخيران – لغير صالحهما – ذكرا إسميا كمن ينبغي أن يكونا في هيئة الأركان في المقابلة التي اجراها في حينه كاتس مع مقرب بنيامين نتنياهو، يعقوب بردوغو. 

بالنسبة لرئيس الأركان الحكم ليس فقط وحشيا – هو أيضا مسبق ويحرمه من أيام رأفة مبررة. زمر هو ضابط ذو إنجازات ومعاقل سليم. التأهب الذي يحاول ان يبثه للجيش مبارك. الاسناد الذي منحه لقائد سلاح الجو هام. فقد طلب من رئيس قسم العمليات ان يبقى في منصبه، وهذا يرتبط بتحديات الجيش الإسرائيلي في الأشهر القادمة. مشكوك أن يتقدم الى خطوة إشكالية كالاطاحة برئيس “أمان” في هذه الأيام. اعطيني إئتمانا، صرخ ذات مرة ليفي اشكول لبن غوريون. تمير يستحق أيضا. 

قريبا، يحتمل أن يقف رئيس الأركان امام خيارات صعبة. فوقه مستوى سياسي يطالب بتنفيذ أفعال تتعارض والفكرة التأسيسية للجيش الإسرائيلي، ويمكنها أن تعرض للخطر جنوده وجوهره كجيش الشعب. لا يدور الحديث فقط عن الطرد القسري بل أيضا عن حملة عسكرية يمكنها ان تعرض حياة المخطوفين للخطر. انظروا الى الاستطلاعات المرفقة، التي أجريت بدعوة من معهد سياسية الشعب اليهودي؛ في أكتوبر 2023، كان 51 في المئة من الإسرائيليين واثقين تماما بان إسرائيل ستنتصر في الحرب. في اذار 2025 لا يدور الحديث فقط الا عن 9 في المئة فقط. 7 من كل 10 إسرائيليين يعربون عن عدم الثقة برئيس الوزراء، وهذا هو أيضا مستوى الثقة بالحكومة. معظم الجمهور يفضل إعادة المخطوفين من قطاع غزة في المكان الأول (لا كـ “هدف ثانٍ” او حتى “متزامن”، على حد قول قائد المنطقة الجنوبية عاشور).

يفهم نتنياهو هذه الأرقام اكثر بكثير من أي شخص آخر. وهو سيتأرجح حتى القرار، كعادته. من البداية حتى النهاية. كل شيء منوط بشخص واحد يقود الشرق الأوسط: ستيف ويتكوف. في هذه اللحظة يحاور أن يحرر مخطوفين في دفعة إضافية. لا أن يرتب لسموتريتش الباصات. لكن البيت الأبيض مطلع على خطط الحرب في إسرائيل، ويريد الحاق الهزيمة بحماس؛ الفيتو بالتأكيد لن يأتي من هناك. 

مفهوم منصات اطلاق الصواريخ

طاقم تشكل في سلاح الجو لاجل مواجهة الصواريخ التي تصدر عن غزة والتي تشوش على الإسرائيليين حياتهم اليومية اظهر بان المعلومات الاستخبارية عن مواقع منصات اطلاق الصواريخ من حماس كانت مغلوطة تماما. وللدقة: اقل من 1 في المئة. فببساطة لم يكن للجيش الإسرائيلي ذرة فكرة من اين حماس ستطلق الصواريخ وذلك بخلاف تام مع المعلومات الاستخبارية الناجحة التي جاءت من لبنان. 

وتبين موضوع آخر: حسب الورقة التي أصدرها الطاقم فان الأغلبية الساحقة من منصات الاطلاق ليست لمرة واحدة بل متعددة المرات. والفرضية بان لا معنى لتوجيه مقدرات لاجل تدميرها (لانها “اطلق وانسى”) تبينت كمفهوم لم يفحص بجدية. وعندما جاء الطاقم بهذه المعطيات، ثابتة ومؤكدة، ثارت عاصفة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى