يديعوت: الاستراتيجية فوق كل شيء
يديعوت احرونوت 21/4/2024، عاموس جلعاد: الاستراتيجية فوق كل شيء
الدفاع المبهر الذي قدمه الجيش الإسرائيلي لدولة إسرائيل في وجه الهجوم الإيراني الشرير هو دفاع ذو قيمة استثنائية من الردع وتجسد فائق لقدرة عملياتية. فمجرد قرار ايران الهجوم المباشر على إسرائيل على مثل هذا النطاق الواسع هو سابقة خطيرة لعلها تنبع من تقدير النظام الاجرامي في طهران بان إسرائيل اضعف مما كانت في الماضي. ان النجاح العملياتي للجيش الإسرائيلي في مجال الدفاع كما نشر، وفي مجال الهجوم كما نسب لإسرائيل، يعطينا نوعا من المهلة للاستعداد للمواجهة التالية، التي ستأتي آجلا أم عاجلا.
لهذا الغرض هناك حاجة لعظمة عسكرية، لكن أيضا لتحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة ودول عربية. هذا الخيار المبارك موضوع على طاولة أصحاب القرار وعلى رأسهم رئيس الوزراء – وغياب القرار مثله كمثل تبني استراتيجية ضارة لإسرائيل.
للجيش الإسرائيلي إنجازات هامة في قطاع غزة، لكن هناك أيضا امتناع رئيس الوزراء عن تحديد استراتيجية خروج من الحرب ستلحق بإسرائيل اضرارا خطيرة، بعضها قد يكون لا مرد له وسيمس بالإنجازات العسكرية أيضا. فالجيش الإسرائيلي، مثل كل جيش آخر، هو أداة عظيمة القوة لتحقيق السياسة والاهداف الاستراتيجية. وعليه، فيجب إيجاد رب بيت مدني، بخلاف العسكري لقطاع غزة سعيا لان تندثر حماس. غزة هي منطقة مكتظة – 2.2 مليون فلسطيني على مساحة 365 كيلو متر مربع، تعاني من أزمات خطيرة للغاية من حيث المياه، المجاري، الصحة، الاقتصاد وغيرها وغيرها. الأفكار التي تطرح حول قوى محلية او دولية تكون بديلا مدنيا في القطاع هي أفكار بلا أساس – فلا أمل في أن تتحقق، ومن شأن غزة أن تصبح منطقة أزمة حقيقية، سواء في الواقع ام في الصورة في وسائل الاعلام الدولية. لهذا سيكون تأثير شديد وخطير على مكانة إسرائيل الدولة التي ستجر الى حكم عسكري مباشر. ليس بوسع إسرائيل أن تعيد وحدها بناء غزة وتمنح افقا للسكان في شكل بديل لحكم حماس الشرير – هذا يمكن أن يتم فقط وحصريا من قبل السلطة الفلسطينية، وفقا للمخطط الذي تبلوره الولايات المتحدة مع الدول العربية الغنية.
الى هذا ينبغي أن يضاف ما يجري في شمالي الدولة. فلا يعقل ان تصبح منطقة مزدهرة بهذا القدر منطقة فارغة من السكان، قفراء. يمكن أن يحل هذا من خلال واحد من طريقين: مواجهة شاملة ثمنها واضرارها عالية وهي واجبة التنسيق مع الولايات المتحدة أو تسوية سياسية محسنة تعطي لإسرائيل مهلة لان تبلور قوتها استعدادا لمواجهة مستقبلية. للجيش الإسرائيلي إنجازات تكتيكية مبهرة جدا في جبهة الشمال، لكن هي أيضا من شأنها ان تتضرر في ظل غياب رؤيا استراتيجية واسعة تضم قطاع غزة أيضا – بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول المنطقة. دعم الولايات المتحدة مطلوب جدا أيضا حيال تهديدات مثل ذاك الذي ينشأ عن المحكمة الدولة في لاهاي ومن شأنه في المستقبل أن يصبح جبهة ذات مغزى.
عندما نفذ السنوار الهجمة الاجرامية توقع مواجهة متعددة الساحات لكسر روح إسرائيل ولاحداث شروخ بيننا وبين الولايات المتحدة ودول المنطقة ومنع محور استراتيجي مع السعودية. فهل نسمح له، بقصر يدنا الاستراتيجي –بخاصة لرئيس الوزراء – السماح بمثل هذا الوضع الشنيع.
نحن ملزمون بان ننهي مسألة المخطوفين والمخطوفات: دولة إسرائيل تركتهم لمصيرهم مرة واحدة وهي ملزمة ان تعيدهم الان. هذه ليست مسألة اختيارية، هذا امر الساعة – هذه فريضة، وهذا واجب الدولة.