ترجمات عبرية

يديعوت / الأرض تبكي

يديعوت – بقلم  حن آرتسي – تسرور – 28/5/2018

هذه الارض، الارض التي عليها وبسببها يدور النزاع بيننا وبين الفلسطينيين وهذه الارض تصبح ضحية النزاع. حقول القمح تحترق، محمية باري الخضراء تصبح في لحظة أسود من السواد. في عيمق يزراعيل (مرج بني عامر) وفي أحراش السامرة يصارع المزارعون السوقية والهدم. البلاد الطيبة، بلاد السمن والعسل، تبكي – وصرختها لا تسمع.

بالنسبة للمزارعين، الذين لا يزالون يبقون على احدى المهن الاعتق في العالم، فان انعدام اليقين هو جزء لا يتجزأ من متناول اليد. فالتكنولوجيا والتقدم لم يعفياهم من التعلق برحمة السماء، بكل معنى الكلمة. بالرياح وبالامطار، بالعاصفة او القيظ. هم آخر من يولون اهمية حقيقية لمواسم السنة او لتوقعات حالة الطقس في نهاية النشرة. وها هم من زرعوا بالدم لا ينالون الحصاد – ليس بسبب جبابرة الطبيعة، بل بسبب صراع عتيق آخر، بسبب تخريب بني البشر.

انهار من الدم سفكت هنا بسبب نزاع لا ينتهي. لقد اعتدنا، وكم هو فظيع التفكير في ذلك، على فقدان حياة الانسان – الحياة على حرابنا اصبحت واقعا يكاد لا يثور ضده احد، وقلة يتجرأون اقل من ذلك على الحلم بواقع آخر، حلم يعيش فيه مجتمعان محبان للحياة الواحد الى جانب الاخر. وعليه، حين تعربد الحرائق في الحقول والمحاصيل تصبح فحما، من الصعب ان نتأثر – طالما لم يكن هذا طفلا آخر، عائلة اخرى، فما لنا نشكو. يجمل بالارهاب ان يأكل نفسه بالاشجار وبالحجارة.

ولكن هذه اللامبالاة هي فخ. مثلما اصبحت الحياة على الحراب عادة، ومثلما كف الاهالي عن الوعد لاطفالهم بان يترعرعوا الى عالم بلا جيش، هكذا ايضا اصبحت الارض الجريحة والمدمرة جزءا من المشهد.  والنفس تتفطر. هذا الانكسار الحساس امام شجرة مقتلعة لن تعطي بعد اليوم ثمارا أو ذاك المحصول الذي ضاع قبل لحظة من الحصاد – هذا الانكسار اختفى. كل ما تبقى لنا هو نظرة يائسة، انعدام الوسيلة والعجز.

الفا عام كنا في المنفى، بلا بلاد وبلا ارض. وتطورت الثقافة اليهودية على نحو منقطع عن مصادرها. فرائض التعلق بالبلاد وبالارض – مثل سنة الاعفاء، جميع الثمار، وغيرها – كادت تضيع. فقد اصبحت شائعة بعيدة فقط. لقد كانت عودة صهيون، اولا وقبل كل شيء عودة الى الارض، الى المستنقعات والى التلال. قيمة العلاقة التي بين الانسان والارض استيقظت ورفع مجدها عاليا في الصهيونية. عجب حقيقي اننا حظينا بشرف رؤيتها عينا بعين. وعليه، فان المس بالبلاد بهذا الشكل الفظ، يحرق جدا، هو مس بالبطن الطرية.

انظروا الى صورة محمية باري المحترقة، ولا تشيحوا البصر، لا تغلقوا قلوبكم. اعطوا مكانة لسرقة الارض الجريحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى