ترجمات عبرية

يديعوت: الأجندات المتطرفة لا تتبخر من تلقاء ذاتها

يديعوت 2024-01-31، بقلم: روتم ايزاكعن المؤتمر المقزز: الأجندات المتطرفة لا تتبخر من تلقاء ذاتها

«لكل واحد منا، بما في ذلك أنا يوجد ما يسمى حقيبة ولادة. هذه هي الحقيبة الجاهزة لغزة من لحظة الى أخرى»، قالت نشيطة اليمين دانييلا فايس في مقابلة مع امنون ليفي قبل بضعة أيام من مؤتمر «نحتل ونستوطن قطاع غزة». وبالفعل فان المؤتمر الذي عقد يوم الاحد في مباني الامة في القدس أثبت بان غير قليل من «حقائب الولادة» كهذه جاهزة في ارجاء البلاد. صحيح انه لا توجد فيها بطانات رضاعة، حفاضات او زيت تدليك، لكن منها أيضا تصدر رائحة تعثر وتجدد استقبالا لما سيأتي.
حملة الحقائب جاهزون، كلهم، لاقامة مستوطنات في قطاع غزة، باسناد وزراء كبار في الحكومة ممن شاركوا في الحدث، مثل بتسلئيل سموتريتش، ايتمار بن غفير، اوريت ستروك، ماي غولان، شلومو كرعي، حاييم كاتس واسحق غولدكنوف. وزراء كبار يهتفون للترحيل في وقت الحرب بينما لم تبرد باروكات القضاة في لاهاي.
«الهجرة الطوعية، حتى لو كانت الحرب تجعل الهجرة الطوعية وضعاً يفرض على الناس الى ان يقولوا «اريد»»، كما أكد وزير اتصالات دولة إسرائيل، كرعي، والجمهور هتف ورقص وفرح الى أن كدنا  ننسى ان في هذا القطاع، الذي معنية محافل في الحكومة ان تجعله لؤلؤة عقارية، لا يزال يوجد مخطوفون ومخطوفات إسرائيليون. آباء وأمهات، اجداد، أطفال، نساء يتعرضن لنوع من العنف إضافي ومخيف، وكذا رضيع أشقر ابن سنة. هل يعرفون انه في هذه اللحظات هذا ما يفعله وزراء في حكومتهم؟ اذا ما ضَرَب حظهم، فان المخربين سيعفونهم من مشاهدة هذا الحدث.
وبينما يمكن للمرء ان يتقيأ من هذا الحدث، فان الحديث عن التوقيت المنفلت الذي يعرض حياة المخطوفين للخطر  وعلاقاتنا الهشة مع حلفائنا يمكن أيضا ان نرى فيه وفي الخطاب حوله حدثا تأسيسيا للمجتمع الإسرائيلي. إذ لم يعد الآن مفر: المجتمع الإسرائيلي ما بعد 7 أكتوبر يعود لينشغل بالنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وبعد سنوات طويلة أأهمل فيها هذا الموضوع، عن وعي ام عن غير وعي فانه يعود الى مركز الطاولة.
يشهد على ذلك تنكر عضوي الكابينت غادي آيزنكوت وبيني غانتس، اللذين شجبا المؤتمر علناً. وحتى غانتس الرسمي الذي يمتنع (عن قصد ام عن غير قصد) عن مسائل قابلة للتفجير، قرر انه كفى. الترحيل والاستيطان للقطاع ليسا جزءاً من برنامجه السياسي، وعليه فانه سيكون مطالباً قريباً جداً، وربما الآن، ان يقول ما هو نعم في برنامجه، أي ان يعرض مذهبه في كل ما يتعلق بالنزاع. ان يعرض رؤيا. وهو ليس وحيدا: زملاؤه الزعماء أيضا، او أولئك الذين يتطلعون لأن يكونوا هكذا، سيضطرون لأن يوجهوا نظرتهم الى المسألة الدامية، تلك التي حتى دون ان نبحث فيها تصمم حياتنا، وان يعرضوا أجندة واضحة. اذا لم يفعلوا هذا فان الجمهور سيطالبهم منذ الآن بذلك.
لليمين المسيحاني هدف واضح يحاولون إخفاءه. العكس هو الصحيح. من اعتقد بان هذه اجندة متطرفة تتبخر من تلقاء ذاتها، كشف بانها لا تخاف من طريق طويلة. حان الوقت حتى لمن يؤمن بانه يجب النظر الى الواقع ليس فقط عبر فوهة المدفع ان يكف عن الخوف من طريق طويلة. هذه الأيام، محطمات الايمان والروح، هي أيضا فرصة للحديث عن التحدي المركزي في المجتمع الإسرائيلي، ومطالبة الزعماء ممن يحملون «حقيبة ولادة» جاهزة من لحظة الى أخرى، ان يقترحوا علينا مستقبلاً أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى