ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: 600 يوم من الفشل القيادي

يديعوت احرونوت 28/5/2025، اليشع بن كيمون600 يوم من الفشل القيادي 

600 يوم مر منذ نشبت الحرب في قطاع غزة وبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يواصل الوقوف في المفترق، متردد، بلا قرار. هو لا يسير حتى النهاية لانه يحب أن يبقي الخيارات مفتوحة. الا يحسم. والنتيجة هي حرب طويلة، دامية، فيما أن كل واحد في محيط نتنياهو يحاول أن يجره وفقا لارادته، من ترامب وويتكوف في الغرب وحتى سموتريتش وبن غفير في الشرق.

الأهداف كانت واضحة في بداية الطريق: تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس؛ تحرير كل المخطوفين؛ وضمان أمن بعيد المدى لإسرائيل. غير أن بعد 600 يوم، الجيش الإسرائيلي بذل جهدا عسكريا عظيما، هدم أجزاء واسعة من غزة وقتل، حسب التقرير، نحو 20 الف مخرب من حماس، بمن فيهم مسؤولين كبار مثل يحيى ومحمد السنوار. البنى التحتية العسكرية لحماس تضررت بشدة، لكن المنظمة لا تزال حية، تتنفس وتعمل. خلايا صغيرة تواصل المقاومة، وفي شمال القطاع اضطر الجيش الإسرائيلي ان يعود المرة تلو الاخرى الى المناطق إياها. خطة توزيع المساعدات الإنسانية مباشرة الى السكان استهدفت اضعاف حماس، ويدعون الان بانها هي بالفعل انعطافة، لكن هكذا ادعوا في الماضي أيضا بالنسبة لمستشفى الشفاء وبعدها بالنسبة لرفح ومحور فيلادلفيا. في النهاية، بلا تقدم سياسي الى كيان يأخذ السيطرة في القطاع الزمن وحده يتغير، اما الواقع فلا.

المخطوفون؟ من اصل 251 امرأة، طفل، رجل، جندي ومجنده اختطفوا، 145 اعيدوا في صفقات مختلفة. و 58 لا يزالون محتجزين في غزة، بعضهم لم يعد على قيد الحياة. حكومة نتنياهو فشلت في خلق روافع ضغط ناجعة على حماس.  ليس لدي توقعات من منظمة إرهاب سافلة لكن لدي توقعات من حكومتي التي ينبغي لها أن تتخذ خطوات تدفع الإرهابي الذي يحتجز المخطوفين لان يفهم من الأفضل له أن يستسلم. وهذا لم يحصل.

الامن لإسرائيل؟

حماس تواصل اطلاق الصواريخ، حتى وان كانت بشدة متدنية. الحوثيون من اليمن يواصلون ازعاج مئات الاف من السكان في ارجاء البلاد وسكان غلاف غزة لم يعودوا جميعا الى بيوتهم، رغم معدلات العودة العالية التي تعرضها مديرية تكوما (انبعاث). سوريا تسخن من جديد والامن لم يتبقَ الا مثابة وعد.

نتنياهو عالق. في كل مفترق حرج يمتنع عن القرار. عندما كان مسار لوقف النار، توقف – مرة بسبب ضغط سياسي، مرة بسبب معارضة الجيش او الشباك. عندما كانت إرادة لاحتلال أراض واستيطانها، هذا أيضا توقف مع تصريحات مثل “لن أوطن في غزة”. والنتيجة هي ورطة استراتيجية: لا هنا ولا هناك. رئيس الأركان لا ينفذ الأوامر، رئيس الشباك عديم الثقة والمستشارة القانونية “تعرقل العمل”. اختبار النتيجة: 600 يوم من الحرب لم تحقق نتائج ذات مغزى.

لكنكم ستتفاجأون، عندما يريدون القرار – يمكن احداث تغيير. توجد ساحة واحدة تحقق فيها الحكومة رؤياها، تندفع الى الامام، تزيل الحواجز وتقلب الواقع بعد عشرات السنين. يمكن ان نحب هذا ويمكن ان لا، لكن في يهودا والسامرة، بخلاف غزة، إسرائيل تثبت أنها قادرة على أن تغير الواقع. الجيش يستخدم قوة دقيقة، يفكك مخيمات لاجئين، يدخل الى مراكز المدن في وضح النهار ويخلق حرية عملياتية لم يشهد لها مثل منذ سنين. مستوى الإرهاب انخفض جدا، والاستيطان يندفع الى الأمام بوتيرة مدوية. رؤساء مجالس المستوطنين يتحدثون عن الاستيلاء على الأراضي وإقامة مستوطنات بـ اهلا اهلا. توجد جماهير تعارض تعميق السيطرة خلف الخط الأخضر، لكن لا يمكن التنكر للحقيقة: في يهودا والسامرة توجد نتائج. في غزة؟ فقط تردد، معاذير واحساس بتفويت الفرصة.

غزة هي ليست فقط ساحة معركة – هي اختبار للقيادة الإسرائيلية وطريقة لادارة اتخاذ القرارات. صحيح حتى الان، هذا الاختبار فشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى