ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: يعذبهم مواتون، يتركهم لمصيرهم ظالمون

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 4/8/2025 يعذبهم مواتون، يتركهم لمصيرهم ظالمون

مقاتلو حماس الذي يجوعون مخطوفين في غزة هم في نظري مواتون: الرضى الذي يستمدونه من التنكيل باسرائيليين عديمي الوسيلة ومن توثيق ونشر التنكيل في الشبكة اهم لهم من الأهداف التي يحتجزون له المخطوفين.  تحتجز حماس 20 ذخرا حيا في غزة. هذا ما تبقى لها. بدلا من الحفاظ عليهم من كل ضر يجوعهم حتى الموت. لو كان الامر جرى في ذروة محادثات، بهدف تليين موقف حكومة إسرائيل، لكان في هذا المشهد السادي ذرة منطق. لكن حماس تعذب وبالتوازي تقاطع. هي لا تحقق شيئا باستثناء تعميق المقت الذي يشعر به نحوها كل انسان قلبه في المكان الصحيح.

هم، حماس، مواتون، وناسنا ظالمون. نتنياهو وابواقه يكثرون من الشكوى في كل مرة يوجه الغضب على وضع المخطوفين نحوه ونحو حكومته. هم كانوا يريدون الا نتهم الا حماس، الا نتظاهر الا ضد حماس، الا نكافح الا ضد حماس. لكن اباءنا اقاموا هنا دولة كي تكون هنا حكومة، جيش، جهاز قضاء يكونون مسؤولين عن مصيرهم، مصيرنا. هذه هي عقيدة الصهيونية كلها. منهم، وليس من الأجانب، نطلب حلا. نتنياهو احبط ثلاث مرات، وثمة من يقول أربع مرات الاحتمال بإعادة المخطوفين كلهم الى الديار. ودرء لسوء الفهم: هو أراد عودة المخطوفين بقدر لا يقل عن الاخرين، لكن بخلاف الاخرين هو لم يكن مستعدا لان يدفع الثمن.

لو كان يقول للاسرائيليين الحقيقة: هذا هو الثمن وانا لست مستعدا لان ادفعه، لكان ممكنا الاختلاف معه لكن تقدير صدقه. لكنه فضل تضليلهم: المخطوفون عنده فوق كل شيء. في اليوم وفي الليل؛ كل جهد؛ بلا كلل او ملل؛ انا وعقليتي. امس، في اعقاب الصدمة التي تعرض لها الجمهور لمشاهدة الأشرطة التي كشفت حالة افيتار دافيد وروم برسلفسكي، اصدر بيانا بشر به زوجته “مكسورة القلب من الأشرطة القاسية على الاحتمال”. نتنياهو يعرف عن التردي في حالة المخطوفين منذ اشهر. لا شيء مما رأيناه ينبغي أن يفاجئه. على الرغم من ذلك ترك المفاوضات تتجرجر وتتفجر. رئيس الوزراء أعرب عن صدمة عميقة من التوثيقات”، قيل في بيان مكتبه أمس. نعم، التوثيقات. قبل سنوات طويلة صنعوا في هوليوود فيلما يسمى “التناخ” (العهد القديم). النكتبة التي كانت في حينه بدأت بسؤال: هل قرأت التناخ؟ لا كان الجواب. لم اقرأ. لكن شاهدت الفيلم. 

حماس ارادت منذ البداية اتفاقا شاملا، إعادة كل المخطوفين، تحرير سجناء ووقف الحرب. نتنياهو لم يكن يريد اتفاقا شاملا: التزام بوقف الحرب كان سيعرض للخطر استقرار حكومته. في ماذا تهمك حماس، قالوا له. تعهد بالتوقف وبعد ذلك استأنف الحرب. لكن ليست مصداقيته في نظر حماس اقلقته بل شريكاه سموتريتش وبن غفير والرئيس الحساس جدا لكرامته في واشنطن. هم من خاف ان يكذب عليهم. وهكذا ولد “منحى ويتكوف” – من كل ناحية عملية منحى نتنياهو. التدرج لم يخدم مصلحة إسرائيل ولا مصلحة حماس. فقد ولد كي يموت. في نهاية الأسبوع اعلن “مصدر سياسي كبير” بان إسرائيل تجري التفافية حدوة حصان: الان وجهتها نحو اتفاق شامل. سبب التغيير لم يكن حالة المخطوفين بل الانهيار في مكانة إسرائيل في العالم والضغط من واشنطن. نتنياهو بدل الاقفال بعد أن فرت الجياد من الاسطبل. 

قبل شهرين ونيف، في نهاية أيار، نتنياهو أمر بعودة طاقم المفاوضات من الدوحة. الخطوة نسقت مع الأمريكيين الذين بالتوازي اعادوا طاقمهم. في البلاد نشر ان كل الجهات ذات الصلة أيدت القرار. هذا لم يكن صحيحا. في الجيش اعتقدوا أنه كان من الصواب ابقاءه وبذل جهد إضافي. سيكون صعبا استئناف المحادثات بعد أن تفجرت. لكن نتنياهو اصر. في المفاوضات مع عرفات في أكتوبر 1998، في مزرعة واي قرب واشنطن، قام “بمناورة الحقائب”: اعلن انه سيغادر لكنه لم يغادر حقا. ومنذ ذلك الحين وهو مؤمن عظيم بمناورات الحقائب. 

الخطأ الأكبر كان في فهم حماس. فرضية نتنياهو والجيش كانت ان ضغطا على السكان سيلين حماس. نتنياهو فجر الاتفاق مع حماس في اذار 2025، عشية الانتقال الى المرحلة الثانية. الحصار على القطاع شدد. حتى تشديد الحصار لم تكن شكاوى من جوع في غزة. كانت بالأساس شكاوى عن غياب العلاج الطبي. في اسرائيل صدموا من سلب ونهب شاحنات المنظمات الدولية. وكان الادعاء أن حماس تسيطر على المساعدات. وبالتالي، طردت المنظمات الدولية وأقيمت نقاط توزيع الغذاء، بإدارة شركة أمريكية موضع شك. 

ما الذي حصلنا عليه؟ حصلنا على حملة تجويع الحقت ضررا تاريخيا بإسرائيل. تجويع لم يكن – جوع كان وفوضى كانت وقتل مدنيين خطيئتهم كانت انهم بحثوا عن طعام وأطفال هزيلون وامهات تصرخن وكل شيء وثق وبث واحتل الشبكة. والان نحن نستجدي ان تدخل منظمات دولية مزيدا من الشاحنات ونستجدي الدول التي نسميها لاسامية ان تبعث بالطائرات وتنزل مزيدا من الحزم الى غزة التي تنازع الموت. كان ينبغي لنتنياهو ان يسأل سؤالا واحدا قبل الفوضى: ما الذي يضر إسرائيل اكثر، السلب والنهب أم الجوع؟ لكنه كان منشغلا بمسائل أخرى.

اليوم، يوم الاثنين، الحكومة ستعود للاجتماع. الوزراء سيتبادلون تجاربهم عن صومم التاسع من آب. بن غفير سيروي بفخار عن استفزازه في الحرم. وعندها سينقضون على جدول الاعمال. 

مزيدا من ترتيبات الحراسة لعائلة نتنياهو؛ مرحلة أخرى في تنحية المستشارة القانونية للحكومة. في الجيش سينتظرون القرار عن الاستمرار في غزة: نعم صفقة لا صفقة، نعم احتلال لا احتلال. حملة عربات جدعون انتهت قبل ثلاثة أسابيع والحكومة لم تتمكن بعد. قرار لن يكون، فقط استمرار المراوحة. و 20 إسرائيليا سيواصلون القتال في سبيل حياتهم، يعذبهم مواتون، يتركهم لمصيرهم ظالمون. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى